دراسة: هل تقمع الفتيات طموحاتهنّ العلمية بسبب نوعهنّ الاجتماعي؟

توصّلت دراسة أميركية نشرتها مجلّة "ساينس" العلمية مؤخّرًا، إلى أنّ عمليّة تنميط النوع الاجتماعي وترسيخ الجندر تبدأ في مرحلة مبكّرة من العمر لدى الفتيات، وهو الأمر الذي يؤدّي لحدّهنّ من طموحهنّ لاحقًا، ليشكّل عاملًا أساسيًّا في إنتاج واقعٍ يكون فيه عدد

دراسة: هل تقمع الفتيات طموحاتهنّ العلمية بسبب نوعهنّ الاجتماعي؟

(pixabay)

توصّلت دراسة أميركية نشرتها مجلّة "ساينس" العلمية مؤخّرًا، إلى أنّ عمليّة تنميط النوع الاجتماعي وترسيخ الجندر تبدأ في مرحلة مبكّرة من العمر لدى الفتيات، وهو الأمر الذي يؤدّي لحدّهنّ من طموحهنّ لاحقًا، ليشكّل عاملًا أساسيًّا في إنتاج واقعٍ يكون فيه عدد النساء في مجالات التكنولوجيا والفيزياء والرياضيات محدودًا جدًّا.

واعتمدت الدراسة على سلسلة من التجارب والاختبارات التي أجريت على 400 طفل بين سن الخامسة والسابعة، لتظهر النتائج أنّ الفتيات يبدأ منذ سن 6 أعوام، في ربط فكرة "الذكاء الحقيقي" بالرجال أكثر من النساء، وأشارت الدراسة إلى أنّ هذه المرحلة العمرية هي بداية مرحلة المدرسة، مبيّنةً أنّ لهذا تأثيرًا محتملًا كبيرًا على تحصيلهنّ الدراسي خلال بقيّة مراحل التّعليم.

وارتكزت إحدى التّجارب على رواية قصة للأطفال تحكي عن شخص في غاية الذكاء، دون تحديد جنسه، ومن ثمّ، عرضت على الأطفال 4 صور لامرأتين ورجلين، وطُلب منهم اختيار الشخص الذي يعتقدون أنّ القصة كانت تحكي عنه، وكانت النتائج أنّ الأطفال بعمر الخامسة كانوا يميلون لاختيار الشخص من نفس نوعهن الاجتماعي، ووصلت نسبة اختيار الفتيات لصور النساء نسبة أكثر من 70%.

وفي حين أنّ الأولاد بسن السادسة استمرّوا في اختيار صور الرجال، إلّا أنّ الفتيات في سنّ السادسة بدأن يخترن صورًا للرجال أيضًا كأبطال "في غاية الذكاء"، بنسبة وصلت 52% تقريبًا، فيما حافظ الأولاد على الربط بين الرجال والذكاء بنسبة 65% تقريبًا.

كذلك اعتمدت تجربة أخرى على تقسيم الأطفال إلى مجموعتين مختلطتين من الذكور والإناث، تمّ تعريف إحدى الألعاب للأطفال على أنّها "لعبة للأذكياء" للمجموعة الأولى، فيما تمّ تعريفها كلعبة للأشخاص" الذين يبذلون محاولاتٍ "جادة للغاية". وأظهرت النتائج أن الفتيات في سن السادسة والسابعة استمتعن أكثر بلعبة "لمن يبذلون محاولات جادة".

وأشار الباحثون في استنتاجاتهم إلى أنّ هذه الفكرة تنشأ غالبًا عند البنات في سن مبكرة نتيجة للمؤثرات المجتمعية والثقافية المحيطة، بالإضافة إلى دور وسائل الإعلام والمدرسين والآباء والأطفال الآخرين، مبيّنين أنّ هذه الفكرة وفقًا للنتائج يمكنها أنّ تفسّر الأسباب التي تؤدي لامتناع المزيد منهن عن متابعة مساراتهن التعليمية في مجالات ذات صلة بالعلوم؛ إذ أن الفتيات قد يتجنبن دراسة العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، لعدم ثقتهن بدرجة كافية بقدراتهن العقلية.

وبيّن العلماء أنّ ما تبدأ الفتيات في الاعتقاد به منذ نعومة أظافرهن ما هو إلا موروثات ثقافية وضعها المجتمع، فتوجيه الفتاة من الصغر للاهتمام بجمالها وأنوثتها على حساب عقلها، يجعلها تتوقف عن تنمية مهاراتها العقلية؛ لأنها فقدت ثقتها بقدراتها، ولأنها مهما اجتهدت فسوف يذهب جهدها هباءً أمام مجتمع لا يريد إلا أن يراها في قالب واحد محدد. 

إذ يتمّ خلال تنشئة الأطفال توجيه طموح الولد إلى النجاح في الحياة العامة، لأن دوره الأول هو العمل وكسب المال، أما البنت، فهدفها لا بد أن يكون إسعاد الآخرين واكتساب الصفات والمهارات اللازمة لذلك، فهي في الأساس سيدة منزل وأم.

التعليقات