"صواريخ آيات الله.." / أمير أورن

-

كتب أمير أورن في صحيفة "هآرتس" تحت عنوان "صواريخ آيات الله":

[[ حظي سلاح البحرية الإيراني في الشهر الماضي بالمديح المبالغ فيه، من قبل الضابط كريستوفر نوبل، من سلاح البحرية الأمريكية، الذي كان مسؤولاً عن حماية المنشآت النفطية العراقية في شمال الخليج الفارسي (العربي) من إيران. فقد أعجب الضابط ومرؤوسيه من التصرفات الموضوعية، التي لا تعكس النظام المتطرف، لرجال البحرية الإيرانية في مركز الخليج وفي مضيق هرمز في الجنوب، على عكس بحرية حرس الثورة الذين يحيكون المؤامرات في الشمال.

لا يوجد للأمريكيين أي خلاف مع الجيش الإيراني، وإنما مع النظام ومع حرس الثورة، ومع دنو ساعة المواجهة سوف تحمي واشنطن الجيش وتعد له دوراً في النظام القادم.

وقال وزير الدفاع، دونالد رامسفيلد، في سنغافورة "إن إيران هي دولة الإرهاب الأولى في العالم"، وتقدم المساعدة لحماس وحزب الله.

وفي النشرات العسكرية يرتفع عدد المذكرات التي تشير إلى عمليات إرهابية جرت برعاية إيرانية؛ العملية ضد قوات المارينز في بيروت في العام 1983، وضد سلاح الجو في قاعدة الخبر في السعودية في العام 1996.

هناك من يعمل في واشنطن على إعداد الأسس النظرية للعمل ضد إيران تحت بند "الإرهاب"، بالإضافة إلى بند "السلاح النووي". ومن الممكن أن يكون هذا إشارة محتملة إلى تقسيم الأدوار حين تدق ساعة العمل: الأمريكيون ضد إيران، وإسرائيل ضد حماس وحزب الله.

بحسب السلم الأمريكي هناك 3 مراحل؛ الأولى هو تغيير السياسة من الداخل، والمرحلة الثانية تغيير النظام من الداخل بمساعدة خارجية، وفي حال فقدان الأمل من المرحلتين الأولى والثانية، تأتي المرحلة الثالثة والتي تتطلب جهداً من الخارج لتغيير البرنامج النووي.

قبل أسبوعين، اجتمع الرئيس بوش مع رامسفيلد، ومع رئيس طواقم البنتاغون، الجنرال بيتر بيس، والجنرال جون أبي زيد، ونظراً لغياب قائد القوات في العراق، الجنرال جورج كيسي، التي يعمل تحت إمرة أبي زيد، ويرسل التقارير بشكل مباشر إلى بوش ورامسفيلد، من الممكن الإستنتاج أن الإجتماع تناول جبهة أبي زيد الثالثة، (الجبهة الثانية هي أفغانستان)!

قبل 3 سنوات، حذر أبي زيد من أن التسلح النووي الإيراني لا يهدد دول صديقة للولايات المتحدة (إسرائيل والسعودية) فقط، وإنما يهدد القوات الأمريكية هناك، التي يتواجد منها حالياً 130 ألف جندي في العراق لوحدها. ومن أجل ضرب القوات الأمريكية في المنطقة الخضراء ببغداد، لا يحتاج الإيرانيون إلى الإنتظار حتى الإنتهاء من تطوير صواريخ "شهاب" لتصل إلى إسرائيل، إذ تكفيهم صواريخ "سكاد"، التي كانوا قد أطلقوها باتجاه بغداد في الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات. ومؤخراً عاد الخبراء الإيرانيون إلى خنادقهم القديمة التي أطلقت منها الصواريخ، للإستعداد لتجديد إطلاق النار.

الأمريكيون أيضاً يجهزون صواريخهم، من نوع "تريدنت"، وهي صواريخ بالستية تطلق من الغواصات. وهذه الصواريخ تحمل رؤوساً نووية. وتعمل القيادة الإستراتيجية للجيش على ملاءمة رأس من الإسمنت أو المعدن، بدون مواد متفجرة لهذه الصواريخ، مثل "صواريخ الحجارة" التي أطلقتها العراق إلى ديمونا في العام 1991. وتتركز طاقة كبيرة في رأس صاروخ "تريدنت" لدى اختراقه الغلاف الجوي، حيث تصل سرعته إلى 6 كيلومترات في الثانية (ما يعادل 21600 كيلومتر في الساعة)، بحيث يصبح الصاروخ قادراً على تدمير أهدافه بدون التسبب بأضرار بيئية كبيرة.

أما ما يتم إخفاؤه في الكهوف والأنفاق الجبلية وتحت الأرض، فمن الممكن ألا يتم تدميره، إلا أنه سيدفن تحت التراب بدون أي إمكانية لإخراجه أو إصلاحه. ويكفي إطلاق صاروخين في كل غارة للوصول إلى الهدف، بشكل لا يثير تخوف الروس من إمكانية الإعتقاد بوقوع هجوم نووي عليهم.

وتكفي سرعة الصواريخ المنطلقة من الغواصات إلى طهران أو أصفهان لـ"إغلاق دائرة" السرعة، حيث ستستغرق عملية تحديد الهدف واتخاذ قرار من قبل بوش وحتى إصابة الهدف مدة نصف ساعة. بحيث لا يكون لعلي خامينائي ومحمود أحمدي نجاد فرصة زمنية للاختفاء مثلما توفرت لأسامة بن لادن وصدام حسين.

الجاهزية الأمريكية للحوار مع طهران، في حال واصلت تخصيب اليورانيوم، ليست إضفاءاً للمرونة على موقف واشنطن المتشكك. فبدون تنازل إيراني، حتى لو تحاور في النهاية وزراء الخارجية كونداليزا رايس مع منوشهر متقي، ستكون النتيجة مماثلة لنتيجة لقاء جيمس بيكر مع طارق عزيز قبل بدء حرب بوش الأب على العراق في العام 1991.]]

التعليقات