"غضب أمريكي على هدم المنازل في القدس الشرقية"

-

تتصاعد حدة الجدل بين إسرائيل والولايات المتحدة حول هدم المنازل الفلسطينية في القدس الشرقية، ويبدو أن هذا الموضوع سيتحول إلى إحدى نقاط الخلاف الأولى بين إدارة أوباما وحكومة نتنياهو.

تدعي الولايات المتحدة أن الحديث يدور عن خرق لتعهدات خارطة الطريق، إلا أن إسرائيل ترفض ذلك وتدعي أن الحديث يدور عن شأن داخلي يتعلق بفرض القانون، وأن مستقبل القدس يعالج فقط في المفاوضات حول التسوية الدائمة.

الاهتمام الأمريكي بهدم المنازل الفلسطينية في القدس الشرقية، الذي بدأ خلال زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون مطلع الشهر، فاجأ إسرائيل. ووجهت كلينتون انتقادات شديدة لإسرائيل في هذا الشأن وقالت إن "هدم المنازل لا يسهم في العملية السلمية".

في أعقاب تلك التصريحات، توجهت وزارة الخارجية الأمريكية لإسرائيل بطلب إيضاحات مفصلة حول الموضوع. في غضون ذلك عقد رئيس بلدية القدس، نير بركات، مؤتمرا صحفيا للمراسلين الأجانب، حاول فيه إثبات أن النقد الذي وجهته كلينتون ليس له أي أساس.

أقوال بركات خلقت توترا شديدا مع واشنطن، وفي إطار المداولات بين الجانبين، ادعى الأمريكيون أن هدم المنازل يتعارض مع تعهدات إسرائيل في إطار "خارطة
الطريق" من عام 2003. حيث تعهدت إسرائيل وفي وثيقة حظيت على مصادقتها بأن لا تتخذ خطوات عقابية ضد الفلسطينيين بما في ذلك هدم المنازل. وادعى مسؤولون في الخارجية الإسرائيلية ناقشوا الموضوع مع الأمريكيين أن الحديث لا يدور عن عقوبات بل عن فرض قوانين البناء في المدينة.

وزارة الخارجية الإسرائيلية أعدت رسالة إيضاحات رسمية، أُرسلت إلى وزيرة الخارجية الأمريكية، كلينتون، قالت فيها أن الحديث لا يدور عن قضية سياسية بل قانونية وأن كل أوامر الهدم تمت المصادقة عليها من قبل المحكمة العليا. وأكدت وزارة الخارجية أن "قضية القدس تعالج في إطار المفاوضات حول الحل الدائم". ونقلت بلدية القدس رسالة مشابهة شملت كافة أوامر الهدم التي صدرت ضد منازل فلسطينية في أحياء شعفاط وجبل المكبر وسلوان.

مصدر سياسي إسرائيلي رفيع، أشار إلى أن الحديث يدور عن خلاف عميق بين إسرائيل والولايات المتحدة والذي سيطرح في أول حوار بين الدولتين بعد تنصيب حكومة نتنياهو. "موضوع هدم المنازل سيرافقنا شهور طويلة" قال المصدر، وأضاف: " غير واضح لماذا قرر الأمريكيون البدء بالتحديد في هذا الموضوع الذي لن يتمخض عنه سوى الخلاف، ومن المؤسف الاهتمام في هذا الموضوع.

في سفارة إسرائيل في واشنطن يحالون أن يشرحوا أن الحديث يدور عن "موضوع حساس"، وأن إسرائيل «معنية بإعادة الموضوع إلى حجمه الطبيعي، كي لا يتوجهوا إلينا طالبين إيضاحات كل مرة نقوم بها بهدم منزل في القدس الشرقية». أحد الديبلوماسيين اضاف «سيتعين علينا شق طريق شاقة وطويلة لتهدئة الإدارة الأمريكية».
رئيس بلدية القدس، نير بركات، من المتوقع أن يتوجه إلى الولايات المتحدة في زيارة تستمر لأسبوع، وسيقيم في واشنطن نصف يوم فقط، ومن غير الواضح إذا ما كان سيلتقي مع ممثلين من الإدارة الأمريكية.

وجاء من وزارة الخارجية الأمريكية نهاية الأسبوع الماضي أن القنصل الأمريكي تحدث مع رئيس البلدية عدة مرات حول الموضوع. ولكن في نهاية الأسبوع لم نحصل على تعقيب حول ما إذا كانت الرسالة الإسرائيلية تقنع الأمريكيين.




التعليقات