ثانوية ابن رشد في قانا الجليل تكرّم "الشجرة الوطنية"

كما توقفت عند أهازيج الأفراح في فلسطين تاريخيا وكيف ازدانت بثمرة الرمان لافتة إلى أهزوجة أخرى" رماني يا رماني .. شرابي يا رماني .. وتحمم يا عريس .. ومبارك الحمام"

ثانوية ابن رشد في قانا الجليل تكرّم

* الرمان.. كوز من الأسرار التراثية والصحية * راح التين وجاء الرمان والزيتون على عتبة بيتنا * الرمان الكناوي فخر الزراعة الوطنية * ثمرة الرمان حاضرة في أجمل الأهازيج الشعبية وملهمة للشعراء والرسامين والفنانين


احتفلت ثانوية "ابن رشد" في كفركنا، اليوم الثلاثاء، بموسم الرمان بفعاليات ثقافية وتراثية وعلمية تندرج ضمن برنامج ثقافي للتربية اللامنهجية، وبمشاركة الأديب د.محمد هيبي، ابن بلدة كابول عن مجمع اللغة العربية، والباحثة في التراث، فتحية مقاري خطيب، بنت قانا، والخبير الزراعي، ابن عرابة البطوف، الباحث، كامل خطيب، والمربي عن جمعية "حواكير"، نظمت خمايسي.

مركزة التربية الاجتماعية في ثانوية ابن رشد، المربية رائدة خميس/عواودة، وفي معرض حديثها عن الدوافع لتنظيم فعالية "أيام الرمان"، أشارت إلى أن "الرمان هو الشعار الوطني في قانا الجليل خاصة "الكروم الغرابا"، كما ورد في مغناة "يا طير الطاير"، مشددة على أن "ثمرة الرمان فريدة من عدة نواح وتحتوي على منافع صحية طبية كبيرة جدا".

ونوهت إلى أن الرمان ورد في الكتب المقدسة وهو من الثمار الحاضرة "في أجمل الأهازيج الشعبية والملهمة للشعراء والرسامين والفنانين"، وقالت إنه "حتى لو غارت صفورية غيرة أهل صفد من طبريا، يبقى الرمان الكناوي فخر الزراعة الوطنية بأحجامه المتنوعة وألوانه الزاهية ومذاقاته الشهية"، وتابعت: "والأهم أن مدرستنا أيضا اختارته شعارا خاصا بها ليبقى الكوز الملهم يوحد أهالي كفركنا ".

بدوره استعرض الكاتب، محمد هيبي، حضور الرمان في الأدب العربي، مشيرا إلى أن أكواز الرمان "موحية لشعراء كثر منهم الشاعر الراحل إبراهيم طوقان الذي أحب طالبة جامعة من كفركنا التقاها بالجامعة الأميركية في بيروت بالعشرينيات من القرن الماضي، فبادر للتعبير عن حبه ووفائه لها مستحضرا صورة الثمار الحمراء وكروم الرمان خلال مروره بقانا الجليل هو في طريقه من نابلس إلى بيروت.

وتلا من قصيدة طوقان:

جزتُ بالحيّ في العشيّ فهبّتْ نفحةٌ أنعشتْ فؤادي المعنَّى

قلتُ: منها، ودرتُ أنظرُ حولي نظراتِ الملهوفِ يُسرى ويُمنى

وإذا طيّبٌ جنيٌّ من الرمَـانِ مثلُ لو هي تُجنى

وافقتْ نظرتي نداءَ غلامٍ ناصريْ يا رمّانُ من كَفْركنّا

قلتُ أسرعْ به فِدىً لكَ مالي وتـــرنَّمْ بـــذكــره وتَغَنَّ

يا رسولَ الحبيبِ من حيثُ لم تَدْرِ ، لقـد جـئـتَني بما أتمنّى

من جهته توقف الخبير الزراعي، كامل خطيب، في محاضرته عند تاريخ هذه الشجرة المدهشة، وصنوفها وخواصها مستحضرا عينات منها، وأوضح أن هناك "250 نوعا من الرمان صالحا للطعام و 13000 نوعا للأبحاث الزراعية".

أما في بلادنا، فقد أشار خطيب إلى أن هناك عدة أنواع من الرمان أبرزها "راس البغل" (البغالي) ورمان عكا وبنت الباشا والمليسي والشامي والشرابي، لافتا إلى "جودة الرمان في بلدتي كفركنا وصفورية في قضاء الناصرة المباركتين بالينابيع الفياضة والبساتين الخضراء، من ناحية مذاقها وحجم الثمرة التي يبلغ معدل وزنها 750غرام.

وبحسب الباحث فإن الرمان الأميركي من نوع "وانديرفول" صاحب اللون الأحمر الداكن والشكل الظريف هو الأوسع انتشارا في العالم.

كما تطرق خطيب لما يشاع حول عدد حبات الرمان في الكوز الواحد فقال إن كل كوز يحوي 12 خلية (جمل) ويشمل أيضا 500-400 حبة رمان، مشيرا إلى أن العصير يكون أكثر فائدة مع قشره لا مع الحبات فحسب. وتابع " من منافعه الصحية: توغر مادة الأوميغا 12 المساهمة في تجدد الخلايا وإعاقة الشيخوخة وتأمين توازن ضغط الدم وخفض منسوب الدهون الخ".

رمانك هالمليسي

الباحثة في التراث العربي، فتحية مقاري خطيب، تحدثت عن "حضور الرمان القوي في التراث والفن وكيف أن ثمار وازهار الرمان غذّت التراث العربي بكثير من القصائد والأهازيج والاغاني وقد قدمت نماذج غنائية بصوتها وشاركها الطلاب في صفوف الحوادي عشر. ومن ضمنها الأغنية الشعبية واسعة الانتشار:

رمانك يا حبيبي... يا حبيب قلبي ونصيبي

رمان صديرك فتّح يا ريته من نصيبي

رمانك هالمليسي وانا شريته بكيسي

وحلفلك عالكنيسة ما اخونك يا حبيبي

كما توقفت مقاري عند أهازيج الأفراح في فلسطين تاريخيا وكيف ازدانت بثمرة الرمان لافتة إلى أهزوجة أخرى" رماني يا رماني .. شرابي يا رماني .. وتحمم يا عريس .. ومبارك الحمام".

أما المربي، نظمت خمايسي (أبو إياد) فقد استلهم الرمان مؤديا " قصيدة الرمان " وجاء فيها:

أقسمٓ الباري فاتّعظْ يا حليمُ

"انهُ قسمٌ لوْ تعلمونٓ عظيمُ "

التينُ والزيتونُ والرمانُ والعنبُ

الفاظٌ زيّنها القرآنُ الكريمُ

الرمانُ والزيتونُ في الأوراقِ مشتبِهٌ

وفي الطّعْمِ اختلافٌ ايّها الفهيم

رمانُ كنّا ألْهَمَ الشّعراءٓ قديماً

فجادٓ طوقانُ ذاكٓ الشاعر الحميمُ

فكانتْ ماري للشعراءِ مُلهمةً

بقربِهاالرّمانُ و الخيرُ العميمُٰ

الرمانُ فاكهةٌ تعدّدٓتْ اصنافُها

الملّيسيّ والبغّالُ في الذّوقِ سليمُ

امٌا الشرابيُّ والفارسيُ حامضٌ طعمهُ

لذّٓ للاجسادِ حتّى وهي رميمُ

التعليقات