09/09/2018 - 20:25

مقدمة برامج سوداء تحرك مستنقع العنصرية الراكد في بلجيكا

انتشر فيديو لمقدمة البرامج السوداء الأولى في بلجيكا، سيسيل ديونجا، على مواقع التواصل الاجتماعي، تكلمت فيه عن تجربة مرت بها في عملها بإذاعة بلجيكية تبث باللغة الفرنسية. وأثار الفيديو جدلا واسعا في بلجيكا حول تمثيل الأقليات الإثينة بالإعلام في بلجيكا

مقدمة برامج سوداء تحرك مستنقع العنصرية الراكد في بلجيكا

مقدمة البرامج سيسيل ديونغا ( أ ب)

انتشر مقطع فيديو لمقدمة البرامج السوداء الأولى في بلجيكا، سيسيل ديونغا، على مواقع التواصل الاجتماعي، تحدثت خلاله عن تجربتها في عملها بإذاعة بلجيكية تبث باللغة الفرنسية. واتسعت أصداء الفيديو وأثار جدلا واسعا في بلجيكا حول العنصرية الراكدة والمتغلغلة في المجتمع، ما دفع رئيس الوزراء البلجيكي، إلى التدخل.

وقالت ديونغا لمتابعيها عل "فيسبوك" الأسبوع الماضي، "إن كنتم تريدون الضحك، فسأضمن لكم ذلك اليوم"، قبل أن تقصّ عليهم حادثة لامراة اشتكت للقناة على أنّ "المقدّمة سوداء بشكل يجعل المشاهدين لا يرون غير ملابسها". بينما ردّت زميلتها في القناة على المشتكية، بأن تغيّر إعدادات ضبط اللون في التلفاز ستمكنها من مشاهدة المقدمة (في إشارة إلى ديونغا نفسها).

وضحكت ديونغا على "السخافة" في ذلك، والدموع في عيونها. وأضافت "هذا لا يتوقف، أنا أعمل منذ عام ولم أعد احتمل التعليقات العنصرية والمهينة". وقالت "هذا يؤلم لأنني إنسانة".

وقال كثيرون، في النقاشات التي دارت، إن تعليق ديونغا كان قادما لا محالة، وأن رد ديونغا جاء عفويا للتعليقات العنصرية التي تحمّلتها ديونغا منذ بداية عملها عام 2017 في عملها كمقدمة حالة الطقس في قناة "آر تي بي إف".

وتحوّل طلب ديونغا الشخصي إلى نقاش قومي، صرّحت على إثره صحيفة "لي سور" بأنه يجب التحرّك. بينما وعدت القناة التي تعمل بها ديونغا "أنها ستنوّع أكثر في الخلفيات الإثنية لمقدمي البرامج فيها".

وقالت ديونغا إنها لم تقصد أن تثير كل هذه الضجة، وإنّها "ليست ناشطة، ولا متحدثة رسمية". مؤكدة أنها "أريد فقط أن أعيش حياتي". لكن بما أنها وصلت إلى هذه النقطة، تريد أن توصل شيئا للبلجيكيين.

"في البداية ضحكت فعلا" معلّقة على التعليق الذي دفعها لكتابة المنشور "كان هذا مجنونا حقا، هل هي بالفعل لم تستطع أن تراني؟ ضحكت على هذا وأردت أن أنشر فيديو لمتابعيني، لكن عندما بدأت التحدث اجتاحتني مشاعر من الغضب والحزن".

واستطردت قائلة "عانيت من هذا منذ صغري" وأضافت "أعتقد أنّي شخص قوي، وإن لم أكن قوية، لما كنت سأكون هنا. أنا إنسان، وهذه المرة كان الموقف أكبر من قدرتي على الاحتمال. لكنّي الآن سعيدة، السود، وليس فقط هم، يشرحون معاناتهم، وعلينا أن نتكلم بشأن هذا، لا يجب أن نشعر بالعار من أنفسنا".

الصحف البلجيكية تتناول قضية ديونغا (أ ب)

وردا على طلب ديونغا، حذّر رئيس الوزراء البلجيكي، تشارلز ميتشل، من أنّ المتطرفين هم الذين يجب أن يخافوا من أفعالهم.

وقالت ديونغا، إنها تريد لبلجيكا أن تتعامل مع تعصّباتها القديمة، التي لا تزال قائمة. وتظنّ أنه وبسبب فشلها في الاعتراف بماضي الدولة الاستعماري، إذ أنه وحتى نشر كتاب "شبح الملك ليوبولد" للكاتب آدم هوتشيلد عام 1988، لم يكن هنالك حديث حول قتل ما بين 10 – 15 مليون شخص في الكونجو، والتي كان يحكمها الملك ليوبولد الثاني كمِلك شخصي له، والذي حضوره لا زال قائما في كل مكان في العاصمة بروسلس اليوم.

وأضافت ديونغا "في بلجيكا، الناس لا يعلمون شيئا عن الاستعمار أو الهجرة. ويعتقدون أن هذا خطأ الأجانب. أعتقد أن المشكلة في بلجيكا أنّهم أبدا لم يشرحوا حقيقة الاستعمار، والتي يجب تعليمها في المدارس وتثقيف الناس حولها".

التعليقات