قطاع غزة والضفة الغربية و"أحلام اليقظة"..

-

قطاع غزة والضفة الغربية و
تحت عنوان "يكفي أحلام يقظة" كتب عوزي بنزيمان في صحيفة "هآرتس"، مستعيناً بكتاب "الأنا وأنظمة الدفاع" لمؤلفته "آنا فرويد"، الذي يروي قصة طفل في السابعة من عمره، كان قد اعتاد التغلب على الصعاب النفسية التي يعاني منها عن طريق خلق عالم خيالي، يكون فيه صديقاً للأسد الذي يخيف الجميع، ويخضع لأوامره. وبحسب المؤلفة فإن تحويل الأسد إلى حيوان أليف يستجيب لأوامر الطفل كان الطريقة التي واجه فيها مشاكل الواقع، وهو أسلوب معروف في علم النفس..

وكتب بنزيمان أن بعضاً من القيادة الإسرائيلية، وبضمنهم وزراء في الحكومة، وأعضاء كنيست ومستشارون للشؤون الأمنية والسياسية، يذكّرون، في الأيام الأخيرة، بهؤلاء الأطفال الذي يسعون إلى حل مشاكلهم عن طريق "أحلام اليقظة"، عندما يقولون إن سيطرة حماس على قطاع غزة تتيح فرصة نادرة لحل القضية الفلسطينية عن طريق "إعادة القطاع إلى المسؤولية المصرية، وهناك من يقترح منح الأردن مكانة في الضفة الغربية"..

ويتابع أن هذه الموضوع يطرح بصيغ متنوعة؛ فهناك من يقترح (أمثال آفي ديختر ورافي إيتان) أن تتنصل إسرائيل من مسؤولية ما يحدث في قطاع غزة، وإبقاءها تحت مسؤولية مصر، وهناك من يقترح (آفي إيتام) أنه من الأفضل القيام بذلك، وبإصرار، بشكل تدريجي. كما أن هناك من يقترح أنه بعد سيطرة حماس على القطاع، فإن مصر يجب أن تكون شريان الحياة للقطاع، ولذلك على إسرائيل ألا تتردد بوقف كافة الخدمات الحيوية التي تقدمها للقطاع (أرييه إلداد). وتستند هذه الاقتراحات على فرضية أن مصر معنية الآن بالتدخل فيما يحصل في القطاع على اعتبار أن حماس تشكل تهديداً بالنسبة لها.

وبرأي الكاتب فإن ضعف هذه المقترحات هو كونها مستمدة من الأحلام. والمصريون لا يبالون بالتوصيات الإسرائيلية، فهم يرفضون حتى نشر قوات دولية على محور فيلاديلفي، ولا يوجد أي دلالة تشير إلى أنهم ينوون التدخل في "الأوحال الغزية"..

ويضيف إن هناك اقتراحات بالجمع بين الضفة الغربية والأردن، وثانية يطرح في الأجواء أفكار حول إنشاء فدرالية بينهما، أو كونفدرالية مع إسرائيل.. ومرة ثانية تستحضر الخلفية التاريخية، ويذكر مرة أخرى العامل الديمغرافي المشترك.

وبحسبه فإن إسرائيل، وفي أوقات الشدة، تسعى إلى الخلاص عن طريق معادلات من عالم العجائب. فالملك الأردني لديه ما يكفي من المتاعب التي يواجهها بشكل واقعي، وهو يذكر أن والده اختار فصل المملكة الأردنية عن الضفة الغربية، وهو يسعى إلى لجم تأثير المركب الفلسطيني في حياة الأردن، ولا يمكن أن يتخلص من الانطباع بأن هناك في إسرائيل من لا يزال يعتقد أن الأردن هي موقع الدولة الفلسطينية، وهذا التصور يتغلب على التهديدات المكتنفة في إمكانية أن تسيطر حماس مستقبلاً على الضفة الغربية..

"هروب قادة إسرائيليين بارزين إلى عالم الخيال، ليس وليد الأيام الأخيرة فقط، فهي أعراض مرضية تعود على نفسها. ففي العام 2004 تحدث رئيس هيئة أركان الجيش في حينه، موشي يعالون، ورئيس المجلس للأمن القومي سابقا، غيورا آيلاند، عن رؤيتهم لتسوية الصراع، عن طريق إقامة دولة تكون حدودها الأساسية قطاع غزة وأجزاء من سيناء والنقب، ويطلب من الأردن أن تساهم بدورها بمساحات من أراضيها من أجل الحل الإقليمي، الذي يستند على صفقة أراض "دورانية" بين أربع دول. وهذه الفكرة تستند إلى اقتراح الجغرافي البروفيسور يوشوع بن إرييه، ويشاطره الرأي عدد من أعضاء الكنيست اليمينيين، وعلى رأسهم آفي إيتام. ومثل هذه الوصفة يجري إعدادها بدون الأخذ بالحسبان موقف الفلسطينيين والمصريين والأردنيين، وعندما تتضح الوصفة، يؤكد الشركاء العرب أنه لا يوجد ما يمكن الحديث عنه"..

التعليقات