فقدان الأصدقاء و"حدود" الحزن الطبيعي

أظهرت دراسة أسترالية حديثة ، أنّ تأثّرنا بوفاة أصدقائنا وتأثيرها على الصحة النفسية والجسدية، وضعف الصحة العقلية والأداء الاجتماعي قد تصل إلى مدّة 4 سنوات بعد الوفاة.

فقدان الأصدقاء و

توضيحية (Pixabay)

أظهرت دراسة أسترالية حديثة ، أنّ تأثّرنا بوفاة أصدقائنا وتأثيرها على الصحة النفسية والجسدية، وضعف الصحة العقلية والأداء الاجتماعي قد تصل إلى مدّة 4 سنوات بعد الوفاة.

واعتمد الباحثون في الدراسة التي نشرت في مجلة "بلوس وان" العلميّة، على متابعة ورصد بيانات 261515 فرد في أستراليا ضمن مسح استقصائي موسع امتد 14 عامًا في الفترة من عام 2002 وحتى 2015.

وحلل الباحثون من خلال البيانات  الآثار قصيرة الأجل وطويلة الأجل للوفاة عن طريق إجراء مقابلات مع المشاركين، ومتابعتهم سنويًّا، إلى جانب استقصاءات يعبئها المشاركون بأنفسهم. جمع الباحثون معلومات عن العلاقات الأسرية والعائلية والدخل والعمل والتعليم.

الجندر:

أظهرت نتائج الدراسة أنّ النساء يعانين عادةً أكثر جراء هذا الفقد، إذ عانت نسبة أكبر من النساء من انخفاض حاد في الصحة النفسية والجسدية، وتدهوُر أكبر في الصحة العقلية، وضعف في الأداء العاطفي والاجتماعي أكبر من مثيله لدى نظرائهن الذكور.

(pixabay)

إذ وجد البحث أنّ نحو 80% من النساء اللواتي فقدن صديقًا/ة يقابلن الأصدقاء والأقارب أكثر من مرة في الشهر بالمقارنة بـ76% من الذكور، ما يشير إلى أن شبكة الإناث الاجتماعية أكبر، وبالتالي قد يتلقين مزيدًا من الدعم.

السّن:

كذلك، أظهرت النتائج أنّ عامل السن يؤثّر على التعاطي مع فقد الأصدقاء، وعلى طريقة تأقلم الشخص مع الوفاة من الناحية العاطفية والجسدية والسلوكية والنفسية، كما أنّ الأشخاص الأصغر عمرًا كانوا أكثر تأثّرًا.

مدى التّديّن:

وتشير الدراسة إلى أن للدين بشكل عام تأثيرًا إيجابيًّا في التعامل مع الحزن؛ فوجدت أنّ إذ يساعد الأفراد في التعامل مع الأزمات الكبرى مثل الموت، وغالبًا ما تقدم المجتمعات الدينية الدعم الاجتماعي لمساعدة الأفراد في التغلُّب على فقدهم.

(pixabay)

وعلى الرّغم من محدودية الدراسة، لكونها لا تتناول ملابسات الوفاة وماهية الشخص بقدر ما تفحص فكرة موت شخص، إلّا أنها بشكل أساسي اعتمدت على البحث عن وفاة الأقارب، وعلى الرغم من هذه المحدودية يرى فريق البحث أنّ من الممكن تعميم النتائج.

وشرحت الدراسة عن الفرق بين الحزن الطبيعي وغير الطبيعي، مبيّنةً أنّ هناك حزنًا طبيعيًّا لا تتجاوز مدته 6 شهور على الأكثر، لكن بالمقابل، بحسب الدراسة، هناك نوع من الحزن غير الطبيعي، الذي تتجاوز مدته 6 أشهر، وقد يتسبب بوصول الشخص إلى أمراض نفسية، مثل اضطراب التأقلم أو الاكتئاب.

التعليقات