الناصرة: سيارات الشباب "برستيج" غير شكل

قالت الجامعية لارين سخنيني، لـ"عرب 48"، إن "عدة سيارات يقودها شبان، أعمارهم دون 25 عاما، لا يفعلون شيئا سوى التسكع في الشوارع ويعطلون حركة السير ويتعمدون "التفحيط" في السيارة وإسماع الموسيقى بأعلى صوت".

الناصرة: سيارات الشباب "برستيج" غير شكل

مجموعة صور من الناصرة التقطت بعدسة "عرب 48"

هل أصبحت السيارة حاجة ضروريّة ماسة لكل فردٍ بالغ في المجتمع العربيّ، أم هي من الكماليات التي تصنفُ أحيانًا ضمن مظاهر التفاخر الاجتماعيّ؟ يأتي هذا السؤال في حين أشارت إحصائيات إلى أنّ العام 2016 هو الأعلى من حيث مبيعات السيارات الخصوصية في البلاد.

أسئلةُ كثيرة تثار في ظل التسهيلات الممنوحة لشراء السيارات، ما يطرحُ سؤالاً آخر حول كيفيّة استخدام المواطن العربيّ للسيارة وتأثير هذا الاستخدام على الحركة المروريّة في المدن والقرى العربيّة التي تعاني تهميشًا في البنى التحتيّة بالأصل، فكيف لو جرى استخدام المركبات المروريّة بعادات سيّئة؟

شراء السيارة... راحة؟

لا نقاش حول أنّ السيارة وسيلة نقل مريحة، لكنها باهظة الثمن لأبناء مجتمعٍ يعيشُ تحت خط الفقر بنسبة 53%، ما يعمق الأزمة الاقتصاديّة من جهة أخرى، وعن هذا الارتفاع قال العامل في معرض الصفوري لبيع وشراء السيارات، بولص نقولا، لـ'عرب 48'، إنّ 'شراء السيارات في الآونة الأخيرة متصاعد جدًا عن باقي السنوات'.

هذا الارتفاع في الشراء سهّلتهُ شروط البيع المريحة، وفي هذا السياق أشار نقولا إلى أنّ 'هناك منافسات بين شركات بيع السيارات مما أدى بهم إلى التنافس في منح التسهيلات للزبائن ليصل تمويل شراء السيارة إلى 100% في بعض الأحيان وحملات دفع مبالغ شهريّة زهيدة وتبديل السيارات المهترئة بسيارات أخرى جديدة، كل هذا بدعمٍ أيضًا من البنوك والشركات بفوائد أقلّ'.

واستطرد أنّ 'هذه التسهيلات تسهل على الشخص شراء سيارة جديدة وغالية الثمن، وفي بعض الأحيان يفوق مبلغ السيارة ما يمتلكه الزبون من نقود، لكنه يحصل على تمويل ويستطيع شراء السيارة في ظل هذه التسهيلات'.

المتطلبات

وأفاد نقولا أيضًا من خلال عمله أنّ 'أكثر ما تطلبه الناس عند شراء السيارة هو توفر شروط الأمان وأن تكون اقتصاديّة وموفرة من ناحية استهلاك الوقود، وقد بدأنا نلاحظ أنّ الزوج والزوجة بدأ يبحث كلاهما عن سيارة منفردة له لأنّ كلاهما يعمل ولديهم أطفال فيضطرون لشراء أكثر من سيارة، بينما الشباب الصغار الذين بلغوا 18 عاما أو أقل وحصلوا على رخصة قيادة بدأوا يشترون السيارات الخاصة من هذا العمر المبكر، فنلاحظ أنّ هناك سيارتين وثلاث في ذات المنزل، وهناك تفضيل في المجتمع العربيّ لاستخدام السيارة من المواصلات العامّة'.

وتابع أنّ 'الناس بشكل عام تحتاج إلى السيارة، لكنها تبحث اليوم على مستوى أعلى من الرفاهية، حتى في أدق التفاصيل كواصلات الهاتف والأسلاك الإلكترونيّة، فالناس تعتقد أحيانًا أنّ السيارة كلّما كانت أغلى كانت أفضل، لكن هذا غير صحيح'.

وجهات نظر

وعن تجربتها، قالت لارين سخنيني (23 عامًا) من الناصرة، وهي طالبة أكاديميّة، لـ'عرب 48'، إنّها تستعمل المواصلات العامّة للذهاب والإياب بسبب عدم توفر النقود الكافية لمصروف السيارة، بينما يبدأ الشباب بالبحث عن سيارة ابتداءً من عمر 18 عامًا، مع العلم أنّ السيارة كوسيلة نقل تلزم المواطن في الحياة اليوميّة، لكن الناس أصبحت تتنافس بأنواع السيارات فيما بينها ومن سيشتري السيارة الأغلى من منطلق 'شوفوني يا ناس' وليست لتلبية الاحتياجات.

وتابعت أنّ 'هذا ينعكس بشكل كبير على حركة السير في الناصرة، فكثير من السيارات يقودها شبان، أعمارهم دون 25 عامًا، لا يفعلون شيئا سوى التسكع في الشوارع ويعطلون حركة السير ولا يستغلون السيارات بشكل صحيح، ويتعمدون 'التفحيط' في السيارة وإسماع الموسيقى بأعلى صوت تطبيقًا لمصطلح 'دود' ويتفاخرون بذلك على حساب خراب السيارة'.

ومن جهة أخرى، قال سامي جبالي، لـ'عرب 48'، إنّ 'هذه الظاهرة ليست جديدة بل موجودة، لكنها في تزايد كبير بمجتمع يشغل نفسه بِالمظاهر، وهي لعبة التحديات والمبارزة بكل أشكال المظاهر الخارجية التافهة وعدم الالتزام بالأخلاقيات'.

وأضاف: 'لا ألقي اللوم على أيّ جسم أو مؤسسة بسبب ظاهرة حركة السير، إنما هي وليدة استخدام التطور التكنولوجي بطرق غير مفهومة وبدون أخلاقيات، وتنبع من عدم الوعي لما يحتاج إليه الإنسان'.

اقرأ/ي أيضًا | بائع الصحف الوحيد في الناصرة: فتى في ربيع حياته

وعن المواصلات العامّة، تستخدم ناهد حامد المواصلات العامة، لكنها تؤمن بأنّ المواصلات العامة جزء من حلّ أزمة السير التي يعود سببها إلى امتلاك العائلة الواحدة عدة سيارات، ناهيك عن اصطحاب الأهل للأولاد للمدارس مما يجعل الأزمة تتفاقم في الصباح وأوقات الظهيرة.

التعليقات