الطلّاب العرب: جامعة حيفا ثكنة عسكرية أم مؤسسة أكاديمية؟

بالإضافة إلى الصعوبة التي يواجهها الطالب العربي في الجامعات الإسرائيلية بسبب اللغة والانتقال من القرية والمدرسة مباشرة إلى المدينة والحرم الجامعي الكبير، فإن طلّاب جامعة حيفا العرب يعانون بشكل خاص من ظاهرة قل ما يعاني منها الطالب الجامعي

الطلّاب العرب: جامعة حيفا ثكنة عسكرية أم مؤسسة أكاديمية؟

فضلا عن الصعوبة التي يواجهها الطالب العربي في الجامعات الإسرائيلية بسبب اللغة والانتقال من القرية والمدرسة مباشرة إلى المدينة والحرم الجامعي الكبير، فإن طلّاب جامعة حيفا العرب يعانون بشكل خاص من ظاهرة قل ما يعاني منها الطالب الجامعي في أية جامعة أخرى في العالم، وهي حضور الزي العسكري داخل الجامعة.

يشكل الطلّاب العرب في جامعة حيفا 23% من الطلّاب، وهي النسبة الأعلى بين الجامعات الإسرائيلية، ويعود ذلك لكون جامعة حيفا الأقرب لمدينة الناصرة وسائر قرى ومدن الجليل العربية. إلا أن ذلك لا يمنع  إدارة الجامعة من المفاخرة في موقعها على شبكة 'الإنترنت' بأنها الجامعة الأولى في إسرائيل من حيث عدد الجنود ورجال الشرطة وأفراد الأذرع الأمنية الإسرائيلية الذين يتلّقون تعليمهم وتدريبهم داخل كلية الأمن القومي في الجامعة، إذ يدرسون فيها مواضيع عدّة على نفقة وزارة الأمن ممّا يجعل تواجدهم في الحرم الجامعي بزيهم العسكري وأسلحتهم أمراً غريباً وغير طبيعي، ويطغى على الحرم الجامعي أجمع في بعض الأحيان طابع ثكنة عسكرية.

ومن الجدير ذكره، أن الحراك الطلّابي السياسي في جامعة حيفا، هو الأكثر نشاطاً أيضاً بين الجامعات، إذ أن الوجود العربي الكبير في الجامعة يجعل تنظيم الطلّاب في حركات طلّابية نشطة أكبر من غيره في جامعات أخرى. ولهذا كله تأثير على نفسية الطالب العربي الذي يرى بالجندي قاتل شعبه في أماكن عدة، وبالشرطي قامعه خلال أي نشاط احتجاجي.

شقّور: شعور الطالب العربي مزيج من الاغتراب والخوف

وقال الطالب في جامعة حيفا عماد شقّور لـ'عرب 48' إن 'الطالب العربي بشكل عام عندما يأتي بهدف الدراسة من قرية عربية غير مختلطة، يُصدم للوهلة الأولى من حجم انتشار الجنود حوله ويختلط هذا الشعور بين الاغتراب والخوف من كم الأسلحة التي من الممكن أن تتواجد معه في قاعة المحاضرات، فتصل الأمور في بعض الأحيان لأن يجلس الطالب العربي وبجانبه سلاح يستخدم في قتل أبناء شعبه'.

وأضاف شقّور أن 'الجامعة لا تراعي مشاعرنا، ولا حرمة الأكاديميا التي قلما نشعر بها في جامعة حيفا. وفي الحروب وما يرافقها من احتجاجات طلابية خارج الحرم تصبح المعاناة مضاعفة، إذ من الممكن، وحصلت فعلاً أن يقوم الجنود في قاعة المحاضرة بالحديث عما قاموا به في غزة أو لبنان، ونسمعهم يتحدّثون عن كيف قتلوا أبناء شعبنا، وهذا ليس بالجو الأكاديمي المريح'.

أبو واصل: ثكنة عسكرية وليست مؤسسة أكاديمية

ولا تتوقّف المعاناة على الحضور العسكري في المحاضرات والمساحات المفتوحة، فلهؤلاء الجنود داخل الحرم العسكري نشاطهم السياسي أيضاً، فقال الطالب غسّان أبو واصل، إن 'الجنود الإسرائيليين في ذكرى النكبة، وهو يوم لم يكن فيه أي نشاط للطلاب اليهود، حملوا أسلحتهم وأعلام إسرائيل وباشروا بالرقص في باحة  الجامعة، الأمر الذي يحمل أيضاً تهديد ضمني من خلال الرقص بالسلاح أمامنا'.

وأضاف أبو واصل، أن 'أشعر كطالب عربي فلسطيني أنني موجود في ثكنة عسكرية لا في مؤسسة أكاديمية، وهذا ليس شعورا خاصا إنّما شعور عام لدى كافة الطلاب العرب تقريباً'.

أبو عطا: مظاهر الهوية الفلسطينية تجعل الأجواء مشحونة وعلى وشك الانفجار

ولا يترك الجنود في جامعة حيفا الطلّاب العرب وشأنهم، إذ قالت الطالبة مران أبو عطا، إن 'وجودي في الجامعة مع الكوفية أو أي لباس يظهر هويتي الفلسطينية، يشعرني بخطر معين جراء نظراتهم لي، وأشعر بأنهم يخططون لمواجهتي ممّا يجعل الأجواء في الجامعة محتدمة وعلى وشك الانفجار، وهذا طبعاً ليس بالوضع المريح لطالب جامعي، وتأثيره النفسي علينا ليس بالقليل'.

التعليقات