لا تزال المواعدة "مخاطرة" في السعودية رغم الإصلاحات

يطالب الشباب السعودي تخفيف العقوبات التي يعاني منها مؤخرًا، إثر التقييدات المجتمعية التي يحددها رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بما يتعلق في الاختلاط بين الجنسين.

لا تزال المواعدة

(أرشيف أ ب)

يطالب الشباب السعودي تخفيف العقوبات التي يعاني منها مؤخرًا، إثر التقييدات المجتمعية التي يحددها رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بما يتعلق في الاختلاط بين الجنسين.

على الرّغم من إعلان السّعوديّة عن تعديلات في قوانين الأحوال الشّخصيّة المتعلّقة بالمرأة، ادّعاءً منها أنّها تخفّف القيود المفروضة عليها في السّفر، ما زال القانون السّعوديّ ونظام الولاية يكشف ثغرات تسمح للرّجال بتقييد تحرّكات النّساء.

وانقض رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، العام الماضي، على بائعي الورود الحمراء في يوم عيد الحب، وغيرها من انتهاكات كاعتقالات لحقوقيات يدافعن عن حقوق النساء.

وأوقفت السلطات السعودية في الرياض، قبل أشهر، 200 شخص من بينهم عشرات النساء على خلفية ارتداء "ملابس غير لائقة"، والقيام بمخالفات "خادشة للحياء"، وقضايا تحرش، والتي أصدرت عقوبات بحقهم، وفقًا لبيان الشرطة.

وتعد هذه أول توقيفات جماعية، تعلن عنها السعودية، منذ بدء سلسلة التغييرات الاجتماعية، بقيادة ولي العهد محمد بن سلمان، الذي تعهّد قبل عامين إنهاء عقود من التشدد.

وشهدت المملكة منعًا للاختلاط بين الذكور والإناث لعقود، ويشكل الشباب بين 20 و40 عامًا نحو 40 في المئة من عدد السكان في السعودية البالغ 20,7 مليون نسمة، حسب الإحصاءات الرسمية للعام 2018.

وتملك السعودية دور رعاية للفتيات، يؤكد نشطاء ومنظمات حقوقية ومن بينها "هيومن رايتس ووتش" أنها تشبه مراكز الاحتجاز، وليس من الواضح عدد النساء المحتجزات فيها.

وقال مسؤول غربي لوكالة "فرانس برس" إنّ الآباء "السعوديّين لا يستطيعون منع الفتيات من الحصول على جوازات سفر ولكن بإمكانهم الإبلاغ عن اختفائهن لدى الشرطة المحلية التي ستقوم بتعقبهن من أجل الوالدين"، مؤكدًا أن هذه "ثغرة هائلة".

نتيجة لهذه التقييدات، يجازف الشباب السعودي بالتواصل مع الجنس الآخر، إذ تعد إقامة علاقات خارج إطار الزواج في السعودية تعد خطوة خطرة للغاية، وكان بعض الشباب يجازفون بكتابة أرقام هواتفهم المحمولة على أوراق ويضعونها على نوافذ سياراتهم على أمل التواصل مع فتيات.

ويبحث الشباب عن صداقات من الجنس الآخر عبر مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا على موقع "تويتر" و"سنابتشات"، وتطبيقات مثل "سوورم" المخصص لتسجيل الأماكن التي يزورها مستخدمي التطبيق، لكنها باتت تستخدم غالبًا لتنسيق المواعيد.

وشبه مخرج سينمائي سعودي "بيع الورود" كـ"بيع المخدرات"، في مقاهي السعودية. وتقول إعلامية سعودية، في هذا الصدد إنه "لم يكن من الممكن التفكير من قبل برؤية امرأة تجلس بجوار رجل لا تربطها به صلة قرابة" في مكان عام.

وتبقى العلاقات ما قبل الزواج بمثابة حقل ألغام في بلد يطبق الشريعة الإسلامية ويشرف فيه الرجال على اختيار الأزواج لبناتهم وقريباتهم، على الرغم من التغييرات الاجتماعية، ونتيجة للكبت التي يعاني منه الشباب السعودي، يضطرون لعقد زواج يقوم على أسس دينية، وقبائلية.

وتبرز عمليات المواعدة السرية نوعًا من الحياة المزدوجة لدى البعض، سعيًا للحصول على قدر من الحريات الاجتماعية تتجاوز قدرة شريحة واسعة من المجتمع على التفهم والقبول.

وقالت إمرأة سعودية في أواخر العشرينات إنها تشتبه في أن شقيقها "المهووس بالسيطرة"، والذي يعمل في الجيش، يستخدم برامج تجسس إلكترونية لتعقبها والتأكد من أنها لا تواعد رجالا.

وقالت نور التي تعمل في مجال التنمية الاجتماعية "الشباب السعودي عالق بين القديم والجديد"، مضيفةً أن"استعدادي للمواعدة لا يعني أنني مستعدة للقيام بما هو أكثر".

ولا تزال ممارسة الجنس خارج إطار الزواج جريمة جنائية في معظم دول العالم العربي، وتغذي القيود المفروضة على النساء خطر تعرضهن للابتزاز.

وقال موظف في قطاع الإعلانات ناصر (25 عامًا) إن أحد أصدقائه أوقف العام الماضي لتقبيله صديقته في مكان مخصص للعائلات في أحد مطاعم الرياض، وقام مدير المطعم بتصويرهما وهو يصيح بغضب "هذا حرام".

ويتابع الشاب "المواعدة مليئة بالمخاطر" في السعودية، مضيفًا أنه "في بعض الأحيان، يكون المكان الوحيد الآمن هو سيارتك" في مكان بعيد عن الأعين.

التعليقات