مبادرة لمساعدة الأهل للتعامل مع أطفالهم في فترات الحجر المنزلي

طرحت المجموعة النسوية الفرنسية #نو_توت (نحن كلّنا) مبادرة جديدة لمرافقة الأهالي والأطفال في فترة الحجر المنزلي الإلزامي، الّذي تتبعه فرنسا لمواجهة فيروس كورونا، وهي فترة من الطبيعي أن ترتفع فيها المشاحنات والتوتّرات في العلاقات العائليّة، نظرًا لتشارك مساحة صغيرة بشكل مستمر ولوقت

مبادرة لمساعدة الأهل للتعامل مع أطفالهم في فترات الحجر المنزلي

توضيحية (pixabay)

طرحت المجموعة النسوية الفرنسية #نو_توت (نحن كلّنا) مبادرة جديدة لمرافقة الأهالي والأطفال في فترة الحجر المنزلي الإلزامي، الّذي تتبعه فرنسا لمواجهة فيروس كورونا، وهي فترة من الطبيعي أن ترتفع فيها المشاحنات والتوتّرات في العلاقات العائليّة، نظرًا لتشارك مساحة صغيرة بشكل مستمر ولوقت طويل.

وتهدف المبادرة إلى حماية واحتواء "الانفجار" وتشير إلى أن "الحجر مناسبة لتمضية الكثير من الوقت مع الأطفال. لكن عندما نعمل من منازلنا عن بعد وتكون مساحة المنزل صغيرة أونكون مرهقين، يمكن أن تتضاعف التوترات".

ونقلت وكالة أنباء "فرانس برس" عن الطبيبة النفسية مويرا ميكولاتشاك "نعم قد تودون رمي الأطفال من النوافذ، وهذا طبيعي. لكن ما هو غير طبيعي هو أن تقدموا على ذلك"، داعيةً الأهل إلى "التخلّي عن دور الرجل أو المرأة الخارقة" لتخفيف الضغط عن أنفسهم.

وبهدف مساعدة الأهل، أنشأت "#نو_توت" 20 مجموعة على تطبيق "واتساب"، وتضمّ حتى الآن أكثر من أربعة آلاف مستخدم. وتقدّم المجموعة من خلالها النصائح التعليمية والتوجيهات "عند الشعور بأن الضغط يتزايد اعزلوا أنفسكم حتى ولو في الحمّام".

وتضيف التّعليمات أيضًا أنّ من الممكن "مشاهدة الفيديوهات المسلّية مع الأطفال أو برمجة بعض الوقت بعيدًا منهم بالكامل من خلال الإغلاق على أنفسكم في غرفة، فيما يقوم الشريك الآخر برعاية الأطفال"، إذ تكمن الفكرة في المساعدة على تجنّب "الكلمات" و"الأفعال" التي قد "تضرّ أو تؤذي"، خصوصًا أننا "قد نندم على بعض سلوكياتنا لاحقًا".

تطبّق ساره هذه التعليمات لتبقى مسترخية، وهي أم لثلاثة أطفال (7 سنوات و4 سنوات وشهرين)؛ ونقلت وكالة "فرانس برس" عنها قولها إنها "أمس أغلقت على نفسي لمدّة ساعة في الغرفة من دون التصاق الأطفال بي وقمت بجلسة تأمّل من خلال ‘إنستغرام‘".

ومع إنهاء فرنسا أسبوعها الأول من الحجر المنزلي التام، تقول ساره "الأمر يسير على ما يرام، لكنه مقلق ومحبط على المدى الطويل".

ولا شكّ في أن الأمر مرهق للأهل لكنّه كذلك بالنسبة إلى الأطفال أيضًا، يقول إستيبان المحجوز مع أهله في رومانفيل إحدى ضواحي باريس "إنها حجّة لألعب في غرفة المعيشة فيما والدتي تعمل".

في المقابل، تروي فرجيني وهي مديرة مصرف وأمّ لصبيين (11 و6 سنوات)في أرغنتويل في شمال غرب العاصمة "عليّ أن أكون أمًّا ومعلّمة ومديرة وطاهية وعاملة تنظيف... ذلك كثير".

وتطالب مويرا ميكولاتشاك من جامعة لوفان الكاثوليكية في بلجيكا بعدم الاستهانة بالموضوع حتى ولو كانت الأمور تسير على ما يرام بالنسبة إلى معظم الآباء؛ فيما خصّصت جامعة لوفان صفحة خاصّة على موقعها على الإنترنت مليئة بالنصائح حول "طريقة تنظيم يوم الأطفال".

وتفيد النّصائح بأنّ في لحظات محدّدة "أتركوهم لوحدهم"، أيضًا كونوا مرنين و"لا تتردّدوا في تليين بعض القواعد"، وتتابع: "يمكننا أن نتوقّع زيادة الإرهاق لدى الأهل" وهو ما يثير المخاوف من "حالات إهمال أو عنف".

وهذا القلق نقلته أيضا وزارة الدولة لشؤون الطفولة في فرنسا، إذ حذّرت من "زيادة أخطار سوء المعاملة بسبب الظرف الحالي الذي أجبر الموظفين على العمل من منازلهم".

وتقول ميكولاتشاك "يجد الآباء أنفسهم آباء في المنزل من دون أن يرغبوا في ذلك، ومن المعروف أن الوالدين في المنزل هم أكثر عرضة للإرهاق وفقًا للدراسات"، مضيفةً أنّ "العائلات الغربية ليست معتادة على العيش مع بعضها البعض".

وتتابع أنه في الفترة الحالية "لا يمكن اللجوء إلى الأجداد أو الذهاب إلى المطعم" لتخفيف الضغط، والحلّ الذي توصّل إليه إتيان وهو والد لطفلتين تبلغان 10 و6 سنوات، ترك العمل. قائلًا إنّ "في البداية وفي ظل إغلاق المدارس وضعت نفسي تحت الضغط ولم أكن أعرف كيف أقوم بكلّ ذلك خصوصًا أن الأطفال لم يتركوا لي الوقت. لاحقًا فهمت، تركت كلّ مشاريعي المهنية وباتت الأمور أفضل بكثير".

التعليقات