"ملف إيران النووي قد يدهور الوضع في الشمال مرة أخرى"

رأت تعليقات الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم الأربعاء أن "جوهر" الردّ الإيراني على "الأسرة الدولية" غير كاف "لوقف مشروع إيران النووي".

وذهب المعلق العسكري لصحيفة "معاريف"، عمير راببورت، أبعد من ذلك حين قال إن سياسة "العصا والجزرة" التي يتبعها العالم حيال إيران ينبغي أن تستبدل بسياسة "العصا والنبّوت". وتوقع أن يكون "تدهور الأوضاع في الشمال" مرة أخرى أحد مترتبات "معالجة هذا الملف" الشائك، خصوصًا في ضوء "وجود عدد كبير من الضباط الإسرائيليين الذين يتحرقون شوقًا لتحقيق انتصار" في المعركة مع المقاومة اللبنانية.

ومما كتبه هذا المعلق: "سياسة العصا والجزرة لن تفلح في جعل إيران تتراجع عن استمرار مشروعها النووي... ولذا فإن الجزء الفعّال من برنامج العالم ينبغي أن يكون العصا، أي تهديد إيران بأنها إذا لم "تتماشى" مع العالم فستدفع الثمن باهظًا. بجانب العصا يمكن أن يعرض لإيران فقط النبّوت".

وتابع: "لا ينبغي أن يكون هناك أدنى شك في أن جواب الإيرانيين الحقيقي أمس هو لا مدوية. يضاف إلى ذلك أن إستراتيجية ممارسة الضغط على إسرائيل وعلى الغرب، بواسطة تابعهم اللبناني حزب الله، كوزن مضاد للتهديدات حيالهم، حظيت بنجاح كبير في الشهر الأخير، ولذا فما من سبب يدعوهم للانطواء الآن".

ورأى راببورت أن "الجانب المشجّع في إدارة القضية الإيرانية يكمن في أن العالم أجمع، بهذا القدر أو ذاك، مجنّد لمحاولة لجم القنبلة النووية لدى آيات الله من طهران. فهذه ليست مشكلتنا فقط. ورغم ذلك فإنها مشكلتنا قبل أي شيء، لأن الإيرانيين يهددون بمحو إسرائيل عن الخارطة علنًا. وإذا لم يكن هذا كافيًا فيبدو أنه كلما ازداد ضغط العالم على إيران سيزداد ضغط إيران على إسرائيل بواسطة حزب الله. والآن بعد كل ما مررنا به فإن العلاقة بين الخطر الوجودي الذي يتهددنا من جانب إيران مباشرة، وبين خطر صواريخ حزب الله من الشمال هي علاقة شفافة جدًا. وعمليًا فإن الرأي السائد في جهاز الأمن والمستوى السياسي منذ البداية هو أن حزب الله بادر إلى اختطاف الجنديين في الشهر الماضي في توقيت محسوب، وهو قبل عدة أيام من بحث دول الثماني قضية ملف إيران النووية".

وختم قائلاً: "من الجائز أن تدفع إيران منظمة حزب الله على تصعيد الوضع من جديد في سبيل صرف الاهتمام الدولي الذي عاد إلى ناحيتها. ولن يكون صعبًا دهورة الوضع من جديد بين إسرائيل وحزب الله لأن اتفاق وقف إطلاق النار مليء بالثقوب وهشّ، ولأنه سيكون في الجيش الإسرائيلي عدد كبير من الضباط المتحرقين لأن يثبتوا أن القصورات في الحرب الأخيرة كانت "لمرة واحدة" وأن بمقدور الجيش الإسرائيلي أن ينتصر".

من ناحيته رأى الخبير العسكري رونين برغمان، في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن الرد الإيراني "ليس أكثر من محاولة أخرى لمماطلة الأسرة الدولية وكسب الوقت في الطريق نحو امتلاك القدرة على إنتاج سلاح نووي".

وأضاف برغمان أن مصادر استخباراتية أوروبية كشفت النقاب لصحيفته عن أنه وصلت إلى أيديها معلومات "تؤكد حصول تقدم إيراني إضافي" في طريق إنجاز ما أسماه بـ"القنبلة النووية الشيعية الأولى".

وأوضح برغمان أنه في إسرائيل يسود اعتقاد بأن عدة أشهر تفصل ما بين اليوم وما بين وصول إيران إلى نقطة اللاعودة.

وتعني هذه النقطة، في رأيه، المرحلة التي يستطيع فيها الإيرانيون "حلّ جميع المشاكل التقنية- العلمية التي تواجههم وأساسًا في المرحلة الثالثة من تخصيب اليورانيوم. ومن هذه النقطة فصاعدًا يخشى الخبراء أنه حتى لو تجدّد الإشراف أو الرقابة الدولية على إيران فإنها ستكون فقط على المواقع المعروفة. بكلمات أخرى: يمكن أن يعرض الإيرانيون على مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية فعاليات "قانونية"، لكن استعمال المعرفة التي راكموها سيتم في مواقع سرية. وفي وضع كهذا سيكون صعبًا جدًا إيقافهم عن إنتاج قنبلة نووية".

التعليقات