"الواقع الإسرائيلي لا يتيح التفكير بالرجوع إلى حدود 67"..

-

كتب داني روبنشطاين في صحيفة "هآرتس" أنه بعد أربعين عاماً من حرب 1967 كان الموقف الفلسطيني الذي تبلور تجاه إسرائيل واضحاً بشكل كاف: من الممكن ويجب التوصل إلى تسوية تعايش مع إسرائيل على أساس حدود العام 1967. أما الإسرائيليون الذين يعتقدون أنه من الممكن التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين تشتمل على ضم الكتل الإستيطانية في الضفة الغربية إلى إسرائيل، أو إبقاء "القدس الشرقية" داخل إسرائيل، فهم موهومون. فطوال عشرات السنين التي مرت منذ احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة لم يسمع أي فلسطيني يوافق على أقل من ذلك. وكان هناك بالطبع من طالب بأكثر من ذلك، وهناك من يطلب اليوم تدمير إسرائيل تماماً، ولكن لم يوافق أي فلسطيني على ضم متر مربع واحد وراء الخط الأخضر إلى إسرائيل.

وتابع أنه إذا كان بالإمكان الحديث عن قوة ما في هذا الموقف الفلسطيني فهو ينبع من وجود إجماع شعبي على ذلك. وعدا عن بضعة أفراد، خارجين عن القاعدة، فإن الفلسطينيين ملتصقون بموقف موحد يحدد على أن الدولة الفلسطينية ستقوم في حدود العام 1967 وعاصمتها القدس.

"من الممكن بالطبع الحديث عن الفوارق بين التوجهات السياسية لحركة حماس وبين حركة فتح بمفاهيم الفجوات الإيديولوجية العميقة، حيث أن حركة حماس غير مستعدة للاعتراف بإسرائيل، خلافاً لحركة فتح. ومن الممكن رؤية فوارق قيمية ليس لها أي معنى عملي. فحركة فتح على استعداد لاتفاق سلام، في حين أن حماس توافق على وقف إطلاق النار لمدة طويلة. فهل يجب أن نصنع من ذلك قضية؟ لدينا مع مصر والأردن اتفاقيات سلام ناجحة، ولكنها ليست أكثر من اتفاقات لوقف إطلاق النار من الناحية العملية. ولن يعترض أي إسرائيلي على وقف إطلاق النار وليس السلام ما دام الهدوء المطلق يسود الحدود بين إسرائيل وفلسطين".

وأضاف أنه من الممكن التأمل في ذلك على خلفية الجهود الكبيرة التي يبذلها الآن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، ويزيد عنه في ذلك رئيس المكتب السياسي لحركة الحماس خالد مشعل، من أجل إقناع العالم بأن اتفاق مكة لتشكيل حكومة وحدة فلسطينية هو نقطة تحول تاريخية. وكان مشعل قد أعلن في القاهرة بأن اتفاق مكة هو "بشارة سلام للمنطقة كلها". وطالب الولايات المتحدة وأوروبا بالاعتراف بالواقع الفلسطيني الجديد الذي نشأ في مكة، وتحدث عن دولة فلسطينية تقوم في حدود 67.

وبرأيه ييتعزز الإجماع الفلسطيني على تسوية في حدود 67 بشكل كبير كنتيجة للموقف العربي المساند لذلك. وفي نهاية الأسبوع الماضي عقد في مدريد قمة إسبانية- عربية، شارك فيها مندوبون عن 19 دولة عربية. وأكد البيان الصادر من هناك على قرار القمة العربية بشأن السلام والتطبيع وإقامة علاقات كاملة بين العرب وإسرائيل بعد انسحابها إلى حدود العام 1967، وكما يبدو فإن غالبية الجمهور الفلسطيني يعتقد أن ذلك ممكن.

ونقل عن صحافي مقدسي قوله، على خلفية بيان مدريد: "في حال كان هناك 22 سفارة عربية في القدس الغربية، فمن المؤكد أن السلام سيكون مستقراً".

وينهي بالقول أن "ما يخرب هذه الصورة المتفائلة هو قضية اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة، ولكن ذلك يعتبر سهلاً بالنسبة للواقع الإسرائيلي الذي نشأ بعد العام 1967، حيث لا يتاح التفكير بإمكانية الرجوع إلى الخط الأخضر عامة والقدس بشكل خاص".

التعليقات