"حل مشكلة لبنان" - غيورا آيلاند

-

الحملة التي تجري لليوم السابع في لبنان تعطي الفرصة للنجاح اليوم، في ما حاولنا تحقيقه عام 1982 وعام 2000 -وفشلنا: إقامة دولة مستقلة غير مهددة من الشمال.

الفرصة لتحقيق ذلك هي نتيجة للعملية العسكرية الإسرائيلية، ولكن بالأساس بسبب التقاء ظروف سياسية، وتلك الظروف نتجت منذ أكثر من سنة.

نتحدث عن خمسة أسباب: الأول- تشكل أغلبية سياسية في لبنان تتكون من سنيين ودروز ومسيحيين، فبعد اغتيال الحريري ثبت أن هناك إرادة لبنانية وطنية موحدة وليس فقط مصالح متضاربة للطوائف المختلفة؛ الثاني- خروج السوريين من لبنان؛ الثالث- الدول العربية المعتدلة، وعلى رأسها السعودية، مستعدة للعمل من أجل ضرب التأثير الإيراني الآخذ في الازدياد؛ الرابع- لبنان مستقل وديمقراطي هو هام جدا للولايات المتحدة ولفرنسا، كل واحدة وأسبابها، الخامس- العالم الحر الذي يجد صعوبة في الصدام مع إيران حول الموضوع النووي، يسر لضرب الامتداد الإيراني في لبنان.

كان يمكن محاولة التوصل إلى تسوية أمنية جديدة مع لبنان منذ سنة، تسوية في مركزها تطبيق قرار مجلس الأمن 1559 (الذي يشمل تجريد سلاح حزب الله ) إلى جانب أشياء أخرى من ضمنها عطاء إسرائيلي. مبادرة لم تخرج إلى حيز التنفيذ بالأساس للسبب الإسرائيلي "العادي": نحن نقوم بحل المشاكل فقط بعد أن تصبح "أزمة". الفرصة لحل مشكلة لبنان تتحقق الآن إذا لم نبالغ في طلباتنا من الحكومة اللبنانية . وإذا كان توجهنا مقدما كتهديد فقط، من الممكن أن يعقد الوضع بدل من أن يساهم حله.

التوجه يجب أن يكون متوازنا. يجب أن تستمر إسرائيل في الضغط العسكري، وقبول وقف إطلاق النار حينما تتوفر الشروط : الأول، أن تجبر حكومة لبنان حزب الله أن يسلمها الجنديين المخطوفين. وسيكون إثبات أن شيئا هاما تغير، بالأعمال وليس بالأقوال. الثاني- وجود مبادرة دولية في مركزها صفقة تهدف إلى تسوية الجانب الأمني بين الدولتين.

تلك الصفقة يجب أن تشمل 6 أقسام:

تطبيق كامل لقرار مجلس الأمن 1559 الذي يعني تجريد سلاح حزب الله كتنظيم عسكري (إبعاد حزب الله من الحدود في المرحلة الأولى، وعدم الاكتفاء بذلك).
ويشمل ذلك حل قضايا الخلاف الحساسة (الغجر ومزارع شبعا)،
نشر جيش لبنان في الجنوب وإيجاد آلية تنسيق أمني مباشر بين الدولتين.
احترام سيادة متبادل ويشمل وقف الطلعات الجوية الإسرائيلية في سماء لبنان.
حل الخلاف في موضوع الماء.
حل مشكلة اللاجئين والأسرى وإعادة رجال جيش لبنان الجنوبي إلى لبنان بصورة محترمة.

إن التجاوب مع الاقتراح الدولي المتوازن سيمنح أيضا المصالح الحيوية للدولتين ويمنح حكومة لبنان الشرعية الضرورية للتعامل مع حزب الله. إن قبول الطرفين للصفقة لا يعني أن تنفذ فورا بشكل كامل، قطعا يمكن ترتيب جدول زمني متفق عليه.

إن كل محاولة لحل المشكلة عن طريق التهديد الإسرائيلي للبنان لن يمكن حكومة لبنان من قبوله أو تنفيذه. فمن الممكن أن يؤدي الأمر إلى واحدة من ثلاثة نتائج سيئة لإسرائيل 1. الحرب في الشمال تستمر وقتا طويلا، الأمر الذي يؤدي إلى تحرك سلبي في موقف المجموعة الدولية. 2. تضطر حكومة لبنان إلى الاستقالة، ويعود الوضع السياسي إلى الفوضى، ولن يكون أي شريك للتسوية . 3. رئيس حكومة لبنان، الذي سيضطر إلى قبول التهديد الإسرائيلي، سيعد متعاونا مع إسرائيل . جميعنا نذكر ماذا حدث لبشير الجميل، الزعيم اللبناني الأخير الذي اعتبر متعاونا معنا.

جملة أخيرة بالنسبة للقوة المتعددة الجنسيات: إن وجود قوة متعدة الجنسيات في لبنان هو ليس مصلحة إسرائيلية، ولكن من الممكن قبوله بشرطين : الأول ، أن تكون القوة المتعددة الجنسيات مرحلة أخرى في التسوية وليست بديلا لها . الثاني؛ التوكيل الذي يمنح لهذه القوة هو لمساعدة لبنان وتحقيق سيادته وأن لا تكون القوة العسكرية للفصل بين إسرائيل ولبنان.

التعليقات