26/11/2021 - 18:00

الثقافة العربية تطلق برنامجها السنوي لطلاب منحة روضة بشارة عطا الله

نظمت جمعيّة الثقافة العربيّة اليوم، الجمعة، حفل إطلاق برنامِج المنحة السّنوي لطلّاب منحة روضَة بشارة عطا الله، في قاعة "نيو غراند بالاس" بمدينة نوف هجليل، بحضور مئات الطلاب الجامعيين الحاصلين على المنحة من مختلف الجامعات والمعاهد العليا في البلاد.

الثقافة العربية تطلق برنامجها السنوي لطلاب منحة روضة بشارة عطا الله

الطلاب الحاصلين على منحة روضة بشارة عطا الله (عرب 48)

نظمت جمعية الثقافة العربية اليوم، الجمعة، حفل إطلاق برنامج المنحة السّنوي لطلاب منحة روضة بشارة عطا الله، في قاعة "نيو غراند بالاس" بمدينة نوف هجليل، بحضور مئات الطلاب الجامعيين الحاصلين على المنحة من مختلف الجامعات والمعاهد العليا في البلاد.

وتدعم منحة روضة بشارة عطا الله الطلاب الجامعيين العرب في مناطق الـ48 منذ عام 2007، على مدار هذه السّنوات دعمت وخرّجت آلاف الطّلاب، ضِمن برنامِج دعم شامِل بالإضافة إلى الدّعم المادي الممتدّ على ثلاث سنوات، يُقدّم للطلاب والطالبات برنامجا تثقيفيا توعويا يسعى إلى تحقيق جملة من الأهداف على صعيد تمكين الفرد وتفعيل الدّور المجتمعي والتثقيف القِيَمي.


وجاءت هذه المنحة تحقيقا لحلم الراحلة روضة بشارة عطا الله، مؤسسة برنامج المنحة، وإيمانها الراسخ بأن هذا الجيل الذي سيقود دفّة المبادرات والثقافة العربيّة الفلسطينيّة في المستقبل، والذي سيُحدث التغيير، كونه ينطلق من منحة داعمة ومؤسِسة لجيل يعمل ضمن بوصلة واضحة؛ مجتمع وطني متعاون يحترم التعددية وحقوق الإنسان.

وقدّمت المنحة اليوم للسنة الدراسيّة القادمة 2021/2022، لأكثر من 220 طالبا وطالبة من مختلف البلدات في المجتمع العربي، في مختلف الجامعات والمؤسّسات والمعاهد التعليميّة. 60 طالبا منهم انضمّوا إلى البرنامج للسّنة الأولى وسوف يكون هذا اللّقاء الأول لهم مع باقي الطلّاب لينكشفوا على مجموعة طلّابية موسّعة تعمل خلال المنحة على مفاهيم التطوّع والمبادرات الثقافيّة والمجتمعيّة.

واستهل البرنامج باستقبال وتسجيل وتعارف بين الطّلاب، ثم فقرة التقاط الصور الجماعية للحاصلين على المنحة ثم تم تعريف الطلاب على المنحة وحياة روضة بشارة عطا الله، من خلال عرض فيلم قصير عن مسيرتها التي تكللت بالعطاء اللا محدود وبذل كل جهد من أجل الحفاظ على اللغة العربية والموروث الثقافي وتشجيع الطلاب على التعليم، بالإضافة إلى طرح البرنامج التثقيفي السّنوي المخطّط للطلاب لهذه السّنة.

الطالب أيمن حلاق

وافتتح البرنامج وأداره الطالب المتميز في أدائه الاستعراضي، أيمن حلاق، بالنشيد الوطني ثم بالحديث عن المنحة وعن والطلاب الحاصلين عليها الذين يتحوّلون من خلال البرامج الثقافية إلى عائلة واحدة تحتضنها جمعية الثقافة العربية.

وأكد رئيس مجلس إدارة جمعية الثقافة العربية، أنطوان شلحت، في كلمة ألقاها خلال الحفل على سعي الجمعية إلى ديمومة هذه المنحة التي تجني الكثير من الثمار الطيبة وتعود بالخير على الأجيال الشابة من طلاب العلم وعلى المجتمع عموما.

أنطوان شلحت

وأضاف "في ضوء ذلك نستطيع أن نعد من على هذا المنبر بأن ما شقته هذه المنحة من طريق ونهج سيبقيان بمثابة أفق لمستقبل ننشده ونتوقع أن كل انسان مسؤول في مجتمعنا يتطلع إليه".

وأعرب شلحت عن احترامه وتقديره لمن تحمل هذه المنحة اسمها د. روضة بشارة عطا الله، وقال "روضة من أكثر شخصيات مجتمعنا التي ألهمته بأن الاستثمار في الثقافة وفي الطلاب الجامعيين هو استثمار صاف بكل المقاييس في المستقبل.. ليس هذا فحسب، بل هو رهان أيضا على تحقيق مستقبل أفضل".

وكانت الكلمة الثانية في البرنامج لمدير جمعية الثقافة العربية، مصطفى ريناوي، أجاب من خلالها على سؤال حول متى بدأت الحضارة الإنسانية؟ وأجاب على السؤال قائلا إن "الحضارة الإنسانية بدأت حين تم اكتشاف عظام بشرية مجبّرة نتيجة كسر فيها، وهو ما يشير إلى أن الحضارة بدأت حين اهتم شخص بآخر وسهر على راحته، وهنا ينتهي قانون الغاب وتبدأ مسيرة التعاون والعطاء. وذكر أن البداية كانت بنموذج أخلاقي ألا وهو العطاء والتضحية، وليس باكتشاف علمي، لذلك فإنه من المهم أن ينظر الفرد إلى مجتمعه وشعبه وتلبية احتياجاته الاجتماعية".

مصطفى ريناوي

وأضاف أن "المنحة ستعلم الطلاب الشراكة بدل الفردانية، وسيعمل الطلاب كعائلة في التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم وسيشكلون سدا وطنيا. لا يمكن لك أن تحب وطنك وأن تدافع عن حقك فيه دون أن تعرف ما هو هذا الحق".

وأعلن ريناوي عن تأسيس صندوق للدعم المجتمعي من الداخل لزيادة عدد الحاصلين على المنح. وتمنى للطلاب النجاح في السنة الدراسية الجامعية.

وتوجه المتحدثون بجزيل الشكر إلى مؤسسة الجليل الخيرية، وإلى مندوبة المؤسسة ديا كاسي، التي شاركت في البرنامج، وحين دعيت إلى المنصة أعربت عن فخرها بالطلاب الحاصلين على المنحة وتمنت لهم النجاح وأن يكونوا شعلة مضيئة لشعبهم ومجتمعهم في المستقبل.

وتخلل البرنامج عرض فيلم قصير عن تاريخ المنحة التي انطلقت عام 2007 بمعدل 250 طالبا في كل فوج، ما يعني أن آلاف الطلاب استفادوا منها حتى اليوم، فضلا عن الفائدة الثقافية والعلمية ومعرفة اللغة العربية وتعزيز الهوية والانتماء، والتعرف على البلاد وعلى والوطن.

ساجدة فروجي

وتحدثت في البرنامج مركزة برامج طلاب المنحة، ساجدة فروجي، والتي سترافقهم في بداية مسيرتهم التعليمية والمهنية، بالقول إنها بهذا الموقع تستعيد ذكريات 10 سنوات مضت حين كانت طالبة جامعية تبحث عن إطار تستطيع من خلاله أن تشارك الآخرين أفكارها ومعتقداتها، وأن تعبر عن هويتها العربية والفلسطينية بثقة ودون "فلاتر".

ودعت فرّوجي الطلاب إلى استغلال هذا الإطار للتعبير والاستفادة من هذا الموقع والشعور بالانتماء وصقل شخصيتهم وهويتهم وحملها بقوة وثقة ودون خوف.

الطالبة عائشة عبد الغني

وكانت الكلمة الأخيرة في البرنامج للطالبة عائشة عبد الغني، وهي في سنتها الثالثة للمنحة، والتي وجهت تحية وطنية للطلاب من هذا الوطن الذي "اتسع لكل العالم ولكنه ضاق بنا" على حد تعبيرها، ولم تبخل بكلمات الشكر لطاقم المنحة وخصت بالذكر ماجدة عكاوي – طباجة، المديرة الإدارية للمنحة، على عطائهم المستمر وغير المنقطع، ولمؤسسة "الجليل" على الدعم.

ثم استعرضت الطالبة عبد الغني مسيرتها منذ حصولها على المنحة قبل عامين، بوصفها التجربة بأنها رائعة ومثيرة وغنية. فقد زادتها شغفا للمبادرة وعززت لديها روح العطاء والاعتزاز بلغتها وهويتها.

ودعت الطلاب إلى عدم تفويت فرصة استغلال البرامج والفعاليات التي تنظم في إطار المنحة، وقالت لهم "وصلتم إلى العنوان الصحيح لبناء جيل واعد يقود مسيرة العطاء، وتمنت للطلاب سنة مثمرة، ولروح روضة بشارة عطا الله السكينة والسلام".

وفي الختام أتحفت الفنانة أنوار شرارة وهي أيضا خريجة المنحة، الحضور بفقرة فنية ملتزمة بدأتها بنشيد "موطني".

التعليقات