التحذير من فوضى في اسرائيل جراء عدم الاستعداد لاخلاء المستوطنين

-

التحذير من فوضى في اسرائيل جراء عدم الاستعداد لاخلاء المستوطنين
في الوقت الذي اوصى فيه رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بتأجيل تنفيذ خطة فك الارتباط كشفت صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية اليوم الثلاثاء عن عدم وجود استعدادات لاستيعاب المستوطنين من قطاع غزة داخل الخط الاخضر.

ويذكر ان شارون اشار امس الى احتمال ارجاء تنفيذ اخلاء المستوطنين وفق خطة فك الارتباط بسبب وقوع التنفيذ خلال فترة "ايام الحزن" وهي الفترة الممتدة بين 17 تموز العبري (24 يوليو) و9 آب العبري (15 اغسطس) وهو يوم الذكرى لخراب الهيكل الثاني بحسب المعتقدات اليهودية.

وتحظر الشريعة اليهودية على اليهود شراء بيوت او الانتقال للسكن في بيوت جديدة خلال فترة "ايام الحزن".

ويبدو ان توصيات الحاخامات امام رئيس مديرية فك الارتباط يوناتان باسي بعدم تنفيذ الاخلاء خلال "ايام الحزن" جاءت لخدمة شارون.

فقد نقلت يديعوت احرونوت عن مصدر مقرب من مديرية فك الارتباط قوله "لدي شعور سيء، اذ بعد ان شاركت في مداولات كثيرة وبمستوى رفيع ينتابني شعور باننا نتجه الى حالة فوضى كبرى".

واضافت الصحيفة ان هذا "الاعتراف" يصف انعدام التعاون بين الجهات المختلفة التي يفترض ان تنفذ حملة اخلاء المستوطنات "الصعبة والبالغة الحساسية".

وتابعت الصحيفة انه "بعد شهور من اقرار الحكومة لخطة فك الارتباط فان لا شيء يتحرك على ارض الواقع".

واشارت الصحيفة ايضا الى ان العمل في منطقة نيتسانيم التي يفترض ان تستوعب مجموعات المستوطنين من القطاع بدأت بالامس فقط.

واضافت ان الجهات التي يفرض ان تنفذ عملية اخلاء المستوطنين "لم تستوعب بعد" ان موعد اخلاء 1600 عائلة من قطاع غزة الى داخل الخط الاخضر اصبح قريبا.

وقال المصدر المقرب من مديرية فك الارتباط ليديعوت احرونوت انه بعد ثلاثة او اربعة شهور يتوجب تنفيذ الاخلاء "والمسؤولون يتحدثون عن اسكان المستوطنين بالقوة في مئات الكرافانات (أي بيوت متنقلة).

"لكن هل يعرف احد اين هي هذه الكرافانات؟ من اين ستأتي؟ ولنفترض انه سيتم استيرادها من الخارج، متى سيتم احضارها اذا؟".

وتطرق المصدر ذاته في حديثه ليديعوت احرونوت الى قضايا تثير مخاوف في صفوف المستوطنين الذين ابدوا موافقتهم على الاخلاء طواعية وحتى الذين لم يفكروا باليوم الذي سيلي تنفيذ فك الارتباط.

واشار الى انه حتى لو تم اسكان المستوطنين في كرافانات او في فنادق فان جهاز التعليم الديني غير جاهز بعد لاستيعاب اولاد المستوطنين المتدينين.

وقدّر المصدر ان "المستوطنين الذين سيتم اخلاءهم قد يجدون انفسهم يقيمون في فنادق وسيبقون لفترة طويلة من دون عمل".

من جهة اخرى قالت صحيفة هآرتس اليوم ان الجيش الاسرائيلي الذي استعد لتنفيذ الاخلاء منذ شهور واعد الخطط العسكرية اللازمة علم بامكانية تأجيل تنفيذ الاخلاء فقط امس على اثر النشر في صحيفة يديعوت احرونوت.

ونقلت هآرتس عن ضباط في الجيش الاسرائيلية قولهم ان تأجيل الاخلاء سيحتم على الجيش اعداد الخطة من جديد ووضع مواعيد جديدة لتجنيد وحدات الاحتياط التي ستحل مكان الوحدات النظامية التي ستشارك في تنفيذ الاخلاء.

وجاءت مواقف المستوطنين انفسهم متباينة حيال امكانية تاجيل الاخلاء.

ورأى قسم من المستوطنين ان التأجيل لن يغير شيئا وانما هو "مجرد محاولة بائسة من جانب الحكومة لمعانقة المستوطنين" من خلال الاخذ بعين الاعتبار الناحية الدينية.

لكن قسم اخر من المستوطنين اعتبروا تأجيل الاخلاء "بشرى جيدة".

ونقلت هآرتس عن مستوطنين قولهم ان "الامر الاهم هو كسر تاريخ 20 تموز/يوليو المقدس" وهو الموعد الاصلي لبدء تنفيذ فك الارتباط.

واعتبر هؤلاء المستوطنون انه "اصبح الان كل شيء مفتوح وسيتم التأجيل وبعده تأجيل اخر".

وقال رئيس مجلس اقليمي للمستوطنات في غزة انه "من الواضح لنا ان هذه بداية تحطم خطة فك الارتباط برمتها.

"ويبدو ان رئيس الوزراء اصبح يدرك انه ليس بمقدوره تنفيذ الخطة".



التعليقات