افتتحت مجموعة "عكا 5000" أمس، الخميس، معرض "حكايا السوق" وذلك بالتزامن مع 7 مدن فلسطينية وهي القدس ويافا والناصرة والخليل ونابلس وغزة؛ إذ يعرض صورا التقطت لمشاهد من السوق الفلسطيني.
وجاءت المبادرة من جمعية رابطة إنسانيات وشركائها، ويُقام في الأسواق القديمة المتواجدة في مدن مختلفة في ذات الوقت. وقد أنشأت لجنة إقامة مشروع حكايا السّوق أواخر عام 2019، حيثُ قامَت ببناءِ شبكة علاقة عابرة للحدود الجغرافيّة مع مؤسساتٍ ومجموعاتٍ شبابيةٍ ضمّت طاقاتِ مصورين قيّمينَ ومصوّرات قيّمات، ناشطينَ وناشطاتٍ من جيلِ الشّبابِ من مناطقَ مختلفةٍ في فلسطين التاريخية والشّتات. تحت رعاية رابطة انسانيات للانثروبولوجيين الفلسطينيين وبدعم من مؤسسة التعاون للشباب، مؤسسة “دروسوس” ومركز Yan P. Lin للحرية والأنظمة العالمية في العالمين الحديث والقديم في جامعة ماكجيل، أرشيف النكبة في جامعة ماكجيل، مركز الأبحاث الأميركي الفلسطيني، بالإضافة إلى دعم محلي من أبناء وبنات البلدات الفلسطينية.
وأوضح أشرف عامر من مجموعة "عكا 5000" في حديث لـ"عرب 48" أن "المعرض التصويري يضم أعمال ثلاثة مصورين من عكا مشاركين في المعرض هم أنس المصري واسكندر حلوة ومحمد خطيب، بالإضافة إلى مصورين من غزة ونابلس وبقية المدن الأخرى، لتوحيد الهيكل العام لكل الأسواق التي نسعى لإنجاحها من خلال هذا المشروع المتكامل".
أما عن الهدف فتطرق قائلا "هدفنا من خلال هذا المعرض إيصال عدة رسائل، إلا أن الرسالة الأهم هي أننا شعب واحد في غزة والضفة الغربية والداخل الفلسطيني، وهذا السوق ينظم فعالياته بالتزامن مع قيام أسواق غزة ونابلس والخليل والقدس ويافا والناصرة بنفس الفعاليات من ناحية العرض مع وجود بعض الاختلافات غير الجوهرية، إلا أن الهدف واحد، رسالة أخرى نريد إيصالها وهي الترحيب بجميع أبناء الشعب الفلسطيني بسوق عكا وبشكل دائم، إذ يتم التحضير لهذا البرنامج منذ سنة تقريبا ونظمت عدة اجتماعات ولقاءات بين المجموعات المختلفة بغية إنجاحه، بالإضافة إلى تنظيم ورشات عمل للمصورين للخروج بسياق موحد ضمن إطار عمل المعرض".
وأشارت عضو مجموعة "عكا 5000"، هزار بدين، في حديث لـ"عرب 48" إلى "أنه يجب التنويه لموضوع السمات المشتركة للأسواق العربية بشكل عام، فالأسواق كانت على الدوام مركز حياة وملتقى اجتماعي في المجتمع الفلسطيني، وبدأ نجم الأسواق يأخذ بالأفول نتيجة للحياة المادية والرأسمالية التي أبعدت المواطنين عن الأسواق الشعبية، وهذا نراه بشكل جلي في كل المدن العربية التي تشكل المجتمع الفلسطيني، إلا أنه ومع قيام التجار والأفراد في المجتمع اليهودي بمقاطعة التجار العكيين بشكل خاص والتجار العرب بشكل عام، قامت هبة شعبية هدفها دعم أسواق عكا من منطلق العمل الوطني، وكانت فرصة للالتقاء مجددا بين التجار أنفسهم والتجار والمستهلكين، رغم صعوبات الحياة وأعبائها الثقيلة، وكانت فرصة أيضا لتبادل الحديث ومناقشة الهموم المشتركة، وللقيام بعمليات البيع والشراء دعما للتجارة المحلية" .
وأضافت "يتضمن معرض الصور صورا للأسواق والتجار والمتسوقين، وأصحاب البسطات والمحال التجارية الصغيرة، كما يتضمن فعاليات أخرى كالفقرة الموسيقية للفنانة الموهوبة ماريا المصري، ويوم الإثنين القادم سيتم عرض فيلم ’خلف السياج’ الذي تدور أحداثه حول الانتفاضة الأولى، كما يشمل أيضا لقاءات مع مصورين محترفين كالفنان نادر هواري".
وفي كلمة افتتاح للمعرض قالت زمزم فأعور "هذا المعرض يمثل حاضنة تجمع كل أبناء الشعب الفلسطيني، رغم كل الحدود والجدران التي لم ولن تستطيع تمزيق وحدتنا الوطنية، كما يمثل المعرض رافعة للنهوض بالمجتمع الفلسطيني، وإحياء التراث الفلسطيني من خلال الأسواق التي نظمت في آن واحد في 7 مدن فلسطينية على التوازي، ونشكر كل القائمين والمشاركين في هذه الفعالية التي نسعى لاستمرارها على الدوام".
ورحبت ضحى إدلبي باسم مجموعة 5000 التطوعية بالمشاركين في "حكايا السوق" بالقول إن "ما يجمعنا هو حب الوطن والانتماء للنسيج الفلسطيني المتكامل، وتتمثل رؤيتنا بأن كل فرد من أفراد المجموعة يملك طاقات إيجابية من الممكن تسخيرها للنهوض بالمجتمع الفلسطيني وبناؤه على أسس متينة. المعرض هو امتداد لحكايا الشعوب، وهدفنا التواصل مع جميع أبناء الوطن، وهذا يجعلنا نعمل كخلية نحل متحدين الحواجز العسكرية، وجدران العزل التي لم تستطع تفريقنا. السوق هو مرآة لحياتنا اليومية، ويمثل مساحة مشتركة نمارس من خلالها التبضع وتبادل الأحاديث ونتوجه بالشكر لكل من ساهم في تنظيم وإنجاح عمل هذا المعرض".
وحضر عدد من الزوار إلى معرض "حكايا السوق" في عكا دعما للنشاطات الشبابية من ضمنهم كانت الناشطة ماري طنوس من ترشيحا التي تحدثت لـ"عرب 48" بالقول إن "مشاركتي جاءت من كوني عضو في المجتمع الفلسطيني الذي يتمتع بحضارة وثقافة عريقتين، وأنا أتابع نشاطات مجموعة عكا 5000 منذ عدة سنوات، ويستحقون منا كل الدعم لقيامهم بفعاليات ثقافية مهمة تتضمن عرض الأفلام البديلة، ونشاطاتهم تشمل الأطفال والشباب على حد سواء، وبالنسبة لهذا المعرض فقد علمت به من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، كما علمت أنه سينظم في 7 مدن فلسطينية بالتوازي، والهدف منه إحياء أسواقنا وتشجيع الزوار على رؤية معرض الصور، والاشتراك بالفعاليات المختلفة، خصوصا بعد الحراك الشبابي في الأشهر القليلة الماضية، وهو عمل جبار، رغم أنه تطوعي، وقد شاهدنا من خلال الهبة الشعبية الأخيرة كم كان دور الشباب فاعل، ويستحق الدعم وعلينا وعلى جميع الأحزاب السياسية التعلم من هؤلاء الشباب وتأمين احتياجاتهم ومساعدتهم في دورهم البناء للنهوض بالمجتمع الفلسطيني ككل".
كما أثنت عضو جمعية النساء العكيات منيرة أبو حميد في حديثها لـ"عرب 48" على النشاطات الشبابية الثقافية التي تمتد على امتداد الوطن بالقول "مشاركتي مهمة كعضو في جمعية النساء العكيات، وكامرأة عربية من عكا في معرض حكايا من السوق، كما يهمني أن تصل البرامج الاجتماعية والثقافية لكل مواطن عربي بغض النظر عن انتمائه الديني، فمهمتنا جذب كل الأشخاص الملتزمين أدبيا وثقافيا في فلسطين عموما وعكا خصوصا، ولعكا مكانة مميزة في قلبي وقلوب كل أبنائها".
التعليقات