​​​​​​​جامعيون في ظل كورونا: قلق وخوف من مستقبلٍ مجهول

لم تقتصر آثار أزمة كورونا في المجتمع العربي على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والصحية، إذ طالت طلاب الجامعات والكليات المختلفة في البلاد.

​​​​​​​جامعيون في ظل كورونا: قلق وخوف من مستقبلٍ مجهول

كليّة التربية في جامعة تل أبيب (أ ب)

لم تقتصر آثار أزمة كورونا في المجتمع العربي على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والصحية، إذ طالت طلاب الجامعات والكليات المختلفة في البلاد.

وعمّق تفشي فيروس كورونا الأزمة الاقتصادية بين الطلاب، في الوقت الذي خسر كثير منهم عمله بسبب القيود التي فرضت، منذ عهد قريب، ضمن مساعي مكافحة انتشار الجائحة.

وتبين من استطلاع للرأي أجراه "اتحاد الطلاب الجامعيين في إسرائيل"، نُشرت نتائجه حديثًا، أن 52% من الطلاب الجامعيين العرب يفكّرون في ترك التعليم إثر الأزمة الاقتصادية التي تبعت تفشّي الفيروس، فيما أظهر أيضا أن نسبة الطلاب الذين يفكّرون في ترك التعليم لدى العرب هي الأعلى، مقارنة بالطلاب عمومًا، بنسبة وصلت إلى 24% أي 75 ألف طالب.

ومن جهتها قالت الطالبة الجامعية، عائشة جبالي، لـ"عرب 48" إنه "راودتني بعض التخبطات بالنسبة للعودة إلى التعليم الأكاديمي، وذلك بسبب طريقة التعليم التي تنص على عدم الذَّهاب إلى الحرم الجامعي والتعلم عن بُعد. هذه في نظري لا تُعد طريقة التعليم المثالية، ولكن لا يمكن للجلوس في البيت وأن يكون بديلا عن التعليم. حاولت استغلال هذه المدة للاستعداد للسنة الدراسية الجديدة".

عائشة جبالي

وعن الظروف التعليمية في ظل كورونا، قالت إنه "فضّلت إكمال التعليم على الرضوخ للظروف على الرغْم من الصعاب. في الحقيقة أتوقع ألا تكون هذه السنة بكفاءة كما سابقا، ولكن سأحاول جعلها مليئة بالطاقات والحيوية كوننا أمضينا الكثير من الوقت في الحجر والبيت، وحان وقت العمل".

وأشارت إلى أن "هناك بعض المخاوف، إذ ليس من السهل أن نعتاد هذه البيئة الجديدة، وخصوصا عدم الانسجام في أجواء جامعية وأكاديمية، وكوننا غير قادرين على التواصل وجها لوجه مع المحاضرين أو المرشدين".

وختمت الجامعية جبالي بالقول إن "أكثر ما يقلقني هو الجانب الاجتماعي وعدم التواصل مع الزملاء في الدراسة والمحاضرين، وهذه التقييدات في الحياة الجامعية لا تزال مستمرة".

وقال الطالب الجامعي، قاسم عبد القادر، لـ"عرب 48" إن "العودة للجامعة في ظل أزمة كورونا لم تكن مريحة أو مفهومة ضمنا. كنا مكبلي الأيادي، ولم نعلم ماذا سيحل بالتعليم أساسا، هل نتعلم عن بُعد أم أننا سنلتقي مع زملائنا على مقاعد الدراسة؟ هذه الأسئلة وغيرها كثيرة أخرى كانت دون إجابات".

قاسم عبد القادر

وأوضح أن "الضبابية أنتجت حالة من عدم الارتياح، ومنعت منا ملاءمة بيئة دراسية ناجعة. وهنا لا بد من الإشارة إلى أهمية وجود مكتبات عامة في البلدات العربية، لتمكين الأكاديميين من إنجاز مهامهم التعليمية. الطالب محدود الدخل لا يمكنه أن ينجز مهامه بانعدام حاسوب شخصي، وعائلة كثيرة الأولاد تحتاج إلى عدة حواسيب ومساحات هادئة تفاديا للتشويش ومع وجود مكتبات عامة أن نتجاوز هذه الظروف، لذلك نناشد السلطات المحلية وكل مسؤول أن يسعوا لإنشاء مكتبات عامة في الطيبة والبلدات العربية".

وأضاف أن "الأجواء العامة قد تغيرت، وسيكون التغيير في الأجواء الدراسية بشكل لا إرادي، إذ أنني أعتقد أن كورونا ستضفي علينا لمساتها في الأكاديمية لأعوام عدة، ومن وجهة نظري، لن نترك التعليم عن بعد نهائيًا، بل سيرافقنا حتى وإن كانت هذه الرفقة بنسب قليلة وليست كطريقة أساسية للتعليم. الأوضاع الراهنة ليست سهلة أبدًا".

وأوضح أن "القيود تُشكّل عائقا بالنسبة للطلاب، فحتى هذا اليوم، مكاتب الجامعات ما زالت مغلقة، ومشاركة المواد والمساعدة بين الأصدقاء باتت أصعب، لصعوبة التواصل بينهم، وعلى الصعيد الشخصي واجهت صعوبة في البداية، لكنني سرعان ما تأقلمت كوني في سنتي الثالثة، وهذا جعل تأقلمي سريعا".

وختم عبد القادر بالإعراب عن قلقه من المرحلة المقبلة، وقال إن "القلق ينتابني لأن الضباب يخفي لنا معالم المستقبل، ولا نعلم إلى أي طريقٍ سنصل. نحن نحارب كورونا ونحاول العيش في ظلال حياة طبيعية، وأنا أخشى على طلابنا الأكاديميين فهم بناة المستقبل، ولكن لم أكتف بالتذمر، فقمت أنا ومجموعة من الشباب الحريصين على مستقبل الأكاديميين، أعضاء رابطة منارة، بمحاولة تخفيف الحمل عن الأكاديميين وأخص بالذكر الأكاديميين الجدد، في لقاءات عبر تطبيق زوم".

التعليقات