صفقة بوش - شارون: "اخلاء بعض البؤر الاستطانية المعزولة مقابل منع تفتيش المنشآت النووية الاسرائيلية"

في تصريحات صحفية منحها شارون بمناسبة رأس السنة العبرية، يلخص ثمار فك الارتباط بتودد بعض الدول العربية والاسلامية لاسرائيل ومنع الضغط عليها لتنفيذ انسحابات اخرى

صفقة بوش - شارون:
قالت اوساط سياسية اسرائيلية رفيعة انها على اقتناع بأن واشنطن لن تمارس خلال السنة العبرية المقبلة، التي تبدأ غدا الثلاثاء، اي ضغوط سياسية على اسرائيل لتغيير المبادئ الأساسية التي حددتها لمواصلة المفاوضات مع الفلسطينيين والتي تشترط التقدم على مراحل، وربط التقدم نحو كل مرحلة بتطبيق سابقتها.

مع ذلك يقول شارون في تصريحات ادلى بها لصحيفة "يديعوت احرونوت" بمناسبة عيد رأس السنة العبرية، انه يأمل حدوث تقدم كبير في العملية السياسية وتطبيق المسار الذي حددته "خارطة الطريق". ويكرر شارون انه لن يقدم على تنفيذ اي انسحاب اخر من جانب واحد، من الاراضي الفلسطينية، متسلحا بالدعم وبالوعد الأميركي بمواصلة السيطرة الاسرائيلية على الكتل الاستيطانية الكبرى، ورفض حق العودة للاجئين الفلسطينيين ومنع الضغط الدولي على اسرائيل كي تنسحب الى حدود العام 1967.

يشار الى ان شارون، وخلافا للمعتاد، امتنع عن منح لقاءات صحفية لوسائل الاعلام الاسرائيلية عشية راس السنة العبرية الجديدة، واما التصريحات التي تنشرها "يديعوت احرونوت"، وتكرس لها نصف صفحتها الأولى من العدد الخاص برأس السنة العبرية، فقد نشرت في اطار مقالة تحليلية للمحلل السياسي شمعون شيفر، الذي يدعي ان شارون لا يخفي امكانية اخلاء بعض المستوطنات المعزولة في الضفة الغربية في اطار المفاوضات مع الفلسطينيين، وفي سبيل ضمان تواصل اقليمي بين التجمعات الاسكانية الممتدة من جنين شمالا وحتى رام الله. لكنه لا يخفي، في الوقت ذاته، انه لن يكون المسؤول الاسرائيلي الذي سيوقع الاتفاق الدائم مع الفلسطينيين.

ويتضح من خلال تصريحات شارون ان استعداده لاخلاء بعض مستوطنات الضفة الغربية المعزولة، يأتي في اطار صفقة اتفق عليها مع الرئيس الاميركي جورج بوش، وبموجبها تعمل الولايات المتحدة على منع المجتمع الدولي من الوصول الى المنشآت النووية الاسرائيلية وتفتيشها.

ويقول شيفر ان اسرائيل لن تُطالب بتقديم تقارير حول قدراتها النووية، وهو ما يلمح اليه شارون حين يتحدث عن تفاهماته مع بوش على ضمان امن اسرائيل. ويضيف: "في الخيار بين ميغرون (بؤرة استيطانية في الضفة الغربية) والمنشآت النووية، اختار شارون الحفاظ على المنشآت النووية".

ويتحدث شارون عن الثمار السياسية التي قطفها في الامم المتحدة، مؤخرا، اثر تنفيذ سحب المستوطنين والجيش من قطاع غزة، والذي يتمثل بالنسبة له في تودد بعض الدول العربية والاسلامية لاسرائيل ووقف ما يسميه "نزع الشرعية الذي استهدف وضع اسرائيل في صف الدول العنصرية". ويقول الكاتب ان شارون يدأب على استخدام مصطلح "قيدت أرجلهم" حين يتحدث عن نجاحه بتجنيد المجتمع الدولي والربط بين المصالح المتناقضة للرأي العام الدولي ولاسرائيل.

ويشير الكاتب الى رسالة التعهدات التي سلمها بوش لشارون في 14 نيسان 2004، والتي تعهدت فيها واشنطن بالاعتراف بالكتل الاستيطانية ورفض عودة اللاجئين. ويقول ان هذه الرسالة تدعم الادعاءات الاسرائيلية، ليس على الساحة الاميركية فحسب، بل وعلى الحلبة الدولية، التي بدأت تتبنى، حسب شارون، الافتراض بأن اسرائيل لن تنسحب الى حدود 1967.

التعليقات