"مصر جديرة بالثقة"..

-

كتبت هيئة تحرير "هآرتس" أن تقديرات وزير الأمن إيهود باراك أنه بعد سنتين ونصف سيكون بإمكان منظومة الاعتراض "القبة الحديدية" حماية سكان سديروت. وإذا اضطر سكان سديروت إلى الانتظار إلى حين توفر لهم الحماية هذه المنظومة المتطورة، فمن المتوقع، بحسب المعدل في الأسابيع الأخيرة، أن يتلقوا عشرات الآلاف من الصواريخ إلى حين تحين ساعة الخلاص. ولذلك لن يكون من المبالغ فيه الطلب من وزير الأمن دراسة طرق أخرى، ليس بدائل بالضرورة، لحل حقيقي للتهديدات الصادرة من غزة.

وأضافت أن مثل هذه الفرصة من الممكن أن تتوفر في لقائه مع الرئيس المصري حسني مبارك، رغم أن لإسرائيل ادعاءات قاسية ضد مصر بسبب عدم قيامها بحراسة الحدود المصرية مع غزة، فتهريب السلاح والمواد المتفجرة، والتي يتم إعداد صواريخ القسام منها أيضا، وتسلل الإرهابيين والمهربين، وغض النظر، وربما مساعدة الجنود المصريين لهم، كل ذلك جزء من "رسالة اتهام" عرضتها إسرائيل أمام مسؤولين في الإدارة الأمريكية. وقد دفع ذلك وزيرة الخارجية تسيبي ليفني إلى التحذير من أن ذلك يؤثر على العلاقات بين الدولتين. وبحسب "هآرتس" فإن هذه الادعاءات وإنكار مصر لها يعكر صفو العلاقات بين الدولتين في المجال الذي يوجد به بالذات مصلحة مشتركة وأساس للتعاون بشكل وثيق.

وتضيف أن مصر التي "تحارب الإرهابيين الراديكاليين في أراضيها، وتعمل قبضة حديدية تجاه حركة الإخوان المسلمين، الحركة الأم لحركة حماس، فهي لا تريد تعزيز قوة الذراع العسكري لحماس، ناهيك عن منظمات إرهابية صغيرة تتغذى من متعاونين يعملون في سيناء".

وأشارت إلى أن مصر قد وافقت على نشر 750 شرطيا على طول الحدود مع غزة، وحتى أضافت عليهم عددا مماثلا من الشرطة. والآن تقترح مصر أن تزيد العدد ببضعة آلاف، بدافع الاعتراف بأهمية إغلاق محور التهريب. كما تطلب مصر زيادة العتاد المتطور لضرورة المراقبة، والموافقة على تفعيل أنظمة مراقبة جوية. وفي الوقت الذي تعمل فيه مصر على المستوى السياسي، فإنها تواصل تحقيق مصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس"، بهدف تشكيل حكومة وحدة فلسطينية، تكون مسؤولة عن السيطرة الأمنية الشاملة. كما تواصل بذل الجهود من أجل إطلاق سراح الجندي غلعاد شاليط، من خلال المفاوضات مع المنظمات التي أسرته.

وأضافت أن إسرائيل من جهتها تتحفظ من زيادة عدد أفراد القوة العسكرية المصرية على طول الحدود، لكونها ترى في ذلك محاولة مصرية لخرق اتفاقية كامب ديفيد، كما أنها لا تشجع الحوار بين مصر وحماس، على الرغم من أنها نفسها على استعداد للتوصل إلى اتفاق مع حماس بشأن إطلاق سراح شاليط. إلا أنه لا يوجد مكان لهذه التحفظات لأن مصر عملت بدون كلل من أجل الدفع بعملية السلام في المنطقة، وشفت طريقا للسلام مع إسرائيل كلفها ثمنا باهظا.

ولذلك، بحسب "هآرتس" فإن زيارة باراك إلى مصر تحمل رسالة مزدوجة: إظهار أهمية التحالف بين إسرائيل ومصر على تجديد الأجواء الحسنة بين الدولتين وخلق أرضية للتعاون المجدي ضد الإرهاب في غزة. فمصر ليس دولة عدو، وليست خصما يجب صفعه، وإنما تستحق ثقة إسرائيل.

التعليقات