هآرتس: نتائج الانتخابات الفلسطينية تبشر ببدء "عصر الجماهير"

هآرتس: نتائج الانتخابات الفلسطينية تبشر ببدء
واصلت الصحف الاسرائيلية الصادرة صباح اليوم الاحد تناول فوز حماس في الانتخابات واحداث نهاية الاسبوع في الاراضي الفلسطينية فيما رأى المحلل السياسي في صحيفة هآرتس الوف بن في مقال نشره اليوم ان نتائج "الانتخابات في السلطة الفلسطينية تبشر ببدء حقبة جديدة في الشرق الاوسط يمكن تسميتها /عصر الجماهير/".

وقال بن انه "منذ اليوم ستضطر اسرائيل الى الاخذ بالحسبان عاملا عظيم التأثير في اعتباراتها السياسية الخارجية كانت قد تجاهلته في الماضي وهو الجمهور في الدول العربية والسلطة الفلسطينية".

واوضح بن ان "سياسة اسرائيل في المنطقة اعتمدت دائما على اتفاقات وتوازنات الرعب مع الانظمة الدكتاتورية العربية ورغم ان ليس جميعها كانت صديقة الا انهم استوعبوا جيدا لغة القوة وكان بالامكان ابرام صفقات مع هذه الانظمة.

"وقد اعتبرت سطوة الحكام (العرب) على انها حاجزا يحمي اسرائيل من غضب الرعاع المعادية في الشارع العربي".

واضاف انه "كان هذا الاساس لاتفاقيات السلام مع مصر والاردن وسلسلة الاتفاقيات مع (الرئيس الفلسطيني الراحل) ياسر عرفات ومن خلفه وايضا لقواعد اللعبة مقابل سورية ولبنان".

ورأى الكاتب ان "هذه الايام انتهت" معتبرا ان "موجة الدمقرطة التي يثيرها الرئيس الامريكي جورج بوش في المنطقة وثقافة الحوار التي تثيرها القنوات الفضائية العربية تفكك الاطر القديمة".

وتابع ان "المظاهرات الشعبية التي ادت الى طرد السوريين من لبنان والانتخابات في العراق والاراضي الفلسطينية هي بداية الطريق وحسب".

وشدد بن على انه "من ناحية اسرائيل فان الصداع الحقيقي سيبدأ عندما تصل موجة الدمقراطية الى الاردن الحليف الاستراتيجي (لاسرائيل) والى مصر الذي يملك اسراب طائرات اف-16 عصرية والى سورية التي تملك كميات من صواريخ سكاد مع رؤوس كيماوية متفجرة".

وقال بن ان "اسرائيل اعتبرت مبادرة بوش لنشر الدمقراطية مفاخرة من جانب امريكيين ساذجين لا يعرفون شيئا عن الواقع في المنطقة وحذر الاسرائيليون الامريكيين من ان دمقراطية عربية من دون رقابة ستأتي بالاسلاميين واشباههم الى السلطة وليس بليبراليين مؤيدين للغرب.

"لكن واشنطن رفضت السماع وأصرت على اجراء الانتخابات (الفلسطينية) في موعدها وبمشاركة واسعة".

وخلص بن الى ان "الواقع الجديد يحتم اجراء تقييم جديد في واشنطن وايضا في اسرائيل قبل ان ينتقل تأثير حماس الى عمان والقاهرة.

"وفي جميع الاحوال سيكون من الصعب اعادة عجلة الدمقراطية الى الوراء والعودة الى العلاقات المريحة مع الدكتاتوريات العربية.

"وستضطر اسرائيل الى بلورة سياسة خارجية جديدة تتوجه من خلالها الى جماهير واسعة في الشرق الاوسط وتسعى الى سلام بين الشعوب وليس فقط مع الحكام وهذا سيكون عملا معقدا للغاية".

التعليقات