الصحف الاسرائيلية: خطاب شارون بيان انفصال عن الليكود

الصحف الاسرائيلية الصادرة اليوم الجمعة تركزت على مضامين خطاب شارون امس في الامم المتحدة وربطها مع اجواء الانتخابات في اسرائيل والمعركة المحتدمة داخل الليكود

الصحف الاسرائيلية: خطاب شارون بيان انفصال عن الليكود
اجمع المراقبون السياسيون الاسرائيليون اليوم الجمعة على ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون وجه خطابه امام الجمعية العامة للامم المتحدة امس الى ناخبيه الجدد معلنا ضمنيا "طلاقه" من ناخبيه التقليديين وحزب الليكود.

وكتب المحرر الاقتصادي السياسي في صحيفة يديعوت احرونوت سيفر بلوتسكر اليوم ان "رئيس الوزراء اختار اكثر الاماكن غير المتوقعة، الجمعية العامة للامم المتحدة، من اجل اعطاء الطلاق لليكود".

ورأى بلوتسكر ان "الخطاب المتوازن والمؤثر والممتاز الذي القاه شارون بالعبرية تم توجيهه برمته الى اذان مصوتي احزاب اليسار – المركز.

"ولم يتضمن (الخطاب) ولو فقرة تملق واحدة تجاه جمهور ناخبيه التقليدي من اعضاء مركز الليكود ومنتسبي هذا الحزب".

واعتبر الكاتب ان "خطاب شارون المزدحم بمقولات حول مواصلة تقديم التنازلات المؤلمة للفلسطينيين وحول حقوقهم القومية هو دليل قاطع على ابتعاده عن المركز الايديولوجي لليكود".

وشدد بلوتسكر على ان خطاب شارون يعبر عن "تحركه الاكبر نحو اليسار ونهاية زعامته على رأس معسكر اليمين الصقري في اسرائيل".

ومضى الكاتب ان المحللين الذي توقعوا خطابا موجها نحو الليكود "تلقوا خطابا شمعون بيرسي، جميلا ومحاكا بصورة جيدة وحمائمي (لكن) مقابله الدبلوماسي ضئيل للغاية".

وتابع انه "منذ الامس اصبح شارون لا يعِدّ اعضاء الليكود ولم يعُد يكترث بهم وتوجه الى طرق جديدة واخذ يرعى في سهول اخرى".

واضاف بلوتسكر ان شارون أعدّ امس الارضية "ليس للفوز في مركز الليكود وبالتأكيد ليس للفوز في الانتخابات الداخلية (على رئاسة الليكود) وانما لتحقيق فوز ساحق في الانتخابات القادمة للكنيست عندما سيقف على رأس حزب جديد عرض امس تفاصيل برنامجه السياسي".

وخلص الكاتب الى القول انه "من على منصة الامم المتحدة ودّع ارييل شارون حزبه وارض اسرائيل الكاملة".

من جانبه كتب المراسل السياسي لصحيفة هآرتس آلوف بن ان خطاب شارون امس "ظهر وكأنه بيان انفصال رئيس الوزراء عن حزبه.

"هكذا لا يتكلمون في الليكود ويبدو ان شارون ادرك ان او انه يقدر ان احتمالات فوزه في الليكود تقارب الصفر وعليه ان يتوجه الى طرق جديدة، الى الجمهور الذي ينشد السلام والهدوء ومستعد للانفصال عن الاراضي الفلسطينية".

كذلك اعتبرت المراسلة السياسية لصحيفة معاريف مايا بنجل وكتبت ان "شارون اختار طريقا وليس حزبا".

واضافت انه "اكثر من أي وقت مضى بدا شارون ناضجا وقادرا على اقامة حزب جديد".

ورأت بنجل انه في حال قرر مركز حزب الليكود الاطاحة بشارون فانه سيعلن عن اقامة حزب جديد والاسماء المرشحة للانضمام اليه هي القائم باعمال رئيس الوزراء الاسرائيلي الحالي ايهود اولمرت ورئيس جهاز الشاباك السابق افي ديختر واللواء في الاحتياط عوزي ديان ووزيرة القضاء الحالية تسيبي ليفني.


لكن بنجل اشارت ايضا الى امكانية بقاء شارون في الليكود خصوصا ان "الرياح المتفائلة التي لفت (خصم شارون بنيامين) نتنياهو غيرت اتجاهها هذا الاسبوع واصبحت باردة لتبشر بالاتجاه المعاكس تماما وان نتنياهو قد يخسر في اجتماع مركز الليكود القريب" على تقديم موعد الانتخابات الداخلية في الليكود.

وافادت مراسلة معاريف السياسية ان معسكر نتنياهو قلق ونقلت عن احد ابرز مؤيدي نتنياهو قوله ان "الوضع الان نصف – نصف" بمعنى ان احتمالات "الاطاحة" بشارون من الليكود لا تتجاوز 50%.

يشار الى ان مركز الليكود سينعقد في 26 ايلول/سبتمبر الجاري للاقرار في تقديم موعد انتخابات داخلية على رئاسة الحزب يتنافس فيها شارون ونتنياهو وعضو الكنيست عوزي لانداو وفي حال اتخاذ قرار بتقديم الانتخابات الداخلية فان ذلك سيعتبر اطاحة برئيس وزراء وهو لا يزال في ولايته.

ونقلت معاريف عن احد مؤيدي لانداو قوله ان "شارون سيفوز (بعدم تقديم موعد الانتخابات الداخلية) فقط في حال نجح بجلب أرنب كبير من الولايات المتحدة.

"لكننا الان نركز جهودنا على يوم 26 من الشهر الجاري والهدف تطيير شارون".

التعليقات