"لحظات الراحة في واشنطن ليست رؤيا في منصب رئيس الحكومة.."

-

كتب عوفر شيلح في موقع "يديعوت أحرونوت" الألكتروني:

[[ من الجائز الإفتراض بأن التقارير التي تشير إلى رضا رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، هي تقارير صحيحة، ولكن ليس من باب تفريغ التوتر والمخاوف من الفشل، وإنما من جهة الموقف نفسه، فليس كل يوم يأتي إلى "بليير هاوس" فتى من "بنيامينا"، ومن يجرؤ على الإستهانة بالإحساس "لقد فعلت ذلك.."..

ماذا يعني ذلك بالنسبة لخطة "التجميع"، العامود الفقري لسلطة أولمرت؟

لا يزال ذلك من غير المعروف، ومن يصر على التخمين، فمن الأفضل عدم الإعتماد على السابقة التاريخية، خطة فك الإرتباط، الدوافع الأساسية التي كانت قائمة في حينه، لا تزال قائمة، والعملية من الممكن أن تكون مشابهة، إلا أن الوضع الآن معقد أكثر بكثير..

لم يحب الأمريكيون فك الإرتباط، فهي تناقض خارطة الطريق، الرؤيا الوحيدة التي خرجت من البيت الأبيض من بوش بشأن الشرق الأوسط طوال فترة رئاسته. لم يفهموا المنطق في ذلك، كما لم يفهموا لماذا يأتي الإسرائيليون إلى الولايات المتحدة لبيعها!

فعندما وصل دوف فايسغلاس وغيورا أيلاند إلى واشنطن، بحثاً عن الدعم الأمريكي، قالت لهم مستشارة الأمن القومي في حينه، كونداليزا رايس، إن "الخطوة أحادية الجانب تقومون بتنفيذها لأنها جيدة بالنسبة لكم، فلماذا تطلبون منا أن ندفع ثمناً مقابلها؟"..

بعد ذلك فهموا في البيت الأبيض أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تعارض أي خطوة تعني على أرض الواقع تفكيك مستوطنات. ومن هذا المنطلق جاءت رسالة بوش إلى شارون في نيسان/أبريل 2004، وليس تأثراً بالسحر الشخصي لفايسغلاس وعلاقاته الجيدة مع كونداليزا رايس، أو من تأثر بوش بشارون.. وكانت الرسالة تتيح لشارون أن يقول بأنه حصل على مقابل لفك الإرتباط، وهو الدعم الأمريكي للموقف الإسرائيلي بشأن الكتل الإستيطانية.. بعد ذلك فضل الجميع، بما في ذلك شارون نفسه، عدم الحديث عن الخطوة التالية..

العوامل الأساسية ذاتها ستكون قائمة في "التجميع"، ولذلك وصفها بوش بأنها فكرة "شجاعة"، إلا أن الدعم الأمريكي في هذه الحالة من الممكن أن يكون له ثمن. فخطة التجميع من المتوقع أن تصل تكاليفها إلى أكثر من ربع ميزانية دولة إسرائيل.. وعندما طلبت إسرائيل من الأمريكيين تمويل جزء من تكاليف فك الإرتباط، لاقت انتقادات شديدة. وقال أعضاء الكونغرس علانية أنه من غير الممكن أن تطلب إسرائل تمويل تعويضات للمستوطنين في "غوش قطيف" بمبلغ يزيد بكثير عما تدفعه الإدارة الأمريكية لعائلة جندي أمريكي يقتل في العراق...

الحديث هذه المرة عن مبالغ أكبر بعدة أضعاف، لا تستطيع إسرائيل أن تتحملها لوحدها، في الوقت الذي تهدد الولايات المتحدة أزمة الميزانية، حيث بات العجز الفدرالي الحديث القومي، ولم يعد تعبير "المساعدات الخاريجة" مألوفاً في الكونغرس أو الرأي العام الأمريكي. ولذلك فإن مسألة الميزانية هي قضية يجب حلها قبل "التجميع".

ولذلك فإن السابقة التاريخية تقول أمرين: من جهة، فإن الرؤية الأمريكية بالنسبة للمناطق من الممكن أن تؤدي بالإدارة الأمريكية في نهاية الأمر إلى دعم ما تصفه الآن بـ"الفكرة الشجاعة"، ولكن ذلك ليس في مصلحة إسرائيل ولا في مصلحة الولايات المتحدة. ومن جهة ثانية، فإن "الوشائج" العاطفية مع الرئيس هي أمر جيد على المستوى الشخصي ويمكن روايتها للأحفاد، ولكنها ليست ذات أهمية بالنسبة للأمور المهمة فعلاً.

من الممكن امتداح أولمرت في لحظة راحة في واشنطن، ولكن لحظات الراحة هذه ليست رؤيا في منصب رئيس الحكومة، ومن الأفضل ألا يستنشق ملء رئتيه بكل ما يتصل بتحقيق أهدافه المستقبلية..]]

التعليقات