الكنيسة الاورثوذكسية اليونانية باعت شارعًا ومبانيَ في القدس القديمة لمتمولين يهود

أمين صندوق الكنيسة، باباديميس، مشتبه بانه عميل للموساد وقع عقدا ببيع املاك للكنيسة مع متمولين يهود* مصدر في الطائفة العربية الاورثوذكسية: باباديميس ادين بالمتاجرة بالمخدرات

الكنيسة الاورثوذكسية اليونانية باعت شارعًا ومبانيَ في القدس القديمة لمتمولين يهود
كشف النقاب اليوم الجمعة عن ان الكنيسة الارثوذكسية اليونانية باعت شارعا باكمله في البلدة القديمة في القدس الشرقية لمجموعة متمولين يهود.

وافادت صحيفة معاريف الاسرائيلية ان الشارع اشتراه متمولون يهود من خارج اسرائيل.

لكن تفاصيل الصفقة تشير الى ضلوع اسرائيل فيها خصوصا ان اتهامات وجهت خلال السنوات الماضية الى القيّم على املاك الكنيسة الارثوذكسية في القدس بالتخابر مع الموساد.

واشارت الصحيفة الاسرائيلية الى حياة مئات الفلسطينيين المقدسيين تتعلق في هذا الشارع الذي يقع فيه ميدان عمر بن الخطاب حيث تنتشر فيه الفنادق والمطاعم.

احد هذه الفنادق هو فندق امبريال القديم الذي يعتبر مكان التقاء للقياديين الفلسطينيين في القدس الشرقية.

وفي هذا الفندق ايضا عقد القيادي الفلسطيني الراحل فيصل الحسيني الكثير من الاجتماعات السياسية مع قياديين اجانب ومحليين.

لكن هذه المنطقة في القدس القديمة بيعت مؤخرا بصورة سرية ومن دون علم احد من الفلسطينيين ولا حتى المسؤولين في ادارات الفنادق لتصب في ايد يهودية وأيدي اسرائيل، بحسب معاريف.

وتشمل المنطقة التي تم بيعها للمتمولين اليهود مقابل ملايين كثيرة من الدولارات معظم المباني القائمة في الطريق الممتدة بين الكنيسة الاورثوذكسية اليونانية عند باب الخليل وحتى السوق العربي.

واكدت الصحيفة الاسرائيلية على ان الغاية الاساسية للمتمولين اليهود تكمن في "انقاذ اراضي القدس" لصالح اليهود واسرائيل.

واشارت معاريف الى ان جهات في الكنيسة الاورثوذكسية اليونانية تخشى ان يؤدي الكشف عن هذه الصفقة الكبيرة الى نشوب ازمة كبيرة بين الكنيسة والقيادة الفلسطينية.

ويظهر من المعطيات التي تسربت عن الصفقة الى الصحيفة الاسرائيلية ان مواطنا يونانيا يدعى نيكولاس باباديميس هو الذي يقف وراء ابرام الصفقة من جانب الكنيسة.

وافادت مصادر في الطائفة الاورثوذكسية العربية لـ"عرب 48" بان باباديمس هو المساعد الاول والاساسي لرئيس الكنيسة الاورثوذكسية اليونانية في البلاد المقدسة البطريرك ايرينيوس الاول.

واخذت المصادر ذاتها على البطريرك ايرينيوس الاول تعيينه لباباديمس "امينا لصندوق الكنيسة" خصوصا لصغر سنه الذي لم يتجاوز 32 عاما.

واضافت المصادر ان الصحف اليونانية تطرقت مؤخرا الى ما وصفوه بـ"فضيحة" تعيين باباديميس في هذا المنصب البالغ الاهمية.

وازدادت حدة الانتقادات تجاه البطريرك ايرينيوس الاول في اعقاب النشر في صحف يونانية عن ان باباديميس ادين بالمتاجرة بالمخدرات وحكمت محكمة يونانية عليه بالسجن لمدة 15 عاما.

كذلك اتهمت الصحف اليونانية باباديميس بانه عميل لجهاز المخابرات الاسرائيلية المعروف باسم الموساد.

وقالت صحيفة معاريف ان باباديميس يعيش حياة بذخ في القدس ويقيم علاقات مع مسؤولين اسرائيليين بينهم مقربون من ئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون.

وقال مصدر مطلع في الطائفة العربية الاورثوذكسية انه تم اصدار عفو على باباديميس "لاسباب لم تضح بعد".

واضاف "اننا نوجه اصابع الاتهام الى البطريرك ايرينيوس لانه وافق على تشغيل هذا الشخص (باباديميس) في هذا المنصب بالرغم من ادانته باعمال دنيئة".

غير ان مصدر اخر قريب من الكنيسة الارثوذكسية اليونانية قال انه "تم خداع البطريرك ايرينيوس الاول من قبل جهات يونانية".

وكان باباديميس قد عقد صفقة في الماضي وزارة الدفاع الاسرائيلية لا يزال مفعولها سار حتى الان عندما ابرم عقدا يقضي بتأجير مساحة من الارض تقع عند مدخل مدينة بيت لحم الشمالي ليقيم فيه الجيش الاسرائيلي حاجزا عسكريا يعرف باسم "حاجز 300".

واشارت صحيفة معاريف اليوم الى هذه الصفقة وتبين انه وفقا لعقد الاستئجار حولت وزارة الدفاع الاسرائيلية الى ايدي محامي الكنيسة الاورثوذكسية اليونانية في اسرائيل غلعاد شير مبلغ 200 الف دولار.

والجدير بالذكر ان المحامي غلعاد شير اشغل في الماضي منصب مدير مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود براك وكان ايضا احد المفاوضين الاسرائيليين مع الفلسطينيين في اجتماعات كامب ديفيد في نهاية العقد الماضي وبداية العام 2000.

واعتذر عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن دائرة القدس حاتم عبد القادر في اتصال هاتفي مع "عرب 48" عن التعقيب على الموضوع.

لكن عبد القادر اضاف ان جهات فلسطينية "تحقق في الموضوع" للتأكد من صحة ما نشر حول هذه القضية.


التعليقات