مستوطنون: فليجمّد الاستيطان أربعة شهور بدلاً من اثنين

-

مستوطنون: فليجمّد الاستيطان أربعة شهور بدلاً من اثنين

فاجأ بعض قادة المستوطنين الأوساط الإسرائيلية عندما توجهوا إلى رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ليطلبوا منه الموافقة على الطلب الأمريكي بتمديد قرار تجميد الاستيطان.

 

وكانت المصادر الإسرائيلية والأمريكيّة قد تحدثت الأسبوع الماضي، عن ورقة ضمانات عرضها البيت الأبيض على نتنياهو، تضمّنت إغراءات أمنية واستخباراتيّة غير مسبوقة للإسرائيليين، تشمل تعهد واشنطن باستخدام حق الفيتو ضد في مجلس الأمن ضد أي قرار لإقامة الدولة الفلسطينية من جهة واحدة، ووضع قوات إسرائيلية في منطقة غور الأردن، وذلك مقابل تجميد الاستيطان لشهرين فقط؛ خطوة وصفها الإعلام الإسرائيلي بـ " سياسة الجزرة ".

 

وبحسب صحيفة الشرق الأوسط اللندنيّة، فإنّ هناك محادثات تجري بهدوء بالغ بين إسرائيل والولايات المتحدة من جهة، والفلسطينيين والأمم المتحدة من جهة ثانية، وذلك بهدف التوصل إلى صيغة مناسبة تدفع بالمفاوضات نحو تسوية محتملة؛ الأمر الذي لم يؤكده إلى الآن أي مصدر إسرائيلي، خاصة وأن الاجتماعات الوزارية والأمنية الإسرائيلية خلال اليومين المنصرمين كانت سرية، وقد أعلن مكتب نتنياهو أنّ موضوع تجميد الاستيطان لم يطرح في تلك الاجتماعات، إذ ما من جديد يمكن يبحثه.

 

ومقابل مماطلة نتنياهو الابتزازية في توضيح المسألة ومنح جواب للإدارة الأمريكية، التي نفت بدورها منحها وعودا بهذا الحجم للإسرائيليين، أطلق بعض قادة المستوطنات، وعلى رأسهم حسيداي إليعيزر، رئيس مستوطنة " ألفي منشي "، تصريحاتٍ يدعو فيها الحكومة الإسرائيلية الموافقة على المطالب الأمريكية للفوز بالعروض المغرية وغير المسبوقة.

 

وقد اقتبست صحيفة القدس الفلسطينية تصريحات إليعيزر ( الليكود )، التي بين فيها أنه يحترم موقف نتنياهو، وأنه يتوجه إليه من منطلق المؤيد لا الناقد، قال: "ما يقترحه الأميركيون جاء نتيجة للتعنت الفلسطيني من جهة، ونتيجة لصمود نتنياهو من جهة ثانية، وأنا أقدر عاليا هذا الصمود. ولكن، الآن جاء وقت الحسم، من أجل رزمة الدعم الأميركية، أوافق على تجميد البناء الاستيطاني أربعة شهور وليس شهرين فقط، فالاستيطان بالنسبة لنا هو مسيرة طويلة، وليس قضية رمزية كما يعتقد البعض عندنا ولا قضية مقدسة كما يحسبها الفلسطينيون. علينا أن نجري حسابات صحيحة ذات بعد استراتيجي"، وأضاف: " "كنت من معارضي قرار تجميد البناء في الأصل، ولكنني الآن أجدها فرصة ينبغي قطفها بلا تردد، فإما أن نقتنصها ونضع الفلسطينيين في الزاوية وإما أن نضيعها، فنصبح نحن في الزاوية".

 

الصوت الاستيطانيّ ينقسم على نفسه

 

وفي أعقاب تصريحات إليعيزر تلك، والذي شغل منصب نائب رئيس مجلس المستوطنات سابقا، انقسم الصوت الاستيطاني بين مؤيد ومعارض لطرحه دون أن يتعرض لهجوم من أي طرف؛ فقد أعلن رون نحمان، رئيس مستوطنة "أرئيل"، تأييده لموقف إليعيزر، مؤكدا أن كثيرين من المستوطنين يشاركونه في ذلك؛ أما رئيس مجلس مستوطنات الضفة الغربية، داني ديان، فقد قال إن المستوطنين يذهبون بغالبيتهم إلى وجوب عدم الخضوع للمطالب الأمريكية، لأن ذلك يعتبر خيانة للأمانة التي منحها الشعب الإسرائيلي لحكومة نتانياهو.

 

وبلغت معارضة المستوطنين قرار مواصلة التجميد حدا جعلت عضو الكنيست أورليف زبولون ( حزب البيت اليهودي )، يهدد بإسقاط حكومة نتنياهو: "إن قرارا بمواصلة تجميد البناء سيحدث انتفاضة في صفوف المستوطنين ضد حكومة نتنياهو وسيؤدي إلى انسحاب حزبي من الائتلاف الحكومي، وبداية انسحابات أخرى ستفضي إلى انهيار الائتلاف وسقوط الحكومة".

 

ثلثا الفلسطينيين يريدون وقف المفاوضات أمام تعنت إسرائيل

 

وفي ظل استئناف أعمال البناء في المستوطنات، حيث أشارت المصادر الإسرائيلية إلى شروع المستوطنين بإقامة 350 وحدة سكنية جديدة منذ 10 أيام، أصدر المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، نتائج استطلاع للرأي أعده ما بين 30 أيلول و 2 تشرين الأول، تناول شريحة عشوائية من أبناء المجتمع الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، بلغ عددها 1270 شخصا في 127 موقعا سكنيا. وقد جاء في النتائج المنشورة: "66% يعتقدون أن على الطرف الفلسطيني الانسحاب من المفاوضات المباشرة الآن بعد عودة البناء الاستيطاني، فيما تقول نسبة 30% أنه ينبغي عدم الانسحاب من المفاوضات".

 

 

 

التعليقات