عسفيا: عدوى الحزازة تنتقل بين الأطفال في بستان السلام

ظهر مرض الحزازة في بستان السلام للأطفال في قرية عسفيا، وعانى من أعراضه سبعة من الأطفال، ما أثار سخط اهاليهم الذين حملوا البستان المسؤولية ودعاهم لتقديم شكوى قضائية ضد البستان.

عسفيا: عدوى الحزازة تنتقل بين الأطفال في بستان السلام

حوض الرمل المغطى في بستان السلام

ظهر مرض الحزازة في بستان السلام للأطفال في قرية عسفيا، وعانى من أعراضه سبعة من الأطفال، ما أثار سخط وسط الأهالي الذين حملوا البستان المسؤولية ووجهوا دعواتهم لتقديم شكوى قضائية ضد البستان، فيما نفت معلمة البستان المسألة معتبرة أنه لا يوجد هناك أي دليل يقطع بإصابة الطفل الذي نقل العدوى داخل البستان.

وقالت زينة قصيني، وهي أم أحد الأطفال الذين أصيبوا بالحزازة في البستان، لـ"عرب 48"، إن "المرض بدأ منذ حوالي شهرين يظهر في رأس ابني يامن البالغ من العمر ست سنوات على شكل بقع فطرية، الأمر الذي أثار انتباهي وتوجهت للدكتور فقال لي إنها الحزازة، وهو مرض ينقل عن طريق الحيوانات، فتفاجأت لأن أولادي لا يقربون الحيوانات في محيط البيت".

وتابعت "في فترة الأعياد كان هناك فعالية في البستان فقررت المشاركة فيها وهناك صدمت بست أولاد غير ابني مصابون بنفس المرض، البقع منتشرة في أنحاء أجسادهم، الأمر الذي استدعاني لسؤال المعلمة فكان ردها أن هناك طفل أُصيب ونقل العدوى لباقي الأطفال".

زينة قصيني

وأضافت "لا يمكن أن يكون طفل أصيب لأن هذه عدوى منتشرة بين الأطفال في نفس الفترة وعند اطلاعي على الساحة الرملية التابعة للبستان وجدتها مفتوحة ويرقد بها حيوانات متنوعة مثل القطط، ما يفسر إصابتهم بالعدوى بسببها، ففضلات الحيوانات يمكن أن تنقل العدوى والساحة لم تنظف منذ زمن".

وتساءلت قصيني "ثم لماذا لم تعلمنا المعلمة أنا وجميع الأمهات بهذه الحالة الغريبة؟ أليس الأطفال ضمن مسؤولياتها؟".

وتابعت "عندما يصاب أحد الأطفال وينقل العدوى لطفل آخر هذا سبب وجيه يستدعي المعلمة التوجه للأهالي، ثم إنها قالت لي بأنها توجهت للمجلس والوزارات وأعلمتهم منذ شهرين ومنذ مدة شهر ونصف الشهر لم تخرج الأطفال إلى الساحة ما يدعم ادعائي، ثم إنني توجهت بنفسي للمجلس والوزارات ولم أتلق أي رد، على العكس، لم يعيروا الموضوع أدنى اهتمام رغم أنها حالة صحية خطيرة يعانون الأطفال وأهاليهم منها".

وختمت "المرض انتقل لأطفالي الثلاث ولي أنا وزوجي، وعندما تواصلت مع باقي الأهالي وجدت الحالة نفسها يعانون منها فقررت رفع دعوى قضائية ضد البستان والمجلس المحلي، بسبب عدم اهتمامهم، ابني الذي أرسله بكامل صحته ويعود لي بمرض لا يمكنني تركه بهذه الحالة، ثم إن أولادي جميعهم يعانون من وضع نفسي نتيجة المرض وأشكالهم الجديدة جرائه، وعلى أثر ذلك، أرسلهم الطبيب لجلسات مع طبيب نفسي لتلقي العلاج الإضافي، وعلى الرغم من هذا الحال فإن المجلس والمعلمة لا يأبهون".

وتوجه "عرب 48" إلى معلمة البستان المذكور، سيناء أبو فارس، للتعليق على القضية، وقالت إنه "ليس هناك أي دليل على أن هذا المرض نقل نتيجة قلة نظافة الساحة الرملية، فأنا منذ شهر ونصف لم أُخرج الأولاد للعب في الخارج، كما أنني توجهت للمجلس لمتابعة الموضوع، ولا يمكنني التعليق أكثر من ذلك".

وعند سؤالها عن مدى مسؤوليتها عن نظافة الأطفال والمحيط أجابت "سوف نعالج الساحة ونحن فعلًا نفحصها في فترات متقاربة، والأطفال كما يدخلون البستان يخرجون منه لك كما قلت لكِ المرض نتيجة عدوى نقلها أحد الأطفال الذي اكتسبها خارج البستان".

حسام بدارنة

وعلى صعيد آخر، شرح طبيب الأطفال، حسام بدارنة، عن مخاطر المرض وتعريفه لـ"عرب 48"، واعتبر أن "الحزازة هي مرض ينقل نتيجة عدم نظافة المحيط أو من لمس الحيوانات، الأمر الذي قد يظهر على شكل بقع فطرية على أطراف الطفل ورأسه، مما يسبب بنزول الدماء بشكل متواصل من جسد الطفل".

وأضاف "مخاطره تكمن بأنه مرض معدي بشكل سريع جدًا وبسبب ضعف بنية الأطفال فإنه يمكن أن يؤثر على تطور الطفل الطبيعي من الناحية الجسدية كما أن علاجه طويل يمتد من ثلاثة أشهر وحتى السنتين، وهناك أطفال يؤثر بهم على الصعيد النفسي، وإذا حصل وتعرض الطفل خلال إصابته للجراثيم المؤذية فقد يعرض حياته للخطر".

وحاولت مراسلة "عرب 48" التواصل مع مجلس عسفيا المحلي، لكن لم تتمكن من الحصول على أي رد.

 

التعليقات