عريقات لـ"هآرتس": السلطة عرضت موقفها بشأن جميع قضايا الحل الدائم بدون أي رد إسرائيلي

وتتضمن الحدود والقدس واللاجئين والمياه والأمن وإنهاء الصراع وإنهاء المطالب * ويؤكد صحة الأنباء عن الرسالة الأمريكية إلى عباس ويعتبر أنها ليست تهديدا..

عريقات لـ
تناولت وسائل إعلام عديدة نهاية الأسبوع الماضي تهديدات الإدارة الأمريكية للسلطة الفلسطينية في حال عدم موافقة رئيس السلطة، محمود عباس، على تجديد المفاوضات المباشرة مع إسرائيل. كما نشرت تفاصيل الرسالة التي أوصلها الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى السلطة الفلسطينية، والتي تتضمن تهديدا واضحا بقطع العلاقات مع السلطة في حال أصرت على المفاوضات غير المباشرة فقط.

وردا على سؤال بشأن الضغوطات التي تمارسها الإدارة الأمريكية على السلطة، ومدى صحة التقارير التي نشرت في وسائل الإعلام، قال رئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات لصحيفة "هآرتس" إن السلطة تلقت رسالة من أوباما يطالب فيها عباس بالبدء بالمفاوضات المباشرة من أجل التوصل إلى "حل الدولتين لشعبين".

وتضمنت الرسالة أن أوباما يأمل أن يوافق عباس على بدء المفاوضات المباشرة بادعاء أن الحديث عن مصلحة أمريكية فلسطينية، وأن الإدارة الأمريكية ستقف إلى جانب السلطة إلى حين إقامة الدولة.

وتابعت الصحيفة نقلا عن عريقا أنه في حال رفضت السلطة الانتقال إلى المفاوضات المباشرة فسوف يكون من الصعب التوصل إلى حل الدولتين وستكون قدرة الولايات المتحدة على تقديم المساعدة محدودة.

وبحسب عريقات فإن ذلك لم يكن تهديدا، عدا أن عباس وأمام الجامعة العربية شكر الرئيس الأمريكي والمبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشيل. وتابع أن السلطة الفلسطينية تقدر الجهود الأمريكية ولكن لا يوجد أية نتائج حتى الآن.

كما أشار إلى أنه عرض على ميتشل وثائق وخرائط توضح مواقف السلطة بشأن قضايا الحل الدائم؛ الحدود والقدس واللاجئين والمياه والأمن وإنهاء الصراع وإنهاء المطالب، إلا أنه لم يكن هناك أي رد إسرائيلي.

تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن عريقات قدم وثيقة، قبل شهور معدودة، لدبلوماسيين أوروبيين قال فيها إن السلطة عرضت على رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق إيهود أولمرت إجراء استبدال مناطق بمساحة تصل إلى 1.9% من مساحة الضفة الغربية، وأن السلطة اكتفت بعودة 15 ألف لاجئ في العام الواحدة لمدة 10 سنوات. وفي السياق ذاته ترددت أنباء عن موافقة السلطة على استبدال مناطق بمساحة 2.3%، في حين أشارت أنباء أخرى إلى مساحة تصل إلى 3.8%.

ولدى سؤال "هآرتس" عما إذا كان الحديث عن الموافق ذاتها التي عرضت على أولمرت، قال عريقات إنه لا يستطيع أن يفصل أكثر، إلا أنه أشار إلى أن عباس عرض في هذه الأوراق أكثر مما عرضه على أولمرت في السابق.

ونفى عريقات صحة ما أذاعته "صوت إسرائيل" بشأن طلب حاييم رامون في لقائه مع عريقات في فندق "أميريكان كولوني" في القدس عدم البدء بالمفاوضات المباشرة. وقال أن أوباما ورئيس فرنسا ساركوزي ورئيس الحكومة اليابانية ورئيس الحكومة البريطانية ورئيس الحكومة الإسبانية، جميعهم يضغطون على السلطة لبدء المفاوضات مع إسرائيل، بيد أنها لم تفعل ذلك.

وردا على سؤال "متى ستبدؤون المفاوضات المباشرة مع إسرائيل؟"، قال عريقات إن السلطة كانت ترغب أن تكون المفاوضات قد بدأت في الأمس، وليس غدا. وبحسبه فإن السلطة لا تعارض المفاوضات المباشرة، إلا أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو هو الذي يملك مفتاح المفاوضات، وعليه أن يقوم ببضعة خطوات لتعبيد الطريق، أولها الموافقة على أجندة المفاوضات بشأن القدس والحدود واللاجئين، وكذلك مبدأ حل الدولتين على أساس حدود الرابع من حزيران 1967 مع مبدأ تبادل أراض، والالتزام بمواصلة تجميد البناء الاستيطاني في المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية. وأضاف أن السلطة لا تريد خلال المفاوضات المباشرة أن يكون هناك بناء استيطاني جديد في الضفة الغربية والقدس.

وردا على سؤال الصحيفة عما إذا كان ذلك يسيء إلى السلطة من وجهة نظر الرأي العام العالمي، في ظل الضغوط التي تمارس عليها، قال عريقات إن المسألة ليست علاقات عامة أو من هو المتهم بذلك. وأضاف أن المفاوضات والاتصالات السياسية جارية منذ 19 عاما، ولكنها لا يمكن أن تستمر إلى الأبد.

وقال أيضا إنه لا يمكن أن تظل إسرائيل تتصرف كأنها "رب البيت"، وفي كل مرة يتوجه فيها الرئيس إلى عمان عليه أن يحصل على تصريح من ضباط "التنسيق والارتباط".

وأضاف أنه لا يمكن إجراء مفاوضات مباشرة بدون أجندة. وبدون الاتفاق على مضامين المفاوضات فإنها ستكون من أجل إجراء مفاوضات فحسب، وليس من أجل التوصل إلى اتفاق سلام.

ولدى سؤاله عن إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام مع حكومة يمينية برئاسة نتانياهو، أجاب عريقات أنه يأمل أن يكون ذلك ممكنا، وأنه لهذا السبب يجب تحديد أجندة ومضامين المفاوضات.

التعليقات