جامعة القدس صفعة للاحتلال وحاضنة لطلاّب الـ48

تُواجه الجامعات الفلسطينية تحديات كبيرة، في طريقها لإكمال مسيرة العلم والتعليم التي ابتدأتها، بسبب عوامل عدّة، على رأسها الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، الذي يُحاول جاهدا إعاقة العملية التعليمية بفلسطين بشتى الطّرق، بل ويُحاول إيقاف دوران عجلة العلم، عن طريق تضييق الخناق

جامعة القدس صفعة للاحتلال وحاضنة لطلاّب الـ48

(فيسبوك)

تُواجه الجامعات الفلسطينية تحديات كبيرة، في طريقها لإكمال مسيرة العلم والتعليم التي ابتدأتها، بسبب عوامل عدّة، على رأسها الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، الذي يُحاول جاهدا إعاقة العملية التعليمية بفلسطين بشتى الطّرق، بل ويُحاول إيقاف دوران عجلة العلم، عن طريق تضييق الخناق على الجامعات الفلسطينية، التي لم تسلم من الاقتحامات التي نفذتها قوات تابعة لجيش الاحتلال أكثر من مرة، وهو ما يتعارض مع كل الأعراف والمواثيق الدولية المُتعارف والمنصوص عليها قانونيا.

جامعة القدس، هي إحدى الجامعات الفلسطينية التي تُعاني من بطش الاحتلال، الذي يُمارس عليها ضغوطا مهولة في سبيل طمس دورها المهم في العملية التعليمية بفلسطين، وفي هذا الصّدد يكفي أن نعرف، أن سلطات الاحتلال، التي تعترفُ بجامعات الضفة الغربية المحتلة، وتعتبرها "جامعات أجنبية" وتتعامل معها وفقًا لذلك؛ ترفض في المُقابل الاعتراف بجامعة القدس كجامعة أجنبية، وذلك لأن العديد من كليات الجامعة تقع في مدينة القدس المحتلة، التي تُريد السلطات الإسرائيلية تهويدها، ومحو وطمس كل المعالم العربيّة فيها.

وفي ذلك قال محامي الجامعة، شلومو ليكر، وفقا لما نقلته عنه صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إن القيادة السياسية في إسرائيل أصدرت أمرًا بمنع الاعتراف بخريجي الكلية(كلية العلوم الاجتماعية الكائنة في القدس)، وذلك لدفع الجامعة لإغلاق كلياتها في المدينة المحتلة. وقال: "من أجل إغلاق حرم القدس، صدر توجيه سياسي بعدم الاعتراف بالحرم الجامعي الرئيسي في أبو ديس، ونتيجة لذلك، مُنِع معظم خريجي القدس من العمل في إسرائيل".

وتضغط المؤسسات الإسرائيلية، وعلى رأسها مكتب رئيس الحكومة، منذ سنوات؛ نحو منع الاعتراف بجامعة القدس، ومنع ضمها للمجلس الإسرائيلي للتعليم العالي، علمًا بأن العديد من مرافق الجامعة تقع في القدس المحتلة، كما أن عدم الاعتراف الإسرائيلي بالجامعة على أنها جامعة أجنبية، يأتي بالرغم من أن معظم مرافق الجامعة تقع في بلدة أبو ديس، التي تقع خارج القدس، إلا أن جهودا كبيرة بذلتها إدارة الجامعة شملت معركة قضائية مطولة، نجحت فيها الجامعة، بالحصول على اعتراف وزارتي الصحة والتعليم الإسرائيليتين بألقاب كليات المهن الطبية التابعة للجامعة، وذلك مقابل نقل المباني التابعة لهذه الكليات خارج مدينة القدس.

جامعة القدس، وبالرغم من التضييقات المفروضة عليها، سطّرت صفحات نجاح عديدة، ليس آخرُها حُصولُ خريجي كليات الطب التابعة لها، على درجات أعلى من المعدل، باختبارات مزاولة المهنة في إسرائيل.

وفي حديثٍ لـ"عرب 48" قال رئيس الجامعة الدكتور عماد أبو كشك: "إن جامعة القدس توفّر مستوى تعليمي مميز، الأمر الذي يدلل عليه نسبة نجاح خريجي الجامعة في امتحانات المزاولة الإسرائيلية التي بلغت 95%، أي أكثر من نسبة نجاح خريجي الجامعات العربية أو الجامعات الأجنبية(...) وتتمتع كليات المجمع الصحي التابعة للجامعة بسمعة مرموقة بين الجامعات والمستشفيات، الأمر الذي يدلل عليه قبول خريجي الجامعة لإتمام الاختصاص؛ من قِبَل أعرق المستشفيات والجامعات في العالم، كجامعة هارفارد وييل".

واعتبر أبو كشك، أنّ السعي الإسرائيليّ لتضييق الخناق على جامعة القدس، ما هو إلا سعي ناتج عن دوافع سياسية تحرّكها الرغبة في ترسيخ عماد جامعة القدس العبرية التي تُريد السلطات الإسرائيلية لها، أن تنفرد في المشهد التعليمي في مدينة القدس المحتلة، لعِظَم ما يحمله ذلك من رمزية.

وأكّد أنّ الجامعة توفّر جوا مثاليا لجميع طلّابها بمن فيهم، الطّلاب الوافدين من أراضي الـ48 قائلا: "جامعة القدس تتعامل مع طلبة الداخل الفلسطيني، تماما كما تتعامل مع طلبة الضفة الغربية وغزة، في كل الأمور المتعلّقة بالجامعة، وعلى رأسها القبول والتسجيل، وحتى المنح والمساعدات المالية، لأننا شعب واحد ووطن واحد، ولا فرق بين أي من طلبتنا" مُضيفا: "نُخصّص مسكان للطلبة من الداخل بأسعار تكاد تكون رمزيّة، كي نُساعدهم ونسهّل عليهم الإقامة وما يترتب عليها من تأقلم مع الجامعة وجوّها العام، كي نضمن أن تسير أمورهم بالشكل المطلوب".

 

التعليقات