حيفا: نساء يتحدين ظروف الحياة في الحليصة

تنتظر النساء اللقاء في النادي بشغف، فغالبيتهن يعشن نفس الحالة الاجتماعية، والمشترك فيما بينهن كثير، وبطبيعة الحال فإن مثل هذه اللقاءات تكسر الروتين وتخرجهن من العزلة.

حيفا: نساء يتحدين ظروف الحياة في الحليصة

لا تتردد عضوات النادي النسائي المتقاعدات في حي الحليصة بمدينة حيفا بالحضور والالتزام بمواعيد اللقاءات ضمن مشروع 'الدافئة' في نادي الحي بالمدينة.

عشرون امرأة في جيل التقاعد يلتقين في نادي الحليصة مرتين في الأسبوع، يتعلمن الأشغال اليدوية ويستمعن إلى محاضرات صحية والأهم اللقاء فيما بينهن حيث يتبادلن أطراف الحديث في مختلف القضايا.

تنتظر النساء اللقاء في النادي بشغف، فغالبيتهن يعشن نفس الحالة الاجتماعية، والمشترك فيما بينهن كثير، وبطبيعة الحال فإن مثل هذه اللقاءات تكسر الروتين وتخرجهن من العزلة.

وقالت مركزة الزاوية 'الدافئة' أميمة جشي، لـ'عرب 48' إن 'جمهور هدفنا نساء في بداية جيل الشيخوخة من عمر 65 عاما وحتى 80 عاما، هنالك عشرون إمراة يواظبن بشكل دائم في حي الحليصة على المشاركة في اللقاء مرتين في الأسبوع. الهدف هو إخراج النساء من البيوت خاصة في هذا العمر لتغيير نمط حياتهن وإشغالهن وإثرائهن بمحاضرات، خاصة وأن غالبيتهن أرامل ويعشن وحيدات. نسعى من خلال مشروعنا إلى التغيير وإثراء حياتهن لأنهن في جيل كهذا لا يسكن مع أولادهن الذين أسسوا أسر وعائلات وإنطلقوا إلى حياتهم الخاصة بهم'.

وأضافت أنه 'لدينا مشروع لتعزيز الصحة من خلال تطوير حس الفكاهة والتخلص من الكآبة، يشمل عرض مقاطع مضحكة وسرد قصص السيدات من مراحل وفترات عمرية مضت تقدمها مجموعة طلبة قسم التمريض بجامعة حيفا. ونحن نلمس تفاعل النساء مع مضامنين الورشة، وهذا أفضل من تناول الأدوية، بالإضافة إلى إلقاء محاضرات ضمن سلسلة التثقيف الصحي لزيادة الوعي لعضوات النادي مع اختصاصيي تغذية وصحة، وورشات أشغال يدوية، وندوات عن حقوقهن في قضايا التأمين الوطني وغيرها'.

وأوضحت أن 'تعزيز التعاضد الاجتماعي مهم جدا والنادي يجمع النساء على وجبة غداء مشتركة مرة في الأسبوع، عادة يوم الأربعاء، يقمن بإعدادها سوية وشرح فوائدها لهن'.

وأشارت إلى ضرورة رعاية النساء في هذا الجيل كون بعضهن انتقل للسكن في حيفا بسبب الزواج قبل 50 عاما او أكثر أو البحث عن مصدر رزق لأزواجهن وأسرهن.

وقالت نصرة مريد لـ'عرب 48' إنها ولدت في قرية معلول المهجرة وترعرت في الناصرة حتى جيل 14 عاما ثم تزوجت لرجل من حيفا وكان عمرها 14 عاما وبطبيعة الحال انتقلت للسكن بالمدينة.
ووجهت نصحية للفتيات قائلة: 'لا أنصح الفتيات بالزواج المبكر، الظروف قبل عشرات الأعوام كانت مختلفة'.

اقرأ أيضا: "سراج" تنقل حفلا من إذاعات فلسطين إلى مسامع حيفا

وقالت الحاجة صفية بشكار لـ'عرب 48' إن 'نمط العيش في القرى أجمل من المدينة، وضع الحي الذي نعيش فيه بحيفا غير مريح وهو غير نظيف على الإطلاق. القرى العربية تطورت بعض والشيء وتشهد تطورا عمرانيا رائعا'.
وأشارت إلى أن 'ظروف العمل والسكن في المدينة أفضل، ولن يعيق البعد الجغرافي التواصل بين الأهل والناس. صحيح أن الحياة تغيرت كثيرا، لكن أدوات ووسائل الاتصال بين أفراد الأسرة تعددت ومنها الهواتف الخلوية، ونحن وجميع الأولاد والأحفاد نتواصل دائما وأحيانا عبر الهواتف الخلوية'.

التعليقات