تعليمات للجيش الإسرائيلي: قتل منفذي عملية أسر جندي أولوية تسبق حياة الجندي..

بعد نقاش استمر طويلا، وفرض عليه التعتيم في فترات معينة فإن التعليمات الجديدة تقضي بإطلاق النار على منفذي العملية حتى لو كان الثمن تعريض حياة الجندي الأسير للخطر..

تعليمات للجيش الإسرائيلي: قتل منفذي عملية أسر جندي أولوية تسبق حياة الجندي..
تؤكد التعليمات الجديدة التي صدرت للجيش الإسرائيلي أن قتل من يحاول تنفيذ عملية أسر جنود إسرائيليين هي أولوية تسبق إنقاذ الجندي الأسير.

قال قائد كتيبة "هناحال"، موطي باروخ، إنه في حال جرت محاولة لاختطاف جندي فإن الأوامر للجنود واضحة وتقتضي إطلاق النار باتجاه المختطفين، حتى لو كان الثمن تعريض حياة الجندي المختطف للخطر.

وتطرقه إلى الوضع الحالي في قطاع غزة، وعلى خلفية وقوع الجندي غلعاد شاليط في أسر المقاومة الفلسطينية، قال في مقابلة مع صحيفة "هآرتس"، تنشر بكاملها الجمعة، إنه بإمكان ضباط الجيش اتخاذ قرارات أخرى بناء على تقديراتهم للوضع في وقت حصول محاولة الاختطاف، إلا أن المطلوب هو منع وقوع عملية الاختطاف.

وأضاف أن التعليمات للجنود واضحة. وبعد ثلاث سنوات من وقوع شاليط في الأسر فإن الرسالة يجب أن تكون منع وقوع أي جندي في الأسر، وهي رسالة قاطعة غير قابلة للتأويل.

ويؤكد أمام الجنود المنتشرين في محيط قطاع غزة إنه حال وقوع عملية اختطاف فإن النتيجة يجب أن تكون قاطعة وهي منع وقوعها. وبحسبه فإنه يعمل على أن يقوم الجنود بتنفيذ ذلك خلال التدريبات أيضا.

وبما يشير إلى أن قتل منفذي عملية الاختطاف هي أهم من إنقاذ حياة الجندي، يقول باروخ إنه في نهاية المطاف يجب النظر إلى العملية كحدث يوجد فيه عدو قبل أن يكون هناك جندي مختطف، على حد تعبيره.

وأشارت الصحيفة في هذا السياق إلى أن النقاش الإسرائيلي في هذه القضية يتواصل منذ أكثر من 20 عاما. ومع مرور السنوات تم إصدار هذه التعليمات إلى الجنود الإسرائيليين خلال وجودهم في جنوب لبنان، بيد أن الجيش كان طوال الوقت يتملص من الإجابة على أسئلة رسمية بهذا الشأن، ولاحقا تدخلت الرقابة العسكرية ومنعت نشر تحقيقات صحفية تتصل بهذه المسألة.

وفي العام 2003 أزيل التعتيم الذي فرض على هذه الأوامر، وتم الكشف عنها. وفي حينه ادعى الجيش أن هذه الأوامر تأتي نظرا للأضرار السياسية والأمنية التي يمكن أن تحصل جراء عملية اختطاف جنود. وفي أعقاب ذلك ثارت عاصفة من الانتقادات، وبعد سنتين تم تعديل الأوامر من قبل رئيس هيئة أركان الجيش، وكان الأوامر الجديدة تنص على تجنب إطلاق النار في حال كان الجندي المختطف قريبا جدا من آسريه، كأن يكون معهم في المركبة ذاتها، على سبيل المثال.

تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن الجنرال غيورا آيلاند، رئيس شعبة التخطيط والعمليات في الجيش سابقا، ورئيس المجلس للأمن القومي سابقا أيضا، قد أشار في تقرير له إلى أنه كان يجب إطلاق النار على خاطفي غلعاد شاليط حتى لو كان الثمن تعريض حياة الجندي للخطر، وذلك في إشارته إلى عملية أسر غلعاد شاليط في حزيران/ يونيو 2006، ومحاولة قائد إحدى الدبابات على حدود قطاع غزة الحصول على إذن بإطلاق النار باتجاه ثلاثة أشخاص كانوا يعبرون السياج الحدودي باتجاه قطاع غزة تبين أن أحدهم كان الجندي الأسير.

التعليقات