13/07/2016 - 20:29

عقدة الأخت الكبرى

تبدو علاقة الأخت الكبرى بشقيقتها التي تصغرها في السن بمثابة علاقة خاصة تشبه علاقة الأم بابنتها، حيث تحيطها حنانا واحتواء وتعمل على راحتها وتوفر لها حياة خالية من الهموم والمسؤوليات، فقد تراها البسمة التي تحمل للأسرة السعادة والمرح.

عقدة الأخت الكبرى

لوحة الأخت الكبرى للراسام، ويليام أدولف بوغيرو

تبدو علاقة الأخت الكبرى بشقيقتها التي تصغرها في السن بمثابة علاقة خاصة تشبه علاقة الأم بابنتها، حيث تحيطها حنانا واحتواء وتعمل على راحتها وتوفر لها حياة خالية من الهموم والمسؤوليات، فقد تراها البسمة التي تحمل للأسرة السعادة والمرح.

في المقابل تختلف تلك النظرة بالنسبة للشقيقة الصغرى والتي تتعامل بشيء من اللامبالاة أو التعنت، انطلاقا من مبدأ أنها المدللة التي يحق لها فعل أي شيء وقتما شاءت وبالطريقة التي تراها مناسبة، وهو ما يمهد لحدوث مشاجرات وافتعال الخلافات فيما بينهما بصورة تتوالى بتوالي المواقف.

تحتاج العلاقة بين الشقيقتين إلى أساليب وسلوكيات ونصائح معينة، تسهم في استقرار الحياة بينهما وكسب الحب والصداقة فيما بينهما، وتأتي في مقدمة تلك النصائح، أن تكتفي الأخت الكبرى بدور المرشد أو المساعد، وتترك مهامها كأم ثانية لوالدتهما لأنها الأقدر على ذلك، وكذلك تتجنب فرض الرأي عليها، فهي لكونها المدللة لن تتقبل منها هذا، بالإضافة إلى عدم السماح لها بأن تقلد الآخرين وإن كانت شقيقتها التي تكبرها، حيث يتكفل ذلك بمحو شخصيتها، ومن ثم شعورها بفقدان الثقة بذاتها.

ويرجع خبراء علم النفس تعنت الأخت الصغرى مع شقيقتها الكبرى لعدة أسباب، أبرزها الغيرة الناتجة عن اعتقادها بأن والديها يبدين اهتمامهما بها لكونها الكبرى التي تتحمل الكثير من المسؤوليات، وهو ما يدفعها إلى مضايقة أختها الكبرى عبر السخرية منها، عندما تقوم بنصحها أو إرشادها بفعل شيء ما، الأمر الذي يترتب عليه تجنب التعامل والتحدث معها ورفض معاونتها في شيء.

كما أنها تعتمد كثيرا على كونها الأخت المدللة التي لا يحق لأحد فرض وصايته عليها وإن كانت شقيقتها الكبرى، ويكون ذلك لمكنون نفسي يدفعها إلى رفض كل ما يدور حولها، لدرجة تصل إلى عدم الالتزام بأوامر أو نصائح الوالدين، وفي هذه الحالة يكون المتسبب الرئيسي في المشكلة الوالدين، حيث أنهما تركا لها المجال لانتهاج سياسة الرفض، والاعتماد على كونها الابنة الصغرى، الأمر الذي يتسبب في غضب الأخت الكبرى.

اقرأ/ي أيضًا | أشقاء الأطفال المرضى بحاجة للاهتمام أيضًا

ويأتي إعجاب الأخت الصغرى بشخصية شقيقتها التي تكبرها في مقدمة الأسباب التي تدفعها أيضا إلى التعنت معها، حيث يؤدي ذلك إلى نتيجة عكسية، فعندما تحاول أن تتقمص شخصيتها والتعامل مع من حولها باعتبار أنها الأخرى ناضجة وتستطيع تحمل المسؤوليات، حتى تحوز على رضا الوالدين وبقية الأشقاء ثم تفشل تشعر حينها أن الاحترام والتقدير من حق شقيقتها فقط، وبالتالي تظهر عليها علامات بغض شقيقتها الكبرى من خلال تغيير نظرتها لها وتعاملها معها.

التعليقات