محادثات سرية بين إسرائيل وواشنطن للالتفاف على قائمة المطالب الأمريكية

تهدف المحادثات إلى بلورة معادلة تتيح تجديد ما يسمى "العملية السياسية" * مسؤول إسرائيلي يؤكد أن إسرائيل لن ترد رسميا أو شفويا على المطالب الأمريكية..

محادثات سرية بين إسرائيل وواشنطن للالتفاف على قائمة المطالب الأمريكية

يتضح من تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" أن الولايات المتحدة وإسرائيل تجريان محادثات سرية بهدف تجديد ما يسمى بـ"العملية السياسية" للالتفاف على قائمة المطالب التي قدمتها الإدارة الأمريكية لإسرائيل بشأن البناء تجميد البناء الاستيطاني، وخاصة في القدس المحتلة.

فقد كتبت الصحيفة أن إسرائيل والولايات المتحدة تجريان، في الأيام الأخيرة، مفاوضات سرية، وذلك بهدف بلورة معادلة تتيح جسر الخلاف بين الطرفين بشأن تجديد ما يسمى بـ"العملية السياسية".

وجاء أن المحادثات تتمحور حول الشروط للبدء بالمفاوضات مع السلطة الفلسطينية، والطلب الأمريكي من إسرائيل بتجميد البناء في "شرقي القدس" لمدة 4 شهور على الأقل.

ونقل عن موظف كبير في الإدارة الأمريكية قوله، يوم أمس الأربعاء، إن رئيس قسم الشرق الأوسط في البيت الأبيض، دان شفيرو، قد زار "إسرائيل" سرا، بمعية الدبلوماسي الأمريكي ديفيد هيل، الذي يشغل منصب نائب المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشيل، ويقيم بشكل دائم في إسرائيل.

وبحسب المصادر ذاتها فإن الإثنين قد أجريا محادثات ماراثونية في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية مع مبعوث رئيس الحكومة المحامي ديفيد مولخو، ومستشاره السياسي رون درمر. ومن المتوقع أن تستمر المحادثات اليوم.

وأضافت أن الإثنين قد اجتمعا يوم أمس، الأربعاء، مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وقاما بتسليمه مذكرة من الرئيس الأمريكي باراك أوباما.

يشار إلى أن كلا من البيت الأبيض ومكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية لم يعلنا رسميا عن هذه المحادثات، أو عن وصول شفيرو إلى إسرائيل، بل أحيط ذلك بسرية تامة.

ولفتت الصحيفة في هذا السياق إلى أن الإدارة الأمريكية كان قد سلمت نتانياهو، خلال زيارته إلى واشنطن قبل عدة أسابيع، قائمة مطالب، من بينها تجميد البناء الاستيطاني في "شرقي القدس، إضافة إلى القيام ببوادر حسنة وخطوات لبناء الثقة تجاه ومع السلطة الفلسطينية، مثل فتح مؤسسات السلطة في القدس، أو تسليمها المسؤولية الأمنية عن مناطق في الضفة الغربية، والموافقة على مناقشة القضايا الجوهرية في إطار المفاوضات مع الفلسطينيين، حتى لو طرحت في إطار محادثات غير مباشرة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي تأكيده أن المحادثات مع الإدارة الأمريكية جرت طوال الأسبوع الأخيرة عن طريق الهاتف أو السفارة الإسرائيلية في واشنطن، أو مبعوثي البيت الأبيض الذين وصلوا إسرائيل يوم أمس.

وبحسب المسؤول الإسرائيلي فإن إسرائيل لن تقدم للبيت الأبيض إجابة رسمية على المطالب الأمريكية على صورة "ورقة موقف" أو ردا شفويا، وإنما يحاول الطرفان التوصل إلى تفاهم بشأن الطرق التي تؤدي إلى الدفع بـ"العملية السياسية".

ونقل عن المصدر نفسه أنه بحسب موقف نتانياهو الحالي فإن إسرائيل لن تجمد البناء في ما يسمى بـ"الأحياء اليهودية" في "شرقي القدس". وفي السياق ذاته لم يستبعد مسؤولون إسرائيليون أن يوافق نتانياهو على الالتزام بعدم القيام بـ"أعمال استفزازية"، مثل البناء الاستيطاني في الأحياء العربية.

إلى ذلك، من المتوقع أن تستمر المحادثات الأسبوع القادم بين إسرائيل وواشنطن، فمن المقرر أن يتوجه وزير الأمن الإسرائيلي، إيهود باراك، إلى واشنطن الأحد القادم، حيث سيجري لقاءات مع المستشار للأمن القومي، الجنرال جيمس جونس، ومع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون.


التعليقات