نقص حاد بحضانات الأطفال في المجتمع العربي بالداخل

يعاني المجتمع العربي في الداخل الفلسطيني من نقص خطير جدًا في الحضانات النهارية للأطفال حتى سن الثالثة. ورغم الارتفاع الواضح في إقامة حضانات نهارية في البلاد، إلا أن المعطيات تشير إلى أن ذلك لم يشمل البلدات العربية.

نقص حاد بحضانات الأطفال في المجتمع العربي بالداخل

توضيحية (pixabay)

*18 حضانة فقط في المدن العربية الخمس الكبرى مقابل 26 حضانة في بلدة "بيت شيمش" وحدها
*حضانة واحدة لكل 2000 طفل عربي مقابل حضانة لكل 250 طفلًا يهوديًا


يعاني المجتمع العربي في الداخل الفلسطيني من نقص خطير جدًا في الحضانات النهارية للأطفال حتى سن الثالثة. ورغم الارتفاع الواضح في إقامة حضانات نهارية في البلاد، إلا أن المعطيات تشير إلى أن ذلك لم يشمل البلدات العربية.

وتؤكد المعطيات أن العديد من الأطفال حتى سن الثالثة لن يتمكنوا من الالتحاق بالحضانات النهارية التي تشرف عليها وتدعمها الدولة في العام المقبل، ووفقا لبيانات وزارة العمل والرفاه الاجتماعي، فإن 24% فقط من هذه الفئة العمرية درست في حضانات نهارية في عام 2016، ويرجع ذلك بالأساس إلى النقص الحاد بمراكز الرعاية والحضانات.

وتفاقم النقص في السنوات الأخيرة في حضانات الأطفال في البلدات العربية، وذلك نتيجة للركود في بناء مراكز الرعاية النهارية. ورغم الدراسات التي تؤكد أن عدم إقامة حضانات نهارية يمنع ويعيق اندماج الكثير من النساء العربيات في سوق العمل، ما يؤثر طردًا على الحالة الاجتماعية والاقتصادية للأسرة العربية في مناطق الـ48، ويؤدي إلى تعميق الفجوات مع المجتمع اليهودي الذي يحظى بمعاملة مغايرة.

ولم تكلف وزارة العمل والرفاه الاجتماعي، المسؤولة عن المؤسسات التعليمية للأطفال حتى سن الثالثة، نفسها، عناء نشر إعلانات بخصوص التسجيل لمراكز الرعاية النهارية (الحضانات) باللغة العربية، حتى الآن، علمًا بأن التسجيل انتهى يوم الخميس الماضي، بحسب "ذا ماركر"، ما يعكس الإهمال المستمر لأطر التعليم العربية في مرحلة الطفولة المبكرة في المؤسسات التي تشرف عليها الدولة، والتي تضر بالأطفال وأولياء أمورهم على حد سواء.

وفي نهاية عام 2015، صادقت الحكومة على الخطة الخمسية لتطوير البلدات العربية (اتفاقية التطوير الشاملة 922) بميزانية قدرها 15 مليار شيكل. وكجزء من الخطة، تقرر تخصيص 25% من ميزانيات وزارة الرفاه الاجتماعي لإنشاء مراكز حضانات جديدة في البلدات العربية. إلا أن المعطيات تفيد أنه لم يتم بناء حضانات أطفال في البلدات العربية، في المنتصف الأول من العام 2017، وفي السنوات القليلة الماضية تم إنشاء عدد قليل جدا منه، وباستثناء بلدة عربية واحدة، لا يوجد أي حضانات أطفال بالبلدات العربية في مرحلة متقدمة من البناء.

هذا وتفيد المعطيات أنه في العام 2017، كانت هنالك حضانة واحدة بالمعدل لكل 2000 طفل في المجتمع العربي، مقابل حضانة واحدة لكل 250 طفلا يهوديًا.

كما تفيد معطيات وزارة الرفاه بأنه تم بناء 5 حضانات يومية فقط خلال الأعوام 2014 - 2016، بتمويل من الوزارة، مقابل 110 حضانات تم بناؤها في البلاد في تلك الفترة، وذلك رغم أن السلطات المحلية العربية قدمت خلال تلك الفترة طلبات لبناء 61 حضانة، وبحسب الوزارة نفسها لم يشهد العام 2017 بناء أي حضانة.

وبحسب معطيات وزارة الاقتصاد، فإن الأطر التربوية الخاضعة للرقابة الحكومية استوعبت في العام الدراسي 2013 - 2014 حوالي 15% من الأطفال العرب بينما استوعبت الضعف من الأطفال اليهود، وتحديدا 28%.

وتشير معطيات مجلس سلامة الطفل إلى أن حوالي 24% من الأطفال العرب في جيل عامين تعلموا في أطر تعليمية رسمية مقابل 56% من الأطفال اليهود.

وفي هذا السياق، قال مركّز مشروع الحضانات اليومية في "سيكوي" (التي أجرت رصد معلوماتي ومسح ميداني لحال هذه الحضانات المعدة لاستقبال الأطفال)، جورج سليمان، إن "هذه المعطيات خطيرة جدا، فحوالي 55% من المجتمع العربي يعاني من الفقر، وهذا ينعكس مباشرة على الأطفال العرب، والذين يعيش 62% منهم تحت خط الفقر، مقابل 20% من الأطفال اليهود".

وأضاف أن "هنالك اجماعًا على أن مكافحة الفقر يتطلب إزالة العوائق أمام خروج المرأة العربية إلى سوق العمل، وأن توفير الأطر التربوية الآمنة للأطفال، يعد إحدى أنجع الوسائل لتخطي العوائق القائمة، خاصة أن معطيات العام 2015 تبين بأن 31.5% فقط من النساء العربيات يعملن، مقابل 78% من النساء اليهوديات، وأن حوالي 35% من النساء العربيات يعملن بوظائف جزئية خلافًا لإرادتهن، مقابل 11.6% من اليهوديات".

وأشار سليمان، في بيان صادر عن "سيكوي"، إلى أهمية توفير هذه الأطر الآمنة لمعالجة النسبة المرتفعة لوفيات الأطفال العرب، إذ يفيد التقارير للعام 2017 بأن نسبة وفيات الأطفال في البلدات العربية تضاعفت بمرتين.

وعلى مستوى البلدات العربية، يتضح أن عدد الحضانات اليومية في المدن الخمس الكبرى هو كالتالي: 4 في الناصرة، 3 في رهط، 7 في أم الفحم، 4 في شفاعمرو، مع انعدام تام لأي حضانة في مدينة الطيبة التي رزحت سنوات طوال تحت حكم اللجان المعينة، فيما بلغ عدد الحضانات مثلا في "بيت شيمس" وحدها 26 حضانة و15 حضانة في سديروت.

 

التعليقات