22/03/2016 - 18:02

انتقادات مصرية لحذف البرادعي: وصلنا للحضيض

وقال الروائي والمعارض المصري، علاء الأسواني، على حسابه في تويتر، وسط تعليم فاشل ومدارس لا تصلح للآدميين... تحذف وزارة التعليم اسم د. البرادعي من المنهج لخلافه مع السلطة. هكذا وصلنا للحضيض. وأضاف في تغريدة ثانية، حذف اسمه من المنهج

انتقادات مصرية لحذف البرادعي: وصلنا للحضيض

كاريكاتير إسلام جاويش

أثار تقرير صحافي عن حذف اسم وصورة السياسي المصري المؤيد للديمقراطية، محمد البرادعي، من كتاب مدرسي، انتقادات لاذعة لوزارة التربية والتعليم المصرية، حتى من أشد معارضي الحائز على جائزة نوبل للسلام.

ونشر موقع صحيفة التحرير الخاصة على الإنترنت، أمس الإثنين، تقريرا تضمن صورة ضوئية لصفحة في كتاب القراءة للصف الخامس الابتدائي، الذي درس العام الماضي وكانت تحتوي على اسم وصورة البرادعي.

ونشرت الصحيفة صورة ضوئية أخرى لنفس الصفحة من كتاب العام الحالي، لكن دون ذكر للبرادعي.

وأكدت وزارة التربية والتعليم في بيان صدر أمس، الإثنين، حذف اسم وصورة البرادعي من كتاب العام الدراسي الحالي، لكنها نفت مسؤولية الوزير الحالي الهلالي الشربيني عن ذلك وقالت إن هذا القرار اتخذته لجنة تطوير المناهج في عهد الوزير السابق محب الرافعي.

وحصل البرادعي على جائزة نوبل في السلام عام 2005 بالمناصفة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي شغل منصب مديرها العام منذ كانون الأول/ديسمبر 1997 وحتى تشرين الثاني/نوفمبر 2009.

وعاد البرادعي لمصر عام 2010، ولعب دورا في الحشد للانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق، حسني مبارك، عام 2011. كما كان معارضا للمجلس العسكري الذي أدار البلاد مؤقتا بعد مبارك، ولجماعة الإخوان المسلمين التي تولت الحكم لفترة وجيزة.

وعُين البرادعي نائبا للرئيس المؤقت، عدلي منصور، بعد إعلان الجيش عزل الرئيس السابق، محمد مرسي، المنتمي للإخوان، في تموز/يوليو عام 2013 إثر احتجاجات حاشدة على حكمه. لكنه استقال بعدما فضت قوات الأمن بالقوة اعتصامين لأعضاء ومؤيدي الجماعة في آب/أغسطس من نفس العام.

ومن أشد منتقدي البرادعي، الكاتب الصحافي حمدي رزق، لكنه كان واحدا ممن هاجموا وزارة التربية والتعليم في مقال نشر على موقع صحيفة المصري اليوم الخاصة، اليوم الثلاثاء.

وكتب رزق، وهو أيضا من مؤيدي الرئيس الحالي، عبد الفتاح السيسي، 'لم أكن يوماً من شيعته ولا أنصاره... ولكن ليس من حقك ولا حقي ولا حق غيرك، اختلافاً أو اتفاقاً، حذف اسم وصورة البرادعي من الكتب المدرسية'.

ووصف رزق هذا الإجراء بأنه 'جريمة سياسية' و'إهانة للتاريخ'.

وقال الروائي والمعارض المصري، علاء الأسواني، على حسابه في 'تويتر'، 'وسط تعليم فاشل ومدارس لا تصلح للآدميين... تحذف وزارة التعليم اسم د. البرادعي من المنهج لخلافه مع السلطة. هكذا وصلنا للحضيض'.

وأضاف في تغريدة ثانية، 'حذف اسمه من المنهج مجرد نفاق رخيص بائس'.

وتوسل الإعلامي عمرو أديب، على قناة 'أوربيت'، رئيس الوزراء وطالبه بإقالة الوزير وتعيين وزير تعليم جيد. لكن خالد صلاح، رئيس تحرير 'اليوم السابع'، وصف الأمر في برنامجه 'على هوى مصر'، الذي يذاع على فضائية 'النهار' بـ'النفاق المبالغ فيه'، ولكنه لم ينس دوره في هذا النفاق حين قال إنه لا يرى 'في البرادعي أي قيمة سياسية'.

'التاريخ لن يزيفه أحد'

ورغم تأكيدها لحذف اسم وصورة البرادعي من الكتاب، لكن القائمين على الوزارة، حاليا، دافعوا عن أنفسهم وألقوا بأصابع الاتهام على الوزير السابق محب الرافعي.

وقال بشير حسن، المتحدث باسم الوزارة، اليوم الثلاثاء، 'نختلف مع الدكتور محمد البرادعي سياسيا وننتقده انتقادا يصل إلى حد الهجوم عليه بسبب مواقفه ضد مصر لكن التاريخ لن يزيفه أحد. التاريخ لا يكتبه شخص.. تكتبه الأمة'.

وأضاف، 'الثابت والذي لا يستطيع أحد إنكاره، هو حصول الدكتور محمد البرادعي على جائزة نوبل'.

وجاء ذكر البرادعي في اختبار لمعلومات الطلاب، بعد موضوع عن الروائي المصري الراحل، نجيب محفوظ، الحائز على نوبل في الآداب. وكان التدريب يتضمن معلومات وصورا عن ثلاثة مصريين آخرين حصلوا على نوبل، وهم البرادعي والرئيس الراحل أنور السادات والعالم أحمد زويل.

واقتصر الاختبار هذا العام على السادات، الذي فاز بنوبل للسلام، وزويل الذي فاز بنوبل في الكيمياء.

وقال حسن إن واقعة حذف واسم وصورة البرادعي من الكتاب كانت قبل عام، عندما قررت لجنة تطوير المناهج في عهد الرافعي ذلك. وأضاف أنه عندما تولى الوزير الحالي منصبه في أيلول/سبتمبر الماضي، كانت الكتب الجديدة طبعت بالفعل.

وقال الرافعي في اتصال هاتفي مع برنامج تلفزيوني مساء أمس، الإثنين، إن 'مناهج الفصل الدراسي الثاني تبدأ طباعتها وتسليمها للمدارس في الفصل الدراسي الأول الذي لم أكن أصلا موجودا فيه'.

وبدأ العام الدراسي الحالي يوم 28 أيلول/سبتمبر، بعد أيام من إقالة الرافعي وتعيين الشربيني خلفا له.

وقال المتحدث باسم التربية والتعليم، إن لجنة تطوير المناهج تبرر حذف اسم البرادعي من المنهج بعد ورود شكاوى من أولياء الأمور. ووصف تلك الحجة بأنها 'شيء غير مقنع'.

وأضاف أن اللجنة خضعت للتحقيق اليوم، الثلاثاء، وسينتهي التحقيق معها غدا الأربعاء.

ولم يعلق البرادعي في حسابه على 'تويتر' على الواقعة، لكنه أعاد نشر تغريدة للإعلامية اللبنانية ليليان داود، التي تقدم برنامجا في قناة تلفزيونية مصرية خاصة، تقول فيها 'لا ينتقص من مقام عالم حذف اسمه من كراسة وورق، بل يعيبك أن يذكر التاريخ جهلك'.

ونقلت صحيفة التحرير عنه قوله في تصريحات لها، إن 'رد الفعل يثلج صدري ويؤكد قناعتي بأن العقول ما زالت حرة محلقة والضمائر ما زالت يقظة أبية'.

وأضاف، 'القيم الإنسانية لا بد حتما في النهاية أن تنتصر، هكذا يعلمنا التاريخ، ولن نكون استثناء'.

اقرأ/ي أيضًا| مصر: حذف اسم وصورة البرادعي من مناهج التعليم

التعليقات