"دولة فساد وعنف ولصوص"..

-

في سياق عدد من الملاحظات عن الوضع القائم، كتب يوئيل ماركوس في صحيفة "هآرتس" أنه في ظل الملل من الحديث عن مؤتمر أنابولس، لأن أرجل جميع المشاركين فيه مقيدة، مثلما صرح رئيس إسرائيل شمعون بيرس، ولأن نتائج المؤتمر ستتراوح بين "الإنجاز المحدود والفشل المطلق"، فإن ما يجب أن يشغل الإسرائيليين هو تحول إسرائيل إلى دولة بات الحياة فيها معرضة للخطر.

وبرأيه فقد أصبحت إسرائيل دولة فساد ومخادعين ولصوص. دولة عنف أولاد/فتية، الذين يتسكعون في الشوارع للأسبوع الثالث بسبب إضراب المعلمين، مسلحين بالسكاكين، يغتصبون ويطعنون ويضربون. ويتم نهب نساء مسنات في بيوتهن بعنف، بالإضافة إلى حوادث الطرق القاتلة، وغياب الشرطة حين تكون هناك حاجة لها. وكتاب لامعون يبيعون لحوم نتنة، وسلطة بيروقراطية جعلت حصول المواطن على حقوقه كابوسا.. دولة يقتل حراسها في الشارع.. واحتساء القهوة في ناد ليلي تنتهي بالعنف.. دولة فودكا وسموم وسكاكين ودموع..

وضمن ملاحظاته، يضيف أنه خلافا للرأي السائد وسط الجمهور وحتى توصيات ميني مزوز، والتي تشير إلى أن قطع الكهرباء عن قطاع غزة هي عقاب جماعي تقيم الرأي العام العالمي على إسرائيل، فإنه، أي الكاتب، يؤيد الرأي الذي يقول إنه في ظروف الحرب التي تفرضها حركة حماس فإن طريقة "العين بالعين" مشروعة.

ويضيف رغم أن هناك تعاطفا مع الضعيف، وأنه يكفي أن يموت جنين واحد في حاضنة تكنولوجية بسبب انقطاع التيار الكهربائي ليقوم العالم على إسرائيل، إلا أنه، برأيه، فإن أي دولة في العالم لن تستطيع تحمل القصف اليومي بالصواريخ والراجمات. كما يضيف أن تحديد ثمن للرد على الصواريخ هو الأفضل بالمقارنة مع عملية عسكرية واسعة النطاق، والتي يهدد إيهود براك بالقيام بها، والتي ستكون بحسبه طويلة، ويسقط فيها عدد كبير من الضحايا.

وفي السياق، يشير إلى أن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي في حرب الخليج، نحمان شاي، الذي صنع شعار "أشربوا ماء"، تثيره توصيات قيادة الجبهة الداخلية بشأن تحديد الكمامات الواقية من الحرب البيولوجية والكيماوية، والتزود بالمواد الخاصة بإغلاق الفتحات في المنازل، ووسائل الدفاع المدني.

ويقول إن حرب لبنان الأخيرة تركت ندوبا لم تشف بعد، إلا أنه، نحمان شاي، لا يرى هناك أي سبب لدفع البلاد إلى الجنون بالوسائل القديمة في الوقت الذي يزدهر فيه الاقتصاد والسياحة. وهنا يشير إلى تصريح رئيس الموساد سابقا، أفرايم هليفي، أنه لا يمكن تدمير إسرائيل من قبل إيران. وبالنتيجة فإن الكمامات الواقية لن توفر الحماية من القنابل الذرية.


التعليقات