هل يؤثّر ترتيب الطفل بين الأشقّاء على شخصيته؟

أظهرت دراسة ألمانية حديثة أنّ ترتيب الطّفل في أسرته وبين أشقّائه لا يؤثّر على سمات شخصيّته، ولا ينعكس على طباعه مثل مدى انفتاحه أو استقراره العاطفيّ أو على علاقته بالآخرين، نافيةً بهذا كل التوصيفات والتعميمات التي تفترض مثلًا أنّ الطفل

هل يؤثّر ترتيب الطفل بين الأشقّاء على شخصيته؟

توضيحية (Pixabay)

أظهرت دراسة ألمانية حديثة أنّ ترتيب الطّفل في أسرته وبين أشقّائه لا يؤثّر على سمات شخصيّته، ولا ينعكس على طباعه مثل مدى انفتاحه أو استقراره العاطفيّ أو على علاقته بالآخرين، نافيةً بهذا كل التوصيفات والتعميمات التي تفترض مثلًا أنّ الطفل الأول مهووس بالمثالية، أو أن الأوسط دبلوماسي ومرن، وتربط آخر العنقود بالطبيعة المتمردة.

ومع ذلك، أشارت الدراسة المنشورة في مجلة "بروسيجرز أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينسز"، إلى أنّ ذكاء الطفل الأول يكون أعلى بمعدل 1.5 درجة في اختبار احتساب نقاط الذكاء، بالمقارنة مع بقية الأطفال في الأسرة.

واعتمد فريق الباحثين من جامعة لايبزيج الألمانية، الذين أجروا الدراسة، على تحليل بيانات أكثر من 20 ألف فرد، موزعين بين الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وألمانيا، حيث تمّت مقارنة البيانات للأفراد داخل الأسرة وفي الترتيب نفسه بين الأسر المختلفة.

وتتعارض نتائج هذه الدّراسة مع دراسات سابقة في علم النّفس، ففي دراسة لأحد أبرز علماء النفس، ألفريد أدلر، قال الباحث إنّ الابن الأول يتلقى الكثير من الاهتمام، ليتحوّل هذا الاهتمام إلى مسؤولية عندما يصير لديه أشقاء أصغر منه، يمكن أن يتلقّى اللّوم بسبب هذه المسؤولية، وهو ما قد يؤدي إلى عدّة إحباطات في شخصيته.

وادّعى أدلر من خلال دراسته المذكورة، التي تعود للعقود الأولى من القرن الماضي،  أنّ الطفل الثالث غالبًا ما يكون عصبيًّا وحاد المزاج وغير ناجح اجتماعيًّا، أما الأوسط فيُعرف بأنه الأكثر اعتدالًا بين إخوته.

ومتأخّرًا أكثر، رجح العالم الأميركي فرانك ج. سولواي أن ترتيب الميلاد يعكس فروقًا واضحة على البنية الجسدية وتطور القدرات الفردية. فالطفل الأول يميل للمثالية والأوسط يميل للعقلية الاجتماعية والأصغر يميل للتمرد.

ولكنّ الدراسة التي نحن بصددها لم تنفِ تمامًا وجود فروق في شخصية الأبناء قد يرتبط بترتيبهم، ولم تجزم بذلك، مرجعةً هذه الفروقات إلى عوامل أخرى وعدّة عناصر تتداخل فيما بينها، ومنها الظروف العائلية والاجتماعية الخاصة بكل أسرة، وفرق الاهتمام الذي يتلقاه كل طفل، كما قد يؤثر جنس الطفل على هذه الطبيعة وعلى طبيعة المعاملة والتنشئة التي يتلقّاها.

التعليقات