المراهقون يفضّلون المحادثات الرقمية على التواصل المباشر

وجدت دراسة حديثة أجرتها مؤسسة "كومون سينس ميديا" (Common Sense Media) غير الربحية، إلى أن أكثر من ثلثي المراهقين يفضلون التواصل مع أصدقائهم عبر الإنترنت بدلًا من المحادثات المباشرة وجهًا لوجه، في هذه السنة.

المراهقون يفضّلون المحادثات الرقمية على التواصل المباشر

صورة توضيحية (Pixabay)

وجدت دراسة حديثة أجرتها مؤسسة "كومون سينس ميديا" (Common Sense Media) غير الربحية، إلى أن أكثر من ثلثي المراهقين يفضلون التواصل مع أصدقائهم عبر الإنترنت بدلًا من المحادثات المباشرة وجهًا لوجه، في هذه السنة.

وجاءت هذه الدراسة كتحديث لدراسة استقصائية مماثلة أجريت في عام 2012 والتي كانت من أوائل الدراسات التي قامت بتوثيق تأثير وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية على الشباب والأطفال.

ووجدت الدراسة أن 89% من المراهقين لديهم هواتف ذكية، بالمقارنة مع نسبة 41% قبل ست سنوات، وانخفضت نسبة المراهقين الذين قالوا إن طريقتهم المفضلة للتواصل هي التحدث المباشر مع الأصدقاء إلى 32% بعدما كانت النسبة 49% قبل ست سنوات، وذلك وفقاً للدراسة الاستقصائية التي أجريت على أكثر من 1000 شاب تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عامًا في آذار/مارس وأيّار/ أبريل من هذا العام.

وقالت مديرة شركة للاستشارات والمؤلف المشارك ورئيسة فريق البحث في الدراسة، فيكي ريدوت "لا يسعني إلا القول بأن هناك تغيّر كبير وواضح في الطريقة التي يتواصل بها الناس مع بعضهم البعض وسيزداد هذا التغيّر في المستقبل".

وأضافت ريدوت أن الاستطلاعَين الآخرين كانت نتائجهم مرتفعة، إذ كان هنالك ارتفاع بالاستطلاع الأول في نسبة المراهقين الذين قالوا بأن أجهزتهم تشتت انتباههم عندما يجب أن يركزوا على الأشخاص الذين يتعاملون معهم إلى 54% بعدما كانت النسبة 44% قبل ست سنوات، وبيّن الاستطلاع الثاني أن نسبة مراهقين تصل إلى 44% يقولون إنهم محبطون من الأصدقاء بسبب وجودهم على هواتفهم كثيرًا عندما يكونون معًا.

وسلّطت الدراسة الجديدة الضوء على زيادة وتيرة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بين شريحة الشباب إذ وصلت نسبة المراهقين الذين يملكون هواتف ذكية إلى 89% مقارنة بـ41% قبل ست سنوات، وقال المراهقون أن 70% منهم يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من مرة في اليوم مقارنة بـ 34% قبل ست سنوات؛ ونسبة 38% منهم يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي عدة مرات في الساعة، وقال 16% إنهم يستخدمونها باستمرار.

من جهته قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة "كومون سينس ميديا" جيم شتاير، "إن الأخبار السارة هي أن المراهقين أكثر وعيًا بتأثير وسائل التواصل الاجتماعي الجيد والسيئ على حد سواء عما كانوا عليه قبل بضع سنوات، ولكن الأخبار السيئة هي أنهم يفضلون التواصل مع بعضهم البعض عبر الإنترنت بدلاً من التقابل وجها لوجهه، وبصفتي والدًا ومربيًا أجد ذلك أمرًا مزعجًا للغاية".

وقال أكثر من 70% من المراهقين إنهم يعتقدون أن شركات التكنولوجيا تتلاعب بالمستخدمين للحصول على المزيد من الوقت على أجهزتهم، وقال 57% منهم إن وسائل الإعلام الاجتماعية تشتت الانتباه خلال الواجبات المنزلية، ومع ذلك قال 31% منهم فقط إنهم يغلقون هواتفهم في وقت الواجبات المدرسية أو معظمه.

وعبّر عدد قليل من المراهقين عن التأثير السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي على شعورهم حيال أنفسهم، بينما بيّنت الدراسة أن لوسائل التواصل الاجتماعي تأثير كبير سواء إيجابيًا أو سلبيًا خاصة على المراهقين الأكثر عرضة للأزمات النفسية (مكتئبين أو وحيدين أو ثقتهم بأنفسهم منخفضة) قالوا في الدراسة إنهم تعرضوا للأذى من قبل وسائل التواصل الاجتماعية، لكنهم على الأرجح قبل ست سنوات قالوا إن لها تأثير إيجابي عليهم.

وقالت الأستاذة المساعدة في طب الأطفال بجامعة ميشيجان والمتخصصة في الصحة التطورية والسلوكية، الدكتورة جيني رادسكى إنّ "هذه التقديرات المحدّثة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، التي تتعلق بالشباب مفيدة لأنها تظهر ال الكبيرة فيزيادة عدد المراهقين الذين يقومون باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي وبالتالي تأثيرها على حياتهم".

وشرت مجلة الجمعية الطبية الأمريكية "جاما" (JAMA) في شهر تموز/ يوليو الماضي أظهرت وجود صلة بين الاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك الاستخدام بشكل متكرر على مدار اليوم، ظهور أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط لدى المراهقين.

وتتنافس وسائل التواصل الاجتماعي في الاستحواذ على عدد أكبر من المستخدمين المراهقين، إذ سئل المراهقين في الدراسة ما هو موقع التواصل الاجتماعي الأكثر استخدامًا عندهم، قال 41 % من المراهقين "سناب تشات"؛ وقال 22% "إنستاجرام" وقال 15% "فيسبوك"، بينما قبل ست سنوات قال 68% من المراهقين أن "فيسبوك" هو الموقع الرئيسي بالنسبة لهم إذ لم يكن هنالك الكثير من المنافسين له.

التعليقات