26/07/2016 - 17:47

العنف ضد الطفل: الأنواع الآثار والتداعيات

تزداد تداعيات العنف اللفظي سواء الذي يوجه للأطفال، أو الذي يخرج منهم نحو الآخرين، يوما بعد يوم مع تقدم أعمارهم، بحيث تصل خطورته إلى تهديد كيان واستقرار الأسرة، كما تتراكم أسبابه التي تؤدي إلى نتائج غير قابلة للسيطرة من قبل الوالدين.

العنف ضد الطفل: الأنواع الآثار والتداعيات

تزداد تداعيات العنف اللفظي سواء الذي يوجه للأطفال، أو الذي يخرج منهم نحو الآخرين، يوما بعد يوم مع تقدم أعمارهم، بحيث تصل خطورته إلى تهديد كيان واستقرار الأسرة، كما تتراكم أسبابه التي تؤدي إلى نتائج غير قابلة للسيطرة من قبل الوالدين والأسرة، كان من أبرزها بعد الوالدين عن أبنائهما بطريقة يلمسها الطفل، وتدفعه إلى محاولة إدارة حياته بذاته دون الاستعانة بهما.

ما يؤدي، في معظم الحالات، به (الطفل) إلى تخلل المشاعر السلبية داخله، تكون نتيجتها اتباع أسلوب العنف اللفظي، كذلك أسلوب العقاب الجسدي مع الأبناء، مما يتسبب في أزمة نفسية داخل الأسرة، بالإضافة إلى شعور الطفل بأن والديه يسلبان حريته في اختيار الأشياء الخاصة به، مثل ألعابه وأصدقائه، فيبدأ في انتهاج الاستقلال باستخدام أسلوب العنف اللفظي.

تتعدد الأسباب

وعن أسباب العنف اللفظي الذي يصيب الطفل، تقول أستاذة الصحة النفسية، د. داليا الشيمي، إنها 'تتعدد وتزداد مع تطوره العمري، ويكون أبرزها إحساس الوالدين بأن طفلهما ملكية خاصة، وليست له شخصيته ينبغي عليهما تنميتها في إطار نفسي تربوي صحيح، مما يكون له الأثر السلبي على الطفل، يبدأ بمحاولاته للتخلص من السيطرة التامة التي فرضها الوالدان عليه، ويكون من خلال التمرد على طلباتهما وأوامرهما، وعدم الأخذ بنصائحهما ووصاياهما، ويمتد الأمر في حالة عدم جدوى هذا الأسلوب إلى العنف اللفظي، حيث يكون عبر الرفض العصبي والنفسي لكل ما يطلبانه منه، والمصاحب لكلمات جارحة وغير أخلاقية'.

وأضافت الشيمي، أنه 'كما ينظر الآباء عادة لأطفالهم مهما كبروا باعتبارهم صغارا لا يستطيعون الاعتماد على أنفسهم، الأمر الذي يعد من أهم أسباب اتباع أسلوب العنف اللفظي لديهم، حيث يشعر الطفل بعد مرور أول عام بعد ولادته بالرغبة في تحمل مسؤولية تصرفاته، ويبغي التعرف على كل ما هو مجهول من حوله، لذلك يغضب كثيرا عندما يمنعه والداه عن إشباع رغبته، ويبدأ في مواجهة ذلك بالاعتراض اللفظي الحاد'.

وتابعت الشيمي، أنه 'يذكر في علم نفس الطفولة أن عنف الوالدين نحو الأطفال ينتج عنه عنف مقابل يمارسه الطفل بعد مرحلة معينة ضد والديه وكل من حوله، حيث يرى في ذلك نوعا من العقاب لهم على ما اقترفوه في حقه من قبل، فالأطفال تستطيع تسجيل كل ما مرت به بعد العام الأول بعد الولادة، لذلك يتعمد الطفل اقتراف أخطاء متكررة حتى يجذب انتباه والديه ويسبب لهم ضوائق نفسية، يتطور الأمر إلى التطاول اللفظي عليهما، ليثبت من لهم من خلال ذلك أنه ذات شخصية مستقلة وقوية، ولا يمكن لهما معداته أو الوقوف في وجه رغباته'.

الآثار وخيمة 

وعن آثار العنف اللفظي على حالة الطفل النفسية، يشير أستاذ علم النفس التربوي  د. هشام عادل، إلى دراسة أجريت في جامعة نيو هامبشير الأميركية، تناولت التأثيرات السلبية التي تلحق بالطفل نتيجة العنف اللفظي، ومن أهمها تفكيره المستمر في التخلص من حياته أو إلحاق الضرر الجسدي بنفسه عبر استخدام آلات حادة.

كما أن العنف اللفظي يقلل من ثقة الطفل بذاته، ويجعله غير مؤهل نفسيا في التعامل مع الآخرين، كذلك تسوء علاقة الطفل بأقرانه سواء الأصدقاء أو الإخوة، حيث يصبح غير قادر على إدارة محيطه الاجتماعي، ويكون دائم الشجار معهم كما يقوم بضربهم باستمرار، حيث يشعر الطفل في هذه المرحلة برغبة في العيش بمفرده، وإخراج الطاقة السلبية التي تتمركز داخله.

اقرأ/ي أيضًا | كيف نحمي أطفالنا من الغرق؟

ويقول عادل، إن 'العنف اللفظي الذي يتبعه الطفل يؤثر أيضا على نموه الجسدي بصورة ملحوظة، حيث يعاني الطفل خلال هذه المرحلة بأزمات نفسية متكررة، بالإضافة إلى الأزمة الأساسية التي أدت به إلى هذا المستوى من التعامل مع الآخرين، تتسبب هذه الأزمات في عمل خلايا المخ، وبالتالي يتوقف المخ عن التطور مع المراحل العمرية للطفل، وكذلك حركة العظام والأعضاء تتوقف جميعها بتوقف المخ، كما أن عاطفة الطفل تتأثر كثيرا بهذه التجربة وإن مرت عليه بسلام دون تأثيرات جسدية، حيث يشعر الطفل بعدم قبول نحو الآخرين بصورة دائمة، ويفقد الرغبة في التعاون والتواصل معهم، ويسمى ذلك بالاضطراب العاطفي، يظهر عبر حرص الطفل على قضم أصابع الإبهام والسبابة، وعدم القدرة على استيعاب المواد الدراسية، لذلك ينصح الوالدين بضرورة معاملة أطفالهما بصورة تتماشى مع أعمارهما وتتناسب مع احتياجاتهما النفسية'.

التعليقات