"صفقة تبادل الأسرى تقلق أبو مازن"..

-

كتب آفي يسسخاروف في صحيفة "هآرتس" أن هناك أصواتا ترتفع في المقاطعة في رام الله في الأيام الأخيرة، بموجبها فإن كبار المسؤولين هناك يتحدثون علانية عن "نهاية عهد" في حال خرجت صفقة تبادل الأسرى إلى حيز الوجود. وبحسبهم، فإن إنجاز الصفقة سوف يؤدي إلى انتخابات مبكرة في مناطق السلطة وتنتصر حركة حماس مرة أخرى، ولكن هذه المرة في الانتخابات الرئاسية أيضا، وأنه في هذه الحالة فإن إسرائيل ستضطر إلى مواجهة سلطة فلسطينية بقيادة حركة حماس في الضفة الغربية وقطاع غزة.

ولفت في هذا السياق إلى الاستطلاع الأخير الذي أجري من قبل "مركز القدس للإعلام" والذي أجري في مناطق السلطة، حيث يشير إلى أن الحرب العدوانية على قطاع غزة قد منحت حركة حماس شعبية لم يسبق لها مثيل، بحيث تتفوق على حركة "فتح" (28.6% لحماس، مقابل 27.9% لحركة فتح).

كما لفت إلى أن الحرب على قطاع غزة ينظر إليها في الشارع الفلسطيني على أنها انتصار لحركة حماس، حيث أشار 46.7% إلى انتصار حركة حماس، مقابل 9.8% فقط يعتبرون أن إسرائيل قد انتصرت.

وتابع الكاتب أن ما أسماه "الأخبار السيئة" بالنسبة لحركة "فتح" ورئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، هي الأنباء التي نشرت للمرة الأولى في "هآرتس"، والتي تشير إلى تقدم في الاتصالات الجارية لإطلاق سراح غلعاد شاليط. وأضاف أن المغزى المباشر لتنفيذ الصفقة لاستبدال شاليط بأسرى فلسطينيين هو أن البرلمان الفلسطيني (المجلس التشريعي) سيعود إلى الانعقاد بحضور كافة محاور حركة حماس، حيث سيكون هناك أغلبية كبيرة للحركة في المجلس التشريعي ما يمكنه من الإعلان عن حكومة سلام فياض كحكومة غير قانونية. كما سيكون بإمكان حماس تمرير قانون يعلن عن انتهاء ولاية عباس في التاسع من كانون الثاني/ يناير الماضي، ولذلك سيتوجب عليه تقديم استقالته والإعلان عن انتخابات مبكرة.

في المقابل، وبحسب الكاتب، فإنه لا يوجد أي ضمان لحصول ذلك. فمصر التي تقود الاتصالات لإطلاق سراح شاليط ستحاول الحصول على ضمانات من حركة حماس، بحيث لا تحصل عملية كهذه، إلا أنه لا شيء يمنع حركة حماس من استغلال الغالبية الموجودة لها في المجلس التشريعي.

ويدعي الكاتب أن حركة حماس، عشية الحرب على قطاع غزة، لم ترغب بإجراء انتخابات مبكرة خشية فقدان السلطة، إلا أن إنجاز صفقة تبادل الأسرى وانتصار حماس سوف يرفعان من شعبية حماس. والفلسطينيون، وخاصة سكان الضفة الغربية، تابعوا بقلق في السنة والنصف الأخيرة التعاون الأمني الوطيد بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية وبين الشاباك وجيش الاحتلال. ورغم أن الوضع في الضفة قد تحسن على مستوى الأمن الشخصي، على حد قول الكاتب، إلا أن الفلسطينيين ينظرون إلى السلطة الفلسطينية كذراع تنفيذي للحكومة الإسرائيلية بدون أن تحصل على أي مقابل، مثل إزالة الحواجز وإطلاق سراح أسرى شاركوا في عمليات قتل فيها إسرائيليون.

ويتابع الكاتب أن صفقة تبادل الأسرى سوف تؤدي إلى إطلاق سراح مئات الفلسطينيين، وبضمنهم من صدرت ضدهم أحكام بالسجن المؤبد. ومن المتوقع أن يتم تغطية عملية التبادل بشكل واسع من قبل وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية والدولية ما يعني استمرار مسيرة النصر لحركة حماس والتي بدأت في اليوم التالي لانتهاء الحرب على القطاع. وفي هذه الحالة فإن الرسالة التي سيتلقاها الفلسطينيون، بشكل مماثل لرؤيتهم لفك الارتباط، هي أن طريق حركة حماس، طريق المقاومة، هي مجدية أكثر من طريقة السلطة الفلسطينية وطريقة عباس في المفاوضات. وسوف ينظر إلى عمليات أسر الجنود على أنها الطريقة الأنجع لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.

ويشير الكاتب إلى أن القيادي في حركة فتح، مروان البرغوثي، يتردد ذكره في الصحافة العربية ضمن قائمة الأسرى المنوي إطلاق سراحهم في صفقة التبادل، سوف يجد صعوبة في التحدي السياسي للجهة التي عملت على إطلاق سراحه. ويضيف أن هذه الخطوة قد تعطي حركة "فتح" قياديا مستقبليا، إلا أنه لن يوقف الاندفاع في الرأي العام الفلسطيني باتجاه حركة حماس.

التعليقات