"أصبحت شريكة طبيعية لدولة اليهود"..

-

تناولت هيئة تحرير "هآرتس"، في كلمتها اليوم الأربعاء، ما يبدو أنه محاولة لتفسير الدعم الكبير الذي تقدمة ألمانيا لإسرائيل، والذي عبر عنه مؤخرا خلال زيارة المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل للبلاد.

وكتبت أن قادة ألمانيا يطمحون منذ الحرب العالمية الثانية إلى تحويل دولتهم إلى "طبيعية". ومن هنا فإن مشاركة ألمانيا في احتفالات مرور 60 عاما على تلك الحرب، والاحتفالات التي أقامتها ألمانيا سوية مع أعدائها السابقين في التخلص من النازيين، بدأت تمنح تلك العملية، التحول إلى "دولة طبيعية"، معاني لم تكن موجودة.

وأضافت أن هناك من ربط مباشرة بين تلك الاحتفالات وبين زيارة المستشارة أنجيلا ميركل لإسرائيل: الزيارة لم تحتل العناوين الرئيسية. وفي نظر الجمهور فإن ألمانيا كانت شريكة "طبيعية" لدولة اليهود.

وتضيف، أنه يمكن تفسير ذلك بأن، أولا، زيارة ميركل ليست الزيارة الأولى لرئيس حكومة ألماني إلى البلاد. وفيما عدا كونارد أدناور، الذي لم يكن مستشارا عندما زار البلاد عام 1966، فقد زارها ويلي براندت، وهلموت كول (مرتين)، وغيرهارد شرودر. كما زارها الرؤساء ريتشارد فون فايتسكر، ورومان هرتسوغ، ويوهانس راو، وهورست كلر. وقد ألقى الأخيران خطابين في الكنيست باللغة الألمانية.

وثانيا إن ألمانيا اليوم هي الدولة التي تربطها علاقة صداقة مع إسرائيل أكثر من باقي دول أوروبا، وربما في العالم بعد الولايات المتحدة. فقد برزت في الاتحاد الأوروبي كمن هي على استعداد لدعم إسرائيل في ظروف صعبة، وتعمل على موازنة القرارات التي تكون ضد إسرائيل في المنظمات الدولية. وهي التي بادرت إلى "إعلان إيسين" الذي منح إسرائيل "وضعية خاصة" في الاتحاد، وكانت ألمانيا الدولة الأولى التي وقفت إلى جانب إسرائيل في حرب الخليج، وقامت ببناء غواصات، مجانا، من أجلها، وعملت بشكل دائم من أجل الأسرى والمفقودين الإسرائيليين.

وثالثا فإن لميركل نفسها علاقة خاصة بإسرائيل تختلف عن سابقيها. وزيارتها الحالية هي الزيارة الثالثة خلال سنتين. وهي تشعر بالمسؤولية العميقة تجاه إسرائيل سواء بسبب "المحرقة" أم لكونها نشأت في ألمانيا الشرقية، سابقا، والتي كان عداؤها إسرائيل يرجح عن "المتبع" في باقي دول الكتلة السوفييتية.

ووتتابع "هآرتس" أن هذه "الصديقة الدائمة والمخلصة لإسرائيل"، على حد قول أولمرت في الكنيست، الثلاثاء، كانت مهندسة تحديث العلاقات بين البلدين. وكانت ميركل قد وصلت البلاد على رأس وفد كبير ضم كبار الصناعيين الألمان، وأعضاء برلمان وثمانية من كبار الوزراء. وقد شاركوا للمرة الأولى في جلسة مشتركة لوزراء الحكومتين، الألمانية والإسرائيلية، ووضعوا حجر الأساس لـ"طاقم المشاورات" السنوي، كالنموذج القائم لألمانيا مع فرنسا وبولندا.

وفي خطابها في الكنيست، الذي افتتح واختتم بالعبرية، التزمت ميركل بمحاربة البرنامج النووي الإيراني، واللاسامية، والعمل على توطيد علاقات إسرائيل مع الاتحاد الأوروبي. كما عبرت عن تضامنها مع إسرائيل في ظل صواريخ القسام، وأكدت على "المسؤولية الأبدية" لبلادها عن المحرقة.

التعليقات