صحيفة هآرتس تطالب اسرائيل بتعامل اخلاقي وعقلاني مع الفلسطينيين

-

صحيفة هآرتس تطالب اسرائيل بتعامل اخلاقي وعقلاني مع الفلسطينيين
دعت صحيفة اسرائيلية الحكومة الاسرائيلية ورئيسها بالوكالة ايهود اولمرت الى التعامل بشكل "اخلاقي وعقلاني" مع الفلسطينيين في مواجهة حركة حماس.

وجاء في افتتاحية صحيفة هآرتس اليوم الخميس ان "ممارسة ضغوط اقتصادية والمس بالمواطنين الفلسطينيين على أمل ان تدفع الضائقة الفلسطينيين الى التنكر لحماس مرفوض من الناحية الاخلاقية والموضوعية في آن واحد".

وانشأت هآرتس افتتاحيتها اليوم على اثر اعلان اولمرت ووزراء اسرائيليين عن انه "مع اداء المجلس التشريعي الفلسطيني الذي اغلبية اعضائه من حماس يمين الولاء السبت القادم فان اسرائيل ستنظر الى السلطة الفلسطينية على انها سلطة حماسية وسترد اسرائيل بالشكل المناسب".

وذهب عدد من الوزراء الاسرائيليين بينهم وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني الى ابعد من ذلك وقالت انه بعد اداء يمين الولاء سوف تعتبر اسرائيل السلطة الفلسطينيى على انها "سلطة ارهابية".

واقتبست جميع الصحف الاسرائيلية الصادرة اليوم عن مستشار رئيس الوزراء الاسرائيلي دوف فايسغلاس قوله خلال اجتماع دعت اليه ليفني امس انه "يجب ان نوصل الفلسطينيين الى الهزال لا الموت" في اشارة الى قرار اسرائيلي بوقف تحويل المستحقات المالية الشهرية الى السلطة الفلسطينية على اثر فوز حماس.

وعقدت ليفني اجتماعا مساء امس للتداول في كيفية مواجهة فوز حركة حماس في الانتخابات الفلسطينية بمشاركة ممثلين من مكتب رئيس الوزراء ووزارة الدفاع والجيش الاسرائيلي والشاباك.

وتقرر في ختام الاجتماع ان لا تعارض اسرائيل تقديم مساعدات مالية دولية للسلطة الفلسطينية شرط ان يتم ذلك من خلال منظمات انسانية وليس من خلال السلطة الفلسطينية.

ونقلت وسائل اعلام اسرائيلية عن مصادر شاركت في الاجتماع قولها ان هدف اسرائيل جعل الحكومة الفلسطينية الجديدة فاقدة للشرعية.

وقالت هذه المصادر ان اسرائيل ستجمد تحويل المستحقات المالية الفلسطينية من رسوم الضرائب والجمارك التي تجبيها اسرائيل لصالح السلطة الفلسطينية.

وقدّرت هذه المصادر ان لا تعارض الادارة الامريكية هذا الاجراء الاسرائيلي.

الجدير بالذكر ان هذا الاجتماع يأتي في اطار سلسلة اجتماعات للاعداد لاحتمال تولي حماس رئاسة الحكومة الفلسطينية ورئاسة المجلس التشريعي الفلسطيني.

ويعقد وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤل موفاز اجتماعا مماثلا اليوم يتم خلاله التداول في مواجهة صعود حماس الى الحكم.

كما سيتم عقد اجتماع تلخيصي غدا الجمعة برئاسة اولمرت لوضع الاستراتيجية الاسرائيلية حيال السلطة الفلسطينية بعد اداء المجلس التشريعي الفلسطيني يمين الولاء بعد غد السبت.

وقالت هآرتس في افتتاحيتها ان فوز حماس في الانتخابات احرج اسرائيل المترددة في اتباع احد خيارين في مواجهة صعود حماس الى سدة الحكم.

واضافت الصحيفة ان الخيار الاول "السائد بين الجهات الامنية يقضي بان حماس تسعى الى القضاء على اسرائيل واي تسوية او تعاون معها هو مساعدة العدو الذي ستتعزز قوته في المواجهة القادمة ولذلك فانه اذا اختار الشعب الفلسطيني حماس فانه يستحق العقاب".

ويقضي الخيار الثاني بان "حماس ستضطر الى ان تصبح اكثر اعتدالا مع حصولها على مقاليد الحكم وعلى اسرائيل وضع مطالب سياسية (امام حماس) وفي حال وافقت حماس عليها فانها ستعتبر مفاوضا مناسبا".

ولفتت هآرتس الى ان الخيار الثاني يسود في صفوف المجتمع الدولي الذي يطالب حماس بنبذ العنف والاعتراف باسرائيل وبالاتفاقيات الموقعة وبينها خارطة الطريق.

وتابعت الصحيفة ان "على حكومة اولمرت ان تنتهج الخيار السياسي ومطالبة حماس بتغيير مواقفه كشرط للدخول في مفاوضات سياسية وعلى اسرائيل التنسيق في هذا السياق مع الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي".

وقالت هآرتس ان "اسرائيل موجودة في وضع غريب تخطط فيه لصراع سياسي وعسكري ضد السلطة الفلسطينية لكنها تتحمل ايضا مسؤولية ما يحدث في الاراضي الفلسطينية كونها دولة محتلة.

"وفوز حماس بالانتخابات رغم سلبيته لا يحرر اسرائيبل من مسؤليتها حيال رفاهية السكان الفلسطينيين".

ومضت الصحيفة انه "اذا ارادت اسرائيل الانفصال عن الفلسطينيين فان عليها الانسحاب من الضفة واخلاء المستوطنات وعندها يمكنها وقف تزويد الكهرباء والمياه والادوية كوسيلة ردع او معقاب في صراعها مع جارة معادية.

"لكن طالما ان اسرائيل تسيطر على الضفة وتستوطنها فانه يحظر عليها معاقبة الفلسطينيين حتى لو ان تصويتهم لا يعجبها".

واكدت الصحيفة على ان قطاع غزة وعلى الرغم من انسحاب اسرائيل منه فانه يعتبر مع الضفة "وحدة اقليمية واحدة وفقا للاتفاقيات التي تلزم اسرائيل".

وقالت هآرتس انه "ليس عقلانيا من الناحية السياسية ان تقوم اسرائيل بدفع حماس الى الحائط وتدمير وقف اطلاق النار الذي ادى الى هدوء نسبي خلال السنة الاخيرة".

وخلصت افتتاحية هآرتس الى ان "اولمرت يرزح تحت ضغط غير بسيط حيث يتهمه الليكود بالخنوع لحماس ويطالبه بوقف تحويل اموال الضرائب التابعة للفلسطينيين.

"لكن (اولمرت) سيحسن الصنع اذا ما قلل من اخذ الاعتبارات الانتخابية بالحسبان واهتم اكثر بالمسؤولية السياسية والاخلاقية الملقاة على عاتقه".



التعليقات