الصحف الاسرائيلية تترقب وتشكك في ارساء التهدئة بعد قمة شرم الشيخ

-

الصحف الاسرائيلية تترقب وتشكك في ارساء التهدئة بعد قمة شرم الشيخ
سيطرت قمة شرم الشيخ الرباعية التي تنعقد اليوم الثلاثاء على العناوين الرئيسية في الصحف الاسرائيلية الصادرة هذا الصباح والتي تعاملت مع انعقادها بترقب يشوبه الكثير من الشكوك فيما اذا كانت ستفضي حقا الى ارساء التهدئة.

واعتبر المراسل السياسي لصحيفة هآرتس آلوف بِن في مقال نشره تحت عنوان "حفلة انتهاء الانتفاضة" ان الزعماء الاربعة يجتمعون اليوم في شرم الشيخ "من اجل التأكد من موت (الرئيس الفلسطيني الراحل) ياسر عرفات والاعلان عن (بدء) عهد جديد في المنطقة".

واشار الى الاتفاق الذي ابرم بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية حول اعلان الجانبين عن وقف اطلاق النار بشكل متزامن.

وفي هذه المناسبة ايضا واصل الاسرائيليون في عملية تشويه صورة الرئيس الفلسطيني الراحل وكتب بن ان "رحيله خلق الفرصة الجديدة اكثر من أي جهة اخرى".

وتطرق الكاتب الى قمة العقبة التي جرت تحت رعاية الادارة الامريكية التي "أمْلت خطابات الزعماء الذين شاركوا فيها وانتجت مشهدا تلفزيونيا مثيرا تلاشى بسرعة من خلال موجة اعمال ارهابية واغتيالات.

"وهذه المرة يذهب شارون الى دولة عربية بمفرده مقابل ثلاثة زعماء عرب ومن دون الحاضنة من امريكا".

ونقل بن عن مصادر في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي قولهم ان "الخطابات لن تكون جيدة كما في العقبة ونأمل فقط ان تكون الافعال اكثر نجاحا".

لكن مراسل هآرتس السياسي اكد على الحقيقة الجوهرية الكامنة في قمة شرم الشيخ وهي ان انعدام "الافق السياسي" من جانب اسرائيل في هذه القمة.

وكتب ان "اسرائيل تريد ان تنحصر اهتمامات قمة شرم الشيخ باكثر قدر ممكن في الترتيبات الامنية وباقل قدر ممكن في الافق السياسي".

والمعادلة الاسرائيلية هي ان "شارون يريد الحصول على تعهد علني من (رئيس السلطة الفلسطينية) محمود عباس لوقف الارهاب واقتلاعه وفي المقابل يعد (شارون) بوقف العمليات العسكرية واطلاق سراح اسرى وتسليم مدن فلسطينية والكثير من الكلمات الايجابية والتفاؤل وهنا ينتهي كَرَمَه".

واضاف الكاتب ان شارون يتلع الى التهدئة بعد القمة لتتمكن السلطة الفلسطينية من تفكيك البنى التحتية للفصائل الفلسطينية ولتتمكن اسرائيل من الاستعداد لتنفيذ خطة فك الارتباط.

ولفت بن الى اهمية القمة بالنسبة لشارون فيما يتعلق بالحلبة السياسية الاسرائيلية الداخلية.

وكتب ان "السياسة الخارجية هي دائما نتاج للسياسة الداخلية.

"البث الحي والمباشر من شرم الشيخ ومشاهد العناق مع حسني مبارك وعباس والملك عبد الله وقصص الصداقة الرائعة التي نسجها رئيس الوزراء الاسرائيلي مع الزعماء في الدول المجاورة من شأنها ان تعزز مكانة شارون الجماهيرية واضعاف معارضي فك الارتباط.

"بعدها ستبقى التوقعات والتيقن فيما اذا كانت الوعود ستنفذ وما اذا انتهت المواجهة حقا ام ان التصريحات ستتبخر من خلال انفجار القتال مجددا".

وكتب المحلل السياسي لصحيفة يديعوت احرونوت ناحوم برنياع مقالا حول قمة شرم الشيخ تحت عنوان "سلاما ايتها الانتفاضة، صباح الخير للمواجهة".

ورأى برنياع ان الفرة القادمة ستكون "اكثر تعقيدا وستنفذ خلالها خطوات احادية الجانب الى جانب مؤشرات للمفاوضات وايضا انفجار العنف والارهاب".

واضاف ان وضع شارون ليس واعدا وعلى الرغم من "انه يتمتع برصيد دولي وبتأييد واسع في الرأي العام الاسرائيلي لكنه يعاني من ضعف سياسي مزمن".

واعتبر الكاتب انه "ليس مؤكدا ان يتمكن (شارون) من تمرير فك الارتباط في الكنيست من دون التوجه الى انتخابات (مبكرة) او الى استفتاء شعبي".

ولفت برنياع كما فعل الوف بن الى الاملاءات الامريكية في قمة العقبة السابقة واشار الى ان "الصورة كانت جميلة والنتائج ضئيلة".

واكد برنياع ان "شارون لا ينوي احضار هدايا معه الى شرم الشيخ.

"سيحضر معه بشرى الافراج عن 900 اسير وسيكتفي بذلك.

"بالنسبة للفلسطينيين يعتبر هذا خيبة امل".

ورأى الكاتب ان "حلبة الصراع هي الادارة الامريكية والرأي العام العالمي والاسرائيلي ويبقى السؤال هل يمكن ادارة هذا الصراع من دون الوقوع في فخ النار".

وتابع ان "الوضع الميداني بالامكان ملاحظة مؤشرات ايجابية واولها انخفاض الاعمال الارهابية بشكل كبير.

وحتى لو كان هذا الوضع مؤقتا فانه يمكن الطرفين من تجديد قواهم".

ولفت برنياع الى ان "شارون لن يصطحب معه الى شرم الشيخ ايا من وزرائه الاربعة الكبار.

"لن يصطحب معه القائم باعماله ايهود اولمرت ولا نائبه شيمعون بيرس ولا وزير الدفاع شاؤل موفاز ولا وزير الخارجية سيلفان شالوم".

واضاف "لقد تم ابقاء وزير الخارجية في البيت على الرغم من انه سيشارك في القمة وزراء خارجية المشاركين الاخرين.

"وتم ابقاء وزير الدفاع في البيت على الرغم من ان شارون يرغب بان يكون عنوان القمة امنيا".

واوضح الكاتب ان "شارون لا يمكنه اهانة احد لذلك فان يهين الجميع".

وخلص برنياع الى ان "غياب الوزراء في شرم الشيخ يبرز الى أي مدى مرتبطة فك الارتباط وكل ما يجري وسيجري في الاشهر القادمة بين اسرائيل والفلسطينيين وبين اسرائيل والامريكيين وبين اسرائيل والعالم بارئئل شارون.

"ان هذا حمل ثقيل للغاية لكنه يفضل حمله لوحده".

وفي الصحيفة نفسها، يديعوت احرونوت، كتب محرر الشؤون العسكرية الكس فيشمان مقالا تحت عنوان "يوجد وعود ولا يوجد اتفاق".

ولفت الكاتب الى انه "خلال قمة شرم الشيخ ستلقى تصريحات احادية الجانب لكن لن تكون هناك تصريحات مشتركة".

وحذر فيشمان من انه "عندما لا يكون هناك اتفاق امني موقع ويتم الاكتفاء بتصريحات فان ثمة احتمال لان يقع الطرفان بسرعة كبيرة في سوء تفاهم وباخطاء وكل النوايا الحسنة سننحطم على ارض الواقع".

واكد انه "عندما لا يكون هناك اتفاق موقع فان كل طرف يفسر الامور كما يريد وهو ما لا يبشر بالخير".

واشار الكاتب الى اتفاق امني توصل اليه الاسرائيليون والفلسطينيون مساء السبت الماضي ولكن لم يتم التوقيع على هذا الاتفاق.

واعتبر انه "اذا لم يوقع الزعيمان (شارون وعباس) على وثيقة امنية ملزمة وفورية فاننا لن نبدأ الطريق بالرقدم اليمين".

واضاف "يحظر علينا ان نسهم في الانهيار.

"واذا تفجر الارهاب مجددا فان ابو مازن سيمحى من الوجود وسنجد انفسنا مرة اخرى في مواجهة لا نهاية لها".


التعليقات