تخافون الارتباط؟ ربما تعانون من "رهاب الزّواج"!

قد يرى كثيرون في الزّواج، على الرّغم من اعتباره اجتماعيًّا مصيرًا محتومًا، قفصًا يأسر حرّيّتهم، ويقيّدهم، لدرجة أن يتكوّن لدى البعض ما يسمّى بـ"رهاب الزّواج" الّذي يرتبط فيه أيّ حديث عن الزّواج أو الخوض في تفاصيله بأعراض مرضيّة تشمل آلامًا

تخافون الارتباط؟ ربما تعانون من

توضيحية (pixabay)

قد يرى كثيرون في الزّواج، على الرّغم من اعتباره اجتماعيًّا مصيرًا محتومًا، قفصًا يأسر حرّيّتهم، ويقيّدهم، لدرجة أن يتكوّن لدى البعض ما يسمّى بـ"رهاب الزّواج" الّذي يرتبط فيه أيّ حديث عن الزّواج أو الخوض في تفاصيله بأعراض مرضيّة تشمل آلامًا في المعدة لا يعرف سببها، أو خوفًا شديدًا تصاحبه هستيريا البكاء، أو زيادة غير مفهومة في دقات القلب، عدا عن شعور بالغثيان والقيء والإغماء والتعرق، وضيق التّنفّس، قد يستدعي في أحيانٍ التّوجّه للعلاج الطّبيّ.

فما هو "رهاب الزّواج"، وما هي أعراضه وأسبابه وعلاجه؟

نشر موقع "هيلث توبيا" العلمي مؤخّرًا دراسة جاء فيها أنّ تعريف رهاب الزّواج هو أيّ خوف غير عقلانيّ منه، مشيرةً إلى أنّه ينتشر لدى الرّجال أكثر من النساء، إذ يرجع باحثون السّبب في هذا إلى الظّروف الاقتصاديّة، الّتي أدّى تحسّنها إلى تزايد الشّعور بالاستقلال المادّيّ، الأمر الّذي قد يجعل فئة كبيرة من الشّباب في العشرينيات وأواخر الثلاثينيات يميلون للعيش وحدهم، وقد لا يفكرون في الزواج مطلقا.

أسباب الرّهاب:

أوّلًا، ربط الزّواج بالمسؤوليّات وانعدام الأمن الشّخصي:

إذ يرى الكثيرون أنّ الزّواج يرتبط بمشاركة تتطلّب مسؤوليّة عالية وتشمل جميع الممتلكات الشخصية والاجتماعية والقانونية والمالية، الأمر الّذي قد يسبّب تطوّر الرّهاب بسبب هذا الخوف من "المخاطر" الّتي يتضمّنها الزّواج.

ثانيًا، حالة "ما بعد الصدمة":

يمكن أن يرتبط الزّواج لدى البعض بحادثة مؤلمة ما، تسبّب بزرع صورة سلبيّة عن الزّواج في عقل الشخص، مثل تجربة انفصال الوالدين في الطفولة، أو مشاهدتهما يتشاجران بشكل دائم ومستمر، أو التّعرض لخيانة أو تجربة عاطفية فاشلة، وقد تكون حتّى تجربة زواج فاشلة سابقة.

ثالثًا، الاكتئاب وضعف الثّقة بالنّفس:

تؤدّي هذه الاضطرابات النّفسية إلى تحطّم الصّورة الذّاتيّة للإنسان، الأمر الّذي يؤدّي لتطوّر رغبة مستمرّة لدى الشخص بالابتعاد عن الزواج والالتزامات، مهما كانت لديه جهوزيّة اقتصاديّة أو اجتماعيّة للزّواج.

سبل العلاج:

يعتمد العلاج بشكل أساسيّ أوّلًا على الوعي وإدراك هذه المشكلة، لتأتي بعدها في مقدّمة طريق العلاج استشارة الطبيب النّفسي، إلى جانب العلاج الأسريّ؛ كذلك من المهم أن إدراك أإنّ الزّواج السّعيد لا يعني التوافق التّام مع الطرف الآخر، بل يعتمد على معرفة كيفية التعامل مع عدم التوافق أيضًا؛ وفي الحالات الخطيرة من القلق والاكتئاب يمكن استخدام مضادات الاكتئاب الدوائية بحسب ما يراه الطبيب.

التعليقات