06/02/2021 - 08:50

"دراجو البتر": فريق بغزة من مبتوري الأقدام يتحدى ما خلفه رصاص الاحتلال

يجوب الفلسطيني أحمد أبو نار، شوارع مدينة غزة، مستقلا دراجته الهوائية، التي يقودها بساق اصطناعية، بدأ باستخدامها إثر فقدان قدمه جراء إصابته بالرصاص الإسرائيلي. ويرافق أبو نار في رحلةٍ على الدراجات الهوائية، مجموعة من الشبان "ذوي الإعاقة"، فقدوا أقدامهم هم

دراجو البتر- غزة (الأناضول)

يجوب الفلسطيني أحمد أبو نار، شوارع مدينة غزة، مستقلا دراجته الهوائية، التي يقودها بساق اصطناعية، بدأ باستخدامها إثر فقدان قدمه جراء إصابته بالرصاص الإسرائيلي.

ويرافق أبو نار في رحلةٍ على الدراجات الهوائية، مجموعة من الشبان "ذوي الإعاقة"، فقدوا أقدامهم هم أيضا باعتداءات إسرائيلية سابقة.

ويقطع الفريق، في هذه الرحلة آلاف الأمتار، انطلاقا من مخيم المغازي للاجئين الفلسطينيين، وسط قطاع غزة، وصولا إلى وسط المدينة (غزة). وتأتي هذه الرحلة تأتي في إطار تأسيس أول فريق من الأشخاص ذوي الإعاقة، لركوب الدارجات الهواية، في قطاع غزة.

دراجو البتر (الأناضول)

وأطلق الشبان على فريقهم، الذي يضم 10 مشاركين، اسم "درّاجو البتر".

ويهدف الفريق إلى إعادة "دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع، ومساعدتهم في العودة إلى حياتهم الطبيعية ما قبل البتر"، وفق ما قاله أبو نار، أحد مؤسسي الفريق، لوكالة "الأناضول".

ظروف قاسية

يقول أبو نار، الذي فقد قدمه برصاص إسرائيلي، خلال مشاركته بمسيرة العودة، التي انطلقت على الحدود الشرقية لقطاع غزة في مارس/ آذار لعام 2018، إنه عاني من "ضغوط نفسية وآلام جسدية جرّاء البتر".

وذكر أن توجّهه لفكرة تأسيس هذا الفريق، جاءت لتخّطي الضغوط المجتمعية، وإعادة تأهيل الذات.

وتسببت الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، في إصابة عدد من المواطنين بإعاقات متنوعة، ونتج عنها بتر أطراف العشرات منهم.

تأسيس الفريق

وبدأت فكرة تأسيس فريق "الدراجات الهوائية للأشخاص مبتوري الأقدام "، قبل عدة أشهر، وفق أبو نار. وقال "بدأت الفكرة بتجميع أعضاء الفريق، من كافة مناطق قطاع غزة، ومن ثم كانت الخطوات العملية".

وتابع إن كافة المشاركين في هذا الفريق هم من "ضحايا الاعتداءات الإسرائيلية على مدار السنوات الماضية". وبيّن الفلسطيني أبو نار أن المشاركين في الفريق ينقسمون إلى قسمين، وفق طبيعة البتر في أقدامهم.

دراجو البتر (الأناضول)

وأضاف "القسم الأول، وهو الذي يعاني من بتر أسفل الركبة، حيث يسهل عليهم التغلّب على مشكلة التوازن عند ركوب الدراجة، وأما الثاني فهو للأشخاص الذين تعرّضوا للتبر من فوق الركبة، إذ يحتاجون لتدريب مُضاعف لتمكينهم من خوض التجربة".

و عن تجهيزات الفريق، أوضح أبو نار أن أعضاء الفريق عكفوا على توفير الدراجات الهوائية بـ"جهودهم الذاتية"، لينطلقوا لاحقا في رحلة لـ"الإعلان عن التأسيس".

وذكر أبو نار أن الفريق جاء لـ"إيجاد مساحة جديدة للمبتورين، تساعدهم في الاندماج بالمجتمع، وتحسين ممارستهم للتفاصيل الحياتية بشكل طبيعي". وقال إن تأسيس هذا الفريق، يأتي استكمالا للتجارب السابقة، في تأسيس عدد من الفرق لـ"المبتورين"، في مختلف المجالات الرياضية.

وبشكل ذاتي، يحاول أعضاء الفريق تطوير قدراتهم الجسدية في ركوب الدراجة الهوائية، عبر أنشطة يعقدونها في أماكن شعبية.

طموحات وتحديات

ويقول أبو نار إن الفريق يطمح، خلال الفترة القادمة، إلى ضمّ أعداد أخرى، من ذوي البتر إلى عضويته. وتابع إن هذا الأمر يتطلّب "توسعا في الأنشطة، التي ستشمل جولات تجوب مناطق مختلفة بالقطاع، وفعاليات سباق وغيرها". وذكر أن هذه الأنشطة الرياضية تساعدهم في "كسر حاجز السلبية، ومواجهة المجتمع برياضتهم الجديدة".

وعن التحديات التي واجهها أعضاء الفريق، خلال مرحلة التأسيس، قال أبو نار إن "التغلّب على المعيقات الجسدية، كان صعبا نوعا ما". وتابع، إن أبرز تلك المعيقات تمثّلت بـ"الوصول إلى حالة التوازن، خلال ركوب الدراجة الهوائية، والتي دائما ما تتم بصعوبة بالغة بالنسبة لمتبوري الأقدام". وأشار إلى أن "تعثّر المشارك، وسقوطه، قد يعرّضه إلى الأذى".

دراجو البتر (الأناضول)

من جانب آخر، فإن غياب "المرافق الخاصة برياضة الدراجات الهوائية، التي تشمل طرقا (مضمار)"، فاقم من صعوبات التدريب. واستكمل قائلا "الطرق التي يسلكها المشاركون والمتدربون، هي ذاتها التي تمر فيها المركبات، وبشكل عام غير صالحة لركوب الدراجات". وأعرب عن أمنياته في عقد "بطولات عربية في رياضة الدراجات الهوائية لذوي البتر، في المستقبل"، تمكّنهم من تبادل الخبرات والتجارب.

التعليقات