"السلطة الفلسطينية تستعد لتسلم أبو ديس والإسرائيليون يريدونه عبر المفاوضات"

نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية عن مصادر أمنية فلسطينية قولها إن تعليمات مبدئية أعطيت لكتائب عسكرية تابعة للأمن الوطني الفلسطيني، وحرس الرئاسة كذلك، بالاستعداد لتسلم بلدة أبو ديس القريبة من القدس، من دون تحديد موعد. وأضافت المصادر أن خطة العمل الموضوعة فور تسلم أبو ديس تقضي بمحاربة حالة الانفلات الأمني في المنطقة، عبر ملاحقة مروجي مخدرات وإنهاء ظاهرة انتشار السيارات غير القانونية، وتلك ظاهرتان حاربتهما السلطة في الضفة الغربية أيضا.

وتأتي الاستعدادات الفلسطينية لتسلم أبو ديس ضمن خطة أميركية لنقل مزيد من المناطق في الضفة الغربية للسلطة التي لا ترى في ذلك إجراء كافيا لبدء المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، وتصر بشكل أساسي على وقف الاستيطان في القدس، وإلغاء قرارات استيطانية اتخذت مؤخرا لبناء مزيد من الوحدات الاستيطانية في المدينة المقدسة.

وكانت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما قد طلبت من إسرائيل نقل مناطق في «ب» و«ج» إلى «أ» لتصبح تحت سيطرة أمنية وإدراية فلسطينية، لكن إسرائيل لم تعط ردها بعد.
وبداية الشهر الحالي، عاد وزير الداخلية الفلسطيني سعيد أبو علي من واشنطن، بعد مباحثات أمنية في واشنطن بحثت جاهزية السلطة لتسلم مناطق إضافية في الضفة الغربية.
وقال مسؤول أمني لـ«الشرق الأوسط»: «إسرائيل لم تعط ردها، لكننا نرجح الموافقة على تسلم بعض المناطق وليس كلها، ومن بينها أبو ديس، التي يسمح للسلطة بالعمل فيها حتى على النطاق الأمني، ولكن على نطاق محدود غير رسمي». وتعتقد السلطة أن نتنياهو قد يوافق على قرار تسليم المنطقة «ب» من أبو ديس التي عملت فيها الأجهزة الأمنية سابقا، لكن بشكل غير رسمي، ولكن ليس «ج».
وقال مسؤول أمني رفيع، ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول إمكان تسلم منطقة «ب» في أبو ديس: «لا اتفاق حتى الآن، لكن يوجد كلام». وكشف المسؤول أن إسرائيل عرضت على السلطة تسلم مناطق «ب» في قرى تتظاهر أسبوعيا ضد إسرائيل، مثل بلعين ونعلين والنبي صالح في محيط مدينة رام الله. وأضاف المصدر: «وافقنا على ذلك، ولكن ضمن تسليمنا مناطق تشمل أيضا أبو ديس والرام (منطقة تقع بين القدس ورام الله). قلنا لهم نقبل بتسلمينا 20 منطقة مثلا، ولكن لن نكون حراسا لكم (الإسرائيليين)». و

تابع القول: «يريدون منا أن نخدمهم.. أن نتسلم مناطق مثل النبي صالح وبلعين ونعلين، لمنع المظاهرات ضدهم، وهذا لن يكون».

ويقول الإسرائيليون إن نقل مناطق «ب» و«ج» إلى السلطة يجب أن يأتي ضمن مفاوضات سياسية. وأبلغت إسرائيل واشنطن بأن السلطة تعمل في أبو ديس بحرية كاملة، لكن نقلها بشكل رسمي يحتاج إلى ترتيبات سياسية ونهائية. وأكد مصدر إسرائيلي ذلك بقوله: «نتنياهو لن يعطيهم شيئا من دون مفاوضات.. فقط عن طريق المفاوضات ممكن تسليم أبو ديس ومناطق أخرى».

واحتضنت أبو ديس في بداية تأسيس السلطة بعض أهم المؤسسات الرسمية، ومن بينها مقرا الحكومة والمجلس التشريعي، ورفضت السلطة اقتراحات سابقة باعتبار البلدة العاصمة الفلسطينية.

التعليقات