"يهودية الدولة تعني التنازل عن حق العودة"

نتانياهو يدرك أن القائد الفلسطيني الذي يعترف بأن إسرائيل هي دولة الشعب اليهودي يعترف بأنه لا يوجد للفلسطينيين أي حق فيها، وبكلمات أخرى فهو يتنازل مسبقا عن حق العودة..

كتب عكيفا إلدار في صحيفة "هآرتس" اليوم، الثلاثاء، أن بنيامين نتانياهو لا يكتفي بأن يصرح الأغيار الذي يريدون الحصول على المواطنة الإسرائيلية بأنهم يعترفون بإسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية، وإنما يطالب الجيران الآن، وراء الحدود، بأن يعترفوا بأن إسرائيل هي "دولة الشعب اليهودي". ويتساءل في هذا السياق و"ماذا بشأن الديمقراطية؟".

 

ويتابع أن نتانياهو يطلب من الفلسطينيين اعترافا يلزم أجيالا مقبل تجميد استيطاني لمدة شهرين أو ربما ثلاثة.

 

ويكتب إلدار "عندما لا يوجد عمليات (ويوجد بؤر استيطانية)، فإن دماغ تاجر الأثاث اخترع "الدولة اليهودية"..

 

ويتابع الكاتب أن نتانياهو قال يوم أمس في الكنيست إنه في حال وافق الفلسطينيون على اقتراحه فسوف يطلب من الحكومة تمديد تجميد البناء في المستوطنات. ويؤكد الكاتب أن نتانياهو لا يخشى ردود فعل المستوطنين ومناصريهم في الائتلاف الحكومي عندما يطلب من عباس الاعتراف بإسرائيل كدولة الشعب اليهودي، فهو "يمد يده للزعيم الفلسطيني للانتحار السياسي".

 

كما يشير الكاتب إلى أن نتانياهو يدرك أن القائد الفلسطيني الذي يعترف بأن إسرائيل هي دولة الشعب اليهودي فهو يعترف بذلك بأنه لا يوجد للفلسطينيين أي حق فيها، وبكلمات أخرى فهو يتنازل مسبقا عن حق العودة.

 

ويشير إلى أن نتانياهو يعرف أن حق العودة أثمن من أن يتنازل عنه الفلسطينيون مقابل تجميد مؤقت وجزئي (لا يشمل القدس المحتلة) للبناء الاستيطاني. ويضيف أنه في أحسن الحالات سيتنازلون عن إحقاقه في إطار الحل الدائم عندما يطمئنون إلى قضية الحدود والقدس.

 

ويقتبس الكاتب نصا يفترض أن نتانياهو يصرح به في أعقاب رفض عباس الصفقة التي يعرضها عليه، فيقول: "عندما يرفضون الاعتراف بأمر بسيط إلى هذا الحد، يطرح السؤال: لماذا؟ هل تريدون إغراق دولة إسرائيل باللاجئين، والتي لن تكون دولة مع غالبية يهودية؟ هل تريدون اقتطاع أجزاء من الجليل والنقب؟".

 

بيد أن الكاتب يشير إلى أن هذه الكلمات هي اقتباس لتصريحات أطلقها نتانياهو قبل ثلاثة أسابيع في مؤتمر صحفي في سديروت. وبحسبه فإن ذلك كان مراجعة عامة تمهيدا لمناورة لفت الأنظار عن أزمة تجميد البناء في المستوطنات. ويضيفه أنه من الصعب التصديق بأن رئيسا مجربا مثل باراك أوباما سوف يقع بمثل هذا "الفخ الشفاف" ويتعاون مع نتانياهو لدفع عباس إليه.

 

كما يتساءل "ماذا سيحصل لو أن عباس أعلن بشكل نهائي أن تعريف هوية دولة الجيران لا تعنيه، وإنما تعني الجيران لوحدهم؟ وعندها ههل سترد إسرائيل بالسماح نهائيا بمواصلة البناء في المستوطنات، وتقوم بتجميد المفاوضات على حل دولة يهودية إلى جانب دولة فلسطينية؟.. كل تاجر خردة يعرف أن رفع السعر أعلى مما ينبغي سوف يجعله صفر اليدين في نهاية المطاف".

 

التعليقات