خطبة جمعة حول عمل المرأة تثير جدلا في المجتمع العربي

أثارت خطبة الجمعة التي ألقاها الشيخ حسام أبو ليل في عين ماهل، ردود فعل واسعة ومتباينة، إذ تطرق لقضية عمل المرأة، والتي قال فيها "من أجل الكماليات... سيارة جديدة ورحلات خارج البلاد تضطر المرأة وطلاب المدارس للعمل والتعب".

خطبة جمعة حول عمل المرأة تثير جدلا في المجتمع العربي

الشيخ حسام أبو ليل يلقي درسا بالمسجد (فيسبوك)

أثارت خطبة الجمعة التي ألقاها الشيخ حسام أبو ليل في قرية عين ماهل، ردود فعل واسعة ومتباينة، إذ تطرق لقضية عمل المرأة، والتي قال فيها "من أجل الكماليات... سيارة جديدة ورحلات خارج البلاد تضطر المرأة وطلاب المدارس للعمل والتعب من أجل مساعدة الزوج، بل وبأعمال لا يرضاها الشرع ولا العرف، هل هذا هو دور المرأة؟".

تحرير بصول

ومن جهتها، عقبت تحرير بصول من الرينة على الموضوع لـ"عرب 48" قائلة: "أظن أن أسلوب الشيخ غير موفق بالحديث عن هذا الموضوع وبهذه الطريقة، ربما كان عليه أن يتطرق إلى الأمور التي لا يطيقها ولا تعجبه بشكل مباشر أو أن يتحدث عن السلوك غير المحبذ بشكل مباشر، دون أن يتطرق إلى أنواع العمل".

وأضافت أن "هناك نساء معيلات وحيدات لبيوتهن، أو يدعمن أزواجهن ذوي الراتب الشهري المتواضع، وهو تحدث عن "الست" التي تعمل في ساعات الليل، بلسان السخرية، ونسي أنها المرأة التي تستريح في النهار لالتزامها بوردية عمل مسائية وليس كما نعتها بأبشع الصفات، وفي رأيي أسلوبه مرفوض جدا".

وفي السياق ذاته، أيدها الرأي بليغ صلادين من عيلبون، فقال لـ"عرب 48" إنه "في خطبة الشيخ نلاحظ التمييز الجندريّ كما تعودنا عليه في مجتمعنا العربي، فهو لم يذكر ولم يعير الاهتمام لعمل الأولاد الذكور وإنما فقط الإناث والزوجات، ولو كان هدفه مُحاربة الاستغلال فهذا أمر كلنا ضده بطبيعة الحال".

وأضاف أن "المثير اعتبار الخطيب عمل الزوجة مساعدة للرجل، فهو يفترض أن العمل هو من مهام الرجل، وبالتالي مهام المرأة تأخذ الحيّز الخاص كالاهتمام بالبيت، الأولاد والطعام، في هذه الحالة نقوم مرّة أخرى بإقصاء النساء ونتجاهل رغباتهن في العمل وتحقيق ذاتهن والطموح والتأثير على الوضع المادي في العائلة كالرجل تماما، وهذا بغض النظر عن إن كنّ يُردن أن يوفرن رواتبهن للرحلات والملابس، أي ما سماه "الكماليات" أو إن كان لأمور ضروريّة، فهذه حريّة شخصيّة ومن غير المحبّذ أن يكون لأحد أي رأي فيه" .

بليغ صلادين

ومن جانبها، استنكرت عبير منّاع من مجد الكروم ما وصفته بـ"موجة الغضب" قائلة لـ"عرب 48" إن "هذه الموجة الهوجاء التي طالت الشيخ حسام أبو ليل مستغربة ومستهجنة، فهو لم يحرّم عمل المرأة كما تفضّل البعض، ولم يقلل من شأنها، على العكس تماما، فهو تكلّم في نوعية العمل ومسبباته، إذا كان العمل لا يتعارض مع مسؤوليات المرأة بتربية الأبناء وبمكان اَمن لها فلا ضير في ذلك، أما إذا كان هناك خطرا عليها كعملها في الفنادق وما إلى ذلك من الأماكن التي نعرف مدة خطورتها على المرأة وبأوقات متعارضة مع مسؤولياتها البيتية ولتحقيق الكماليات فقط، فهذا طبعا غير محبذ وله نتائج سلبية".

عبير مناع

وأضافت أن "الهجوم غير المبرر على شيوخ المنابر في كل فرصة وزمان هو ما يجب استنكاره، وتحريف الكلام والخطب وتأويله بطرق مقصودة أو غير مقصودة هو ما يجب أن نحاربه وليس العكس".

ووافقتها الرأي، فاطمة زيدان من كفر مندا، وقالت لـ"عرب 48" إن "الشيخ حسام لم يخطئ، فهو تكلم بجزئيات محددة مثل ساعات عمل المرأة ومدى توافقها مع مسؤولياتها الداخلية في البيت، وسبب عملها، ولم يتطرق إلى جوهر عملها".

وأضافت أنه "تحدث عن طالبات المدارس اللواتي يعملن على حساب دراستهن فقط من أجل الكماليات، كالسفر واقتناء أغلى أنواع الملابس والعطور وما إلى ذلك، فهذا مرفوض طبعا ولذلك أرى كلامه عين الصواب".

أما المربي عميد بدران من جت المثلث فقال لـ"عرب 48": "لم أرَ ما يعيب الشيخ وموقف الشيخ، فهو تكلم عن غيرة لا أكثر لكثرة ما نرى وما نسمع من حوادث".

عميد بدران

وأضاف أنه "على الرجل أن يعيل العائلة، وإن كان لا بدّ من عمل للمرأة فلتعمل فيما يلائم طبيعتها البيولوجية، وفيما لا يعارض عاداتنا وشرعنا الحنيف".

وختم بدران بالقول إن "الشيخ أبو ليل تحدث بنبرة حادة لحبه وحرصه على البنات، فمن يريد أن تعمل الفتاة أيا كان وأينما كان فهذا ليس برجل ومواقفه مرفوضة".

يذكر أن عددا من خطباء الجمعة في المساجد تطرقوا أكثر من مرة إلى قضايا مجتمعية وسياسية أثارت جدلا واسعا بين الناس، وأعرب عدد من المصلين أيضا رفضهم لمضامين ألقاها خطباء تتنافى مع الواقع الذي نعيشه، مؤكدين أن بعض ما يطرحه عدد من الخطباء عبارة عن اجتهادات شخصية.

التعليقات