"لغز حسنى مبارك"..

-

كتبت صحيفة "معاريف" أن الرئيس المصري لم يظهر أمام الجمهور منذ أسبوعين، وأنه قد غاب عن شاشة التلفزيون وعن المناسبات العامة، وأن وسائل الإعلام منشغلة في الأيام الأخيرة بحقيقة وضعه. وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تتابع أيضاً، بقلق، التطورات، وتخشى من حصول انقلاب ضد النظام في مصر يؤدي إلى صعود الإسلام المتطرف إلى السلطة، على حد قول الصحيفة.

وأضافت الصحيفة أن الصحف المصرية منشغلة في الأيام الأخيرة بغياب الرئيس المصري حسني مبارك، غير المبرر، من اللقاء مع الطلاب في أبو قير في الإسكندرية، والتي دأب على الوصول إليها في السنوات الأخيرة. وتابعت أن ما زاد الطين بلة، هو الصور القديمة التي تم بثها في التلفزيون، والتي يفترض أنها صور لزيارة أجراها هذا الأسبوع في مركز الإعلام والحاسوب في القاهرة، في حين ادعى الصحافيون أن الصور التي تم بثها هي صور قديمة.

وتناقلت وسائل الإعلام نبأ عدم وصول الرئيس المصري إلى أبو قير، في حين وصل ابنه جمال إلى اللقاء التقليدي مع الطلاب، وهو محاط بحراسة أمنية مشددة.

وتابعت "معاريف" أن مكتب الرئيس المصري أصدر عدة تصريحات على لسان مبارك في عدد من المواضيع، كما واصل التلفزيون المصري بث تقارير حول خطواته، إلا أنه لم يتم عرض صوره، الأمر الذي زاد من حدة المخاوف، على حد قول الصحيفة.

وتناقلت الصحيفة نفي كبار المسؤولين أن يكون قد حصل أمر مفاجئ لصحة الرئيس المصري، وقالوا إن الرئيس في كامل صحته ويقوم بدوره على أتم وجه.

وفي المقابل، نقلت "معاريف" عن مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة، أنها رفضت التطرق إلى التقارير والتخمينات بشأن حصول أي طارئ في أداء الرئيس المصري، بيد أنه لا شك فإن التقارير تثير المخاوف من احتمال حصول تغيير في الحكم، أو حصول تغييرات متطرفة أخرى في جدول أعمال النظام المصري الحالي، على حد قول المصادر ذاتها.

كما نقلت "معاريف" عم مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن "النظام المصري الحالي لا يعمل بما فيه الكفاية ضد الإخوان المسلمين، وضد مظاهر التطرف بشكل عام". وتابع المصدر نفسه أن "أي اهتزاز قد يتعرض له استقرار النظام في مصر قد يؤدي إلى إقامة دولة إسلامية سنية متطرفة، تعمل بموجب جدول أعمال مماثل للإسلام المتطرف الشيعي في إيران".

كما أشارت الصحيفة إلى أنه خلال جلسة الحكومة الإسرائيلية الأخيرة، قال نائب رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) إنه "قد حصل في الفترة الأخيرة تراجع في مستوى العمليات المصرية ضد عملية تهريب السلاح إلى قطاع غزة، وأن ضعف النظام المصري الحالي قد يؤدي إلى تآكل الدوافع المصرية في ضرب البنية التحتية لقوة حماس في مناطق السلطة".

وتابع المصدر السياسي الإسرائيلي قوله " إنه من الناحية الاستخبارية، فإن التقديرات الإسرائيلية تقول إنه طالما بقي مبارك ورجاله في الحكم، فإن التوازن الاستراتيجي القائم في الشرق الأوسط سوف يستمر"، وأضاف أن أي تغيير في هذا الاستقرار، مثل ذهاب الرئيس المصري، يعتبر خطيرا بالنسبة لإسرائيل بعدة مفاهيم.

التعليقات