حي السلايمة في الخليل: الحرية رهن مزاج جندي الاحتلال

تقطع الطالبة الفلسطينية أنسام أبو رميلة، عدة حواجز عسكرية نصبها الاحتلال الإسرائيلي، يوميا، للوصول إلى مدرستها في البلدة القديمة من مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة.

حي السلايمة في الخليل: الحرية رهن مزاج جندي الاحتلال

(أ ف ب)

تقطع الطالبة الفلسطينية أنسام أبو رميلة، عدة حواجز عسكرية نصبها الاحتلال الإسرائيلي، يوميا، للوصول إلى مدرستها في البلدة القديمة من مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة.

وتقطن أبو رميلة مع عائلتها في حي "السلايمة"، وسط البلدة القديمة من مدينة الخليل، والتي تسيطر عيلها السلطات الإسرائيلية.

وزاد من معاناة أبو رميلة فصل حيّها بداية الشهر الماضي، بجدار سلكي، عن محيطه.

ويقطن الحي نحو 100عائلة فلسطينية، وبات على السكان الولوج عبر بوابة، يتحكم بها جندي إسرائيلي للتنقل من وإلى الحي.

وتقول أبو رميلة، بينما كانت عائدة من مدرستها: "جندي إسرائيلي يتحكم في سكان الحي حسب مزاجه، يفتح الباب متى يشاء، كثيرا ما نصل مدرستنا متأخرين بسبب البوابة أو الحواجز العسكرية الأخرى".

وتضيف الفتاة البالغة من العمر 14 عاما: "باتت حياتنا سجن كبير، نمنع من اللهو والذهاب والإياب".

وبجوار الحي، شارع لا يمر عبره سوى مركبات المستوطنين، وقوات الشرطة والجيش الإسرائيلي، تشير إليه الطالبة قائلة: "انظر... يعيشون بحرية في مدينتنا ونحن محرومون".

وقُبالة الحي نقطة عسكرية إسرائيلية دائمة، تحرس أطفال المستوطنين الذين يلهون في حديقة، كانت قبل نحو 20 عاما متنفسا لسكان الحي، لكنهم محرومون اليوم من الاقتراب منها.

ويصف أحد سكان الحي، وسام أبو رميلة (40 سنة)، الوضع بـ"الخطير"، مضيفا: "المعاناة لا تطاق".

وقال بينما كان عائدا من عمله: "اليوم سمح لي بالدخول عبر البوابة للحي، كثيرا ما نمنع ونضطر لسلك طرقا أخرى تصل لدخول منازلنا، بينما تفصلنا بضعة أمتار عنه".

وبيّن أن الجيش الإسرائيلي يغلق مدخل الحي بشكل كامل، عند الساعة العاشرة ليلا، مما يعني تعذر إخراج أي حالات إنسانية مرضية ليلا لكبار السن أو الأطفال.

ولفت قائلا: "هذه سياسة إسرائيلية تسعى لتهجير السكان من منازلهم والاستيلاء عليها".

وعبّر أبو رميلة عن خشيته من تعرض أطفاله لاعتداءات المستوطنين والجيش بشكل يومي، لافتا إلى أن الحي "بات سجنا، لا يوجد متنفسا للأطفال للهو".

ومنذ نحو 10 سنوات، لم يتمكن أي من سكان الحي والبلدة القديمة عامة، من الوصول لمنازلهم بمركباتهم، حيث يضطر السكان للمشي على الأقدام صيفا وشتاء، كما يحتاجون إلى إجراء تنسيق مع السلطات الإسرائيلية، عبر السلطة الفلسطينية في حال الحاجة لنقل مريض بمركبة إسعاف فلسطينية.

بدورها، تصف الفلسطينية نهاية أبو رجب، حي السلايمة بـ"السجن الكبير".

وتضيف أبو رجب، القاطنة في الحي: "إسرائيل مثال للفصل العنصري، حوّلت البلدة القديمة لكنتونات (معازل)، إنهم يسعون لتهجيرنا من بيوتنا التي ولدنا وعشنا فيها".

وتُصر السيدة على البقاء في منزلها، رغم المضايقات اليومية والانتهاكات، وقالت: "هذه أرضنا، لا يوجد مكان نذهب إليه، هم الأغراب، عليهم أن يرحلوا عنا".

أما نضال أبو رجب، فقال بينما كان يحمل طفله بين يديه عائدا لمنزله: "ليلا أُصيب طفلي بحمى، لم أستطع الخروج إثر إغلاق البوابة، الحالة لم تكن حرجة، لكن لو أصيب مريض بحالة خطيرة، فقد يفقد حياته جراء الإجراءات الإسرائيلية وإغلاق الحي".

وأضاف: "هذه سياسة إسرائيلية مدروسة للتضيق على السكان، بينما يعيش المستوطنون حياة رفاهية في منازل سيطروا عليها بالقوة".

من جانبه، يصف منسق تجمع "شباب ضد الاستيطان"، عيسى عمرو، فصل حي السلايمة بسياج حديدي، بالسلوك العنصري، الهادف إلى تهجير السكان وقتل الهوية الفلسطينية في البلدة القديمة من مدينة الخليل، وإعطاء المستوطنين حرية حركة.

وبيّن الناشط الفلسطيني أن فعاليات أسبوعية، ستقام في مدينة الخليل رفضا للممارسات الإسرائيلية والمستوطنين.

ويستوطن في البلدة القديمة لمدينة الخليل نحو 600 مستوطن يهودي، تحت حماية 1500 جندي إسرائيلي.

وبحسب اتفاقية وقعت بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل عام 1997، فقد تم تقسيم المدينة إلى قسمين: منطقة H1، الخاضعة لإدارة السلطة الفلسطينية، ومنطقة H2 التي بقيت تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي ومن ضمنها البلدة القديمة.

وأدرجت الخليل، يوم 9 تموز/ يوليو الماضي على لائحة التراث العلمي، بعد أن صوتت 12 دولة أعضاء في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونيسكو" خلال اجتماعها في بولندا، لمصلحة الطلب الفلسطيني المقدم بهذا الشأن.

ولقي القرار استنكارا إسرائيليا وأميركيا، في حين اعتبرته وزيرة السياحة الفلسطينية نجاحًا فلسطينيًا جديدًا.

 

التعليقات