دخل يوم أمس أكثر من نصف مليون طالب عربي إلى مقاعد الدراسة، وتفتتح هذه السنة الدراسية الجديدة مع آمال لتحسين الوضع التعليمي للطلاب العرب، سواء البنية التحتية أو البشرية.
في حديث لفصل المقال مع عاطف معدي سكرتير لجنة متابعة قضايا التعليم، حول الوضع في المدارس العربية وإذا ما كانت تعاني من النواقص قال" البنية التحتية للمدارس لا زالت تعاني من نواقص ومشاكل متنوعة، نحن بحاجة اليوم لبناء 6500 غرفة جديدة للوسط العربي.
وإذا تحدثنا عن خطة خماسية جديدة لإنهاء هذه الإشكالية، أي من 2014 إلى 2018 مع الزيادة الطبيعية للطلاب نحتاج إلى 529 غرفة في كل سنة جديدة.
وقد توجهنا للحكومة بعدم المس بالميزانيات والموارد حيث يجري الحديث عن تقليصات من ميزانية التعليم بنسبة 4%". وأضاف معدي "لدينا نقص بحوالي 1000 وظيفة في التعليم العربي خاصة في مجال الأخصائيين النفسيين والتربويين والعلاجيين وضباط النظام.
كذلك هناك هوة في الإستثمار بالطالب يجب ردمها لأن الوضع الحالي فيه تمييز يتراوح من 3000 الى 6000 شيكل للطالب اليهودي أكثر من الطالب العربي الذي لا يحصل على أكثر من 1000 شيكل. أما بالنسبة للنجاح في البجروت يوجد ارتفاع بـ 5%، ولكن الفجوة ما زالت كبيرة وهي 24.2% لصالح الطلاب اليهود.
تسرب الطلاب يصل الى 22% من العرب لا ينهون الثاني عشر بينما لدى اليهود تصل النسبة الى 5% .هذا يعني أن حوالي 7000 طالب عربي من أبناء الجيل يتسربون من الدراسة. ثم هناك الكارثة التعليمية هي في النقب حيث تصل نسبة من يصلون الثاني عشر 29% فقط. وهذا يعني أن 71% من طلاب النقب لا ينهون الثاني عشر ولا يحصلون على البجروت.
مطلبنا الكبير هو بناء وضع خطة للنهوض بالتعليم وسد الفجوات،والتركيز على النقب ووضع خطة موضعية من أجل رفع نسبة التعليم والنجاح هناك. يجب وضع خطة شاملة لمعالجة آفة التسرب الكبيرة. وهذا يزيد من أهمية التعليم اللامنهجي لإستيعاب هؤلاء الطلاب كي يعودوا لإتمام تعليمهم الثانوي في أطر ملائمة.
كذلك لدينا نقص في ساعات التعليم الخاص ونطالب بزيادة عشرة آلاف ساعة لدمج الطلاب ممن لديهم احتياحات خاصة.
بالنسبة لرياض الأطفال أيضا لدينا مشكلة توفير الأرض لإقامة الروضات عليها، لأنه يوجد ميزانيات وكل سلطة محلية توفر الأرض تستطيع الحصول على ميزانية للروضة.
بالنسبة للغرف المستأجرة لدينا حوالي 2000 غرفة مستأجرة في الوسط العربي. وهناك مئات الغرف المتنقلة (كرافانيم).
ويأتي افتتاح السنة الدراسية الجديدة ومعه هموم أرباب العائلات، وخصوصًا لمن لديهم أطفال فكل طفل له مصاريفه وكتبه ودفاتره وحقيبته، والمهم أن الكتب التي كان يتم تداولها بين أبناء الأسرة من الشقيق الكبير إلى من يصغرونه سنا باتت غير فعالة، وذلك أن الكتب تستعمل لمرة واحدة، لأنه يتم الكتابة عليها، وثانيًا لأن الكتاب للصف الثاني مثلا في مدرسة ما مثلا ليس هو نفسه في مدرسة ثانية!
مثلا في مدرسة (السلام) الكتب المستخدمة للصف الثاني ليست هي نفسها المستخدمة للصف الثاني في مدرسة(عمر بن الخطاب)،هناك مثلا من تعلم في كتاب–لغتنا- (متاح) وفي مدرسة أخرى يدرسون في في كتاب (تكوين).
وفي حديث مع عبد الله فطوم صاحب مكتبة في مجد الكروم قال: يجب أن يعمل المديرون تنسيقا بينهم بحيث يتم توحيد الكتب الدراسية بدلا من التعدد لأن هذا قد يخفف من العبء على الأهالي.
ويقول عبد الله فطوم "هذه مشكلة للتجار أكثر مما هي للأهالي لأننا كتجار نضطر لإحضار الصنفين من الكتب للصف الواحد".
وعن تكاليف الطالب الواحد يقول عبد الله فطوم تقريبا : الصف الأول الى الثاني-450 شيكل، الثالث-600 شيكل، خامس –سادس-900 شيكل
العاشر والحادي عشر- 1000 شيكل. وهذا يعني أن تكلفة ثلاثة طلاب تصل الى حوالي ال2000 شيكل.وعن الدفع يقول "يوجد أناس يدفعون نقدا أو شيكات وبطاقات والبعض يطلبون أن نسجل على الدفتر، أعطي بعضهم وأرفض غير المضمونين.
نادي التجمع...
وفي نادي التجمع الوطني في مجد الكروم قام عدد من الشبيبة بجمع الكتب ممن لديه كتب ليس بحاجة لها، وفي حديث مع أمير شعبان وأحمد سبع الشابين المشرفين على استلام الكتب وتوزيعها قالا: نحن نحاول جمع كتب ممكن لديه فائض ليحضره الى مقر التجمع، البعض يأتي الى النادي ليأخذ ما يحتاجه من كتب قد يجدها عندنا. وهذه مساهمة صغيرة منا لبعض العائلات التي تريد إرسال أبنائها إلى المدارس.
وفي حديث مع رضا مناع وهو والد لثلاثة أطفال من مجد الكروم عن الإستعداد للسنة الدراسية الجديدة قال: عندي ثلاثة أبناء واحد في الروضة واثنان آخران حسن في الخامس وسماح في الثالث إلا أن سماح لا يستطيع الإستفادة من كتب شقيقه حسن لأنه تم استعمالها خلال الدراسة وهي لا تنفع إلا لمرة واحدة.
ويقول رضا "إن تكاليف إدخال الثلاثة إلى المدرسة قد تصل الى 2000 شيكل أقسطها بالشيكات، هذا لا يشمل الملابس والأحذية الرياضية"
وقال رضا مناع" الآن كنا في عيد ورمضان ومصاريف كبيرة ولدى كثير من العائلات ذات المعيل الواحد توجد مشكلة"؟
ولكنه يضيف "الأسعار تختلف من مكتبة الى أخرى ومن بلد الى بلد، وعادة ما يدفع أولئك الذين يستدينون ثمنا أكثر من غيرهم".وذلك أن أصحاب المكتبات يرفعون السعر لمن يستدين.
كذلك التقينا في مكتبة الطالب في شفاعمرو مع إحدى الأمهات التي رافقت أبناءها الثلاثة لإقتناء القرطاسية ،قالت إن إعداد أبنائها الثلاثة يصل إلى حوالي 2000 شيكل لا يشمل الأبواط، وأضافت "المبلغ ليس كبيرًا ولكن لا ننسى أننا في موسم أعراس ونقوط ومناسبات كثيرة".
من الحامض للحلو...
وحدثتنا صاحبة مكتبة الطالب في شفاعمرو عن أسعار القرطاسية فقالت"هناك أنواع مختلفة من القرطاسية في أسعارها وهذا حسب نوعيتها، مثلا يوجد أقلام (بايلوت) ثمن القلم الواحد منها يتراوح من 7 الى 9 وحتى 12 شيكل، ويوجد أيضا أنواع أرخص حيث يصل ثمن العشرة أقلام بعشرة شواقل. أما الحقائب فيتراوح ثمنها من 60 شيكل وهو الأبسط إلى 200 شيكل.
بالنسبة للكتب قالت " توجد تسعيرة رسمية يجب الإلتزام بها"، ولكن المشكلة أن هناك من يبيعون الكتب المزيفة غير الأصلية، وهي من نوعية خفيفة، وممكن مشاهدة الفرق بالصور، وأحيانا بالأحرف والكلمات غير الواضحة، وقد يصدف وجود أوراق ناقصة أو أسطر ممحية في الكتاب وهذا يؤدي الى مشاكل بالنسبة للطالب.
وتضيف" لقد سُحب من المنهاج هذه السنة عدد من الكتب وأدخل بدلا منها كتب أخرى، وهي كتب في العلوم والجغرافيا والعربية، وهذا يزيد من الأعباء على الأهالي، فلا يستطيع الشقيق الأصغر أن يأخذ من الأكبر. وتضيف" ارتفع سعر الكتب الجديدة مقارنة بالكتب السابقة، حيث كان ثمن كتاب "المختار" 25 شاقلا، ليحل مكانه كتاب "البيادر" الذي ثمنه الآن الجزء الأول 35 والثاني 45 شيكل.
التجليدة الواحدة للكتاب ب 2 شيكل ونصف.
اليوميات تبدأ من 8 شواقل إلى 45 شيكل مرورا بنوعيات من 15 شيكل إلى 30 شيكل.
قوالب الأوراق للكتابة( بلوكات) مقسمة حسب المواضيع، وتبدأ النوعية الجيدة من 12 شيكل للموضوع، لتصل الى 25 شيكل للمواضيع المتعددة. أقلام الرصاص يتراوح ثمنها من 8 الى 13 شيكل للدزينة. الكتب الأغلى هي كتب اللغة الإنكليزية، التي يبلغ ثمنها من 70 الى 90 شيكل. علبة الهندسة ثمنها من 8 شواقل الى 20 شيكل. المحايات من 1 الى 3 شيكل.
فؤاد سلطاني رئيس مجلس لجان الآباء القطري: مطلبنا الأساسي تقليص الفجوات نسبة للوسط اليهودي
وفي حديث مع رئيس مجلس لجان الآباء القطري المحامي فؤاد سلطاني قال: "كنت أتمنى أن تكون المدارس العربية جاهزة،مع بداية السنة سننظم تشكيل لجان أولياء الأمور لينخرطوا ويكون لهم دور في العملية التعليمية، وأن يأخذ الأهالي دورهم فهذا حقهم وواجبهم، كضلع من أضلاع عملية التعليم، نبارك للأهالي والطلاب عودتهم ونتمنى أن تكون سنة ناجحة ومثمرة وبدون عنف".
وقال"علينا العمل لتقليص الفجوة في التحصيل العلمي مع الوسط اليهودي فالفرق في البجروت يصل الى حوالي 30 نقطة، وفي البيسخومتري 100 نقطة، في السنة الأخيرة ارتفع البجروت عند العرب بنسبة أكثر من 4% ولكن ما زال الفرق شاسعّا، فالذين يحصلون على البجروت من العرب 35% ومن اليهود 65%، مع أننا ضمن نفس جهاز التعليم وهذا يشير الى الفرق الشاسع باستثمار الوزارة بالطالب ،فالاستثمار بالطالب العربي 1000 شيكل، وباليهودي 5000".
التعليقات